ساسة وعمائم العراق لا رجولة لهم ولا كرامة/ زكي رضا       

مهما بلغ ضعف المرء، الا أنه سيمتلك ردّ فعل تجاه ما يتعرض إليه من إهانة توجه إليه.  ولأننا محكومون بقيّم دينيّة يقودها ساسة وعمائم ينهلون من الدين الإسلامي في كل ما يقومون به اليوم من أعمال مخزيّة، فعلينا ونحن نبحث عن ردّ الفعل تجاه الإهانات بحق وطننا وشعبنا  هو بحثنا في تراث هؤلاء الإسلاميّون لنرى إن كانوا يمتلكون شيء من الرجولة والكرامة تجاه شعبنا ووطننا اللذين أُبتليا بحكم أشباه الرجال هؤلاء.

يقول الإسلاميّون ونقلا عن حديث للنبي محمّد أنّه قال:  (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، وأضعف الإيمان هنا تعني مقاطعة من يأتي المنكر ويروج له ومن يتقرّب من فاعليه. ولعمري فأنا أرى غالبية  شعب العراق هم من  أكثر الناس على هذه الأرض كفرا ونفاقا، فهم يدّعون الإسلام والتشيّع لكنّهم ضعيفي الإيمان و سيكونون في تابوت من حديد يوم القيامة وفق ما جاء في تراثهم الديني. فها هو الإمام عليّ الذي يعتبرونه  قدوة لهم يقول بحق الظَلَمَة من الذين على شاكلة ساسة وعمائم العراق: (إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين الظَلَمَة ، أين أعوان الظَلَمَة، أين أشباه الظَلَمَة، حتى من برى لهم قلماً أو لاقَ لهم دواةً فيجتمعون في تابوت من حديد، ثم يرمى بهم في جهنم).

هل الحاكمين في عراقنا الفاقد لكرامته اليوم ظَلَمَة ولا يملكون رجولة وكرامة ولو بحدّها الأدنى؟ هذا السؤال علينا طرحه على روّاد المساجد المؤمنين من أعوان الظَلَمَة، الذين يحضرون صلوات جمعتهم بإمامة معمّم حليف للظَلَمَة وسارقي قوت الناس، معمّم يتحدثّ عن الفضيلة والرذيلة منتشرة بكل مكان بالبلد، بل وعلى بعد أمتار من المسجد الذي يصلّي فيه ، أو من المكان الذي يسكن فيه ولا يدعو الناس فيه للثورة على الفساد. كما وعلينا طرحه على " مثّقفي" وكتبة السلطة لأنّهم يبرّون أقلامهم ويلقون دواتهم لرجالات الفساد وهم ينهبون شعبنا ووطننا، ساسة دفنوا رجولتهم وكرامتهم وكرامة شعبنا من أجل مصالحهم الضيّقة ومصالح دول الجوار.

أنّ  كرامة الإنسان باللغة هي: احترام المرء ذاته، وهو شعور بالشّرف والقيمة الشخصيّة يجعله يتأثّر ويتألّم إذا ما أُنتقص قَدْره. وكرامة الوطن لا تذهب بعيد عن هذا المعنى مطلقا، فللوطن عند الرجال شرف وقيمة، يجعلهم يتأثّرون ويتألّمون إذا أُنْتقصَت كرامة وطنهم هذا وقيمته. واليوم ونحن نرى الرئيس الأمريكي يزور جنوده لتهنئتهم بأعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، دون أن يخبر أي من أشباه الرجال والساسة وعرّابيهم من عمائم الشيطان ناهيك عن لقائهم، إن كان لهؤلاء ومَن معهم من كتبة السلطة و " مثّقفيها" رجولة وكرامة؟

أنّ فقدان ساسة العراق وعمائمه ومن يدور في فلكهم لرجولتهم وكرامتهم ليست وليدة اليوم وليست حالة إستثنائية، بل هي تربيّة تنبع من ذلّ مستديم. ولو راجعنا مواقف السلطة الذليلة والفاسدة وهي تدمّر وطننا وشعبنا من خلال مواقفها وردود أفعالها تجاه من هو أضعف من الرئيس الأمريكي وبلاده، لشاهدنا مدى الهوان الذي يعيشه عديمي الرجولة والكرامة هؤلاء. فها هو أردوغان يهين العبادي قائلا له " "إنه يسيئ إلي، وأقول له أنت لست ندّي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدّك أولا". وإبتلع الدعوي العبادي ومن معه من جوقة الفاسدين في الخضراء هذه الإهانة، فإن كان أردوغان يفعل ما يشاء ، وفعل ويفعل لليوم ما يشاء، فما هو المانع في أن يقوم (ترامب) بما يشاء وهو زعيم دولة جاءت بأشباه الساسة والرجال هؤلاء الى دست الحكم؟

مشكلة فقدان الكرامة والرجولة لا تبدأ عند قدوم ترامب الى بلدنا ومغادرته إياه دون أن يخبر سياسيي الصدفة بذلك، ولا من تجوال قاسم سليماني في محافظات العراق المختلفة وتصريحاته التي يتهم بها جيشنا وشعبنا بالجبن  كما جاء في قناة الكوثر الذليلة  لولي الفقيه التي قالت: " لقد تمكن اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإسلامية وسبعون عنصراً من قواته فقط، في العام 2014، من إنقاذ مدينة أربيل مركز إقليم كوردستان من السقوط بيد داعش"!! حينها صمت كل ساسة الصدفة  كما ساسة الكورد عن هذه الإهانة دون أن يرفّ لهم جفن، ودون أن يسألوا أنفسهم عن دور الجيش والبيشمركة في القتال ضد داعش، وهذه الإهانة إبتلعها شعبنا أيضا وهو لا يتظاهر بأكمله ضد هذه التصريحات التي لم تتهم جيشه بالجبن فقط، بل وصلت الإهانة إليه فأبتلعها كرامة لعيون إيران  وحلفائها. بل تبدأ المشكلة " فقدان الرجولة والكرامة" حينما حصّن أشباه الساسة والرجال هؤلاء أنفسم بالمنطقة الخضراء، وحينما رهنوا البلد عند الأجنبي ، وحينما سرقوا ونهبوا مئات المليارات من الدولارات، وحينما أشاعوا الفقر والمرض والأمّية بين الجماهير.  ولكن وعلى الرغم من قسوة السؤال، فهل نحمل كشعب اليوم شيء من الرجولة والكرامة ونحن ساكتون عن كل هذه الخطايا والجرائم بحق وطننا ومستقبله وأنفسنا وأجيالنا القادمة!!!؟؟

إذا ما أعتمدنا مقولات النبي محمّد مثلما يريد الإسلاميّون شيعة وسنّة وهم يعملون على أسلمة البلد، فسنكون نحن المناهضون لسلطة العمائم من العلمانيين الديموقراطيين أقرب الى الله الذي يعبدون منهم، كون  النبي محمّد يقول: " إيّاكم وأبواب السلطان وحواشيها، فإنّ أقربكم من أبواب السلطان وحواشيها، أبعدكم عن الله تعالى". سؤال أخير  موجّه للشعب العراقي: كيف تتخيلون مصير بلدكم وأجيالكم القادمة، لو إستمرّ الذي لا كرامة ولا رجولة لهم من حكمكم لعشرين  سنة قادمة؟

أن تكون لسلطة المحاصصة والعمائم رجولة وكرامة  يوما ما ، أمنيّة لا تتحقق مطلقا ولا في أحلام الأطفال وإنتظارهم لسانتا كروز وهداياه.

الدنمارك

27/12/2018