سر الليل ...شهيد أبو داود / شه مال عادل سليم

 الشهداء ..مشاعل النضال :

  دعوة لاحياء ذكراهم ...

الشهيد النصير الخالد كاظم ابراهيم خضير الخطابي المعروف بـ(أبو داود ) :

التحق الرفيق ( ابوداود ) بقوات الانصار التابعة للشيوعي العراقي  في عام 1979 بعد ان واجه الحزب الشيوعي العراقي ومنظماته هجوماً واسعاً من قبل الحزب البعث الفاشي , وخاصة بعد ان تحولت المظاهر والاجراءات البعثية الارهابية التي كانت تبرزهنا وهناك وفي هذه الفترة او تلك , إلى نهج ثابت ضمن مخطط متكامل وممنهج للقضاء على الحزب ومنظماته في عموم العراق .

عمل الرفيق الشهيد ابو داود مع رفاقه الملتحقين الجدد بروح جهادية عالية ونكران ذات كبير , واستطاعوا بجهودهم الكبيرة والمخلصة ان يثبتوا ويكونوا  النواتات الاولى للكفاح المسلح والعمل الانصاري .

 عُرف الشهيد باخلاصه وتفانيه وشجاعته , شارك في العديد من المعارك والمهمات العسكرية ضد النظام البعثي الفالشي , جرح اثناء اقتحام ربيئة (سه ري سرين)في آذار1982 بقيادة القائد الانصاري الشهيد ( خضر كاكيل ) و فقد البصر في إحدى عينيه,وعليه اُرسل إلى الخارج  للعلاج و التعافي, وبعد اكمال مدة العلاج رجع إلى كوردستان وواصل العمل بنفس الهمة والحماس في صفوف انصار حزبه الابطال ...

يقول الرفيق (منذرالخطابي)  وهو نجل الشهيد الخالد كاظم ابراهيم خضير الخطابي المعروف بـ(ابوداود ) والذي كان عمره 8 سنوات عندما التحق والده بصفوف انصار الحزب :

والدي من مواليد 1950 كربلاء ناحية الحسينيه قرية الطف منطقة الشامي , وهو من عائله فلاحيه شيوعية معروفة , اكمل الدراسة الاعدادية في كربلاء وثم عُين موظفا في دائرة  الزراعة قسم الغابات ..

انتمى ( ابو داود ) للحزب الشيوعي العراقي عام  1972 وكان عمره 22 عاما  .

يضيف الرفيق منذر ويقول:  في عام 1978  سافر والدي ألى المانيا وانقطعت اخباره نهائيا حتى اننا كنا نظن انه لايزال خارج العراق .

في عام  1987 تم اسرعمي والذي كان جنديا في قاطع  زاخو من قبل انصار الحزب الشيوعي العراقي واثناء التحقيق معه عرفوا بانه شقيق رفيقهم ( ابو داود ) , وهناك التقى عمي بوالدي وعرفنا منه اخبار الوالد لاحقا ..

يختتم الرفيق منذر  حديثه قائلا : توفت والدتي ( فطيم حسين ) سنة 1993 أثر مرض ألم بها من فراق زوجها ووفات اطفالها غرقا ) .

                                                                                                                           يقول الرفيق الفنان عمر خضر كاكيل : التحق الرفيق ( ابو داود ) بقوات انصار الحزب في بداية تشكيلها , كان الرفيق نصيرا شُجَاعاً ومِقْدَاماً في مواجهة الطغاة لا يخاف الموت ولا يهاب الاعداء,كان شامخاً في العطاء حتى الشهادة , تغنت جبال وسهول كوردستان غزلًا على شجاعته وإقدامه وتضحيته , كان علاقته قوية مع والدي الشهيد ( خضر كاكيل ), شارك الشهيد مع والدي في اقتحام ربايا وعمليات عسكرية كثيرة ضد النظام البعثي الفاشي , جرح ليلة 31 آذار 1982 اثناء اقتحام ربيئة (سه ري سرين)العاصية بشظايا القنبلة التي اصابت وجهه , كما أصيب والدي ايضا بشظية في رجله اليمنى,  بعد اصراهم جميعا على تنفيذ المهمة العسكرية في ذكرى ميلاد حزبهم المجيد .

يُضيف عمر قائلا :  تعرفت على نجل الشهيد الرفيق ( منذر ) عبر الفيس بوك وبدأت علاقتنا بالكتابة والصداقة , نلتقي بين حين واخر ونتحدث عن بطولات انصار الحزب ونسترجع معاً ذكريات الماضي الجميل ونفتخر بتضحيات آبائنا وأمهاتنا التي اصبحت شعلة النصر ,ونؤكد دائما أننا سنمضي في طريقهم  و نفتخر بانتمائنا إلى حزب فهد الذي قدم أنهاراً من الدماء الغالية  دِفاعاً عن الشعب والوطن )   .

لقد كرس الرفيق (ابو داود) جل حياته وطاقاته منذ شبابه لقضية الشعب الوطنية مدافعاً  عن حرية الشعب وسعادته وعن القيم والمثل التي امن بها والتي تجسدت في سلوكه وممارسته اليومية

كان (ابو داود )محبوبا من لدن رفاقه ومقاتلا جريئا و شُجَاعاً, شارك في معارك غير متكافئة مع العدو بمعنوية وبروح جهادية عالية .

ترك الشهيد  بعد إستشهاده , زوجته و3 ابناء :  منذر ونداء وسليم ..

إستشهد  الشيوعي الكربلائي الاممي ابو داود في حادث سير غامض (دُهِسَ بسيارة زيل عسكرية  )في كابول عام 1988 والتحق بقافلة شهداء الحزب والوطن .

وفي هذا الصدد يقول الرفيق منذرالخطابي :  (أن حادث الدهس الذي قُتل فيه والدي , كان متعمّد ومُدبر من قبل السفارة العراقية في كابول ).

ومن الجدير بالذكر يرقد المناضل الاممي الرفيق (ابوداود) في مقبرة الشهداء في كابول الواقعة في شارع (وزير اكبر خان) ...

المجد كل المجد لشهداء حركة الانصار( البيشمركة ) الشيوعيين الابطال ...

تحية وباقات من الازهار الحمر والنرجس الجبلي للنصير الاممي الشهيد ابوداود ...

وعهدا بالوفاء .....

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ  صورة الشهيد( ابو داود ) ,من ارشيف النصير توانا شقلاويي .

2 ـ  اشكر الرفيق (منذر كاظم الخطابي) لتزويدي بمعلومات قيمة وبنسخ من رسائل والده الشهيد ( ابو داود ) وبخط يده .

3 ـ اشكر الرفيق الفنان (عمر خضر كاكيل) لمشاركته القيمة في توثيق بطولات انصار الحزب الشيوعي العراقي  ..