الشهيد من موالد بهرز (ديالى) 1957 استشهد في معركة كويسنجق اواخر عام 1987

مقتنيات الأنصار كانت فقيرة من حيث الكم، ولكنها غنية من حيث المحتوى، ففي كل (عليجة) ظهر أو جيب خاص في بدلة البيشمركة كان هناك مكان خاص لدفتر الذكريات، أنيس النصير ووعاء الآهات الأنسانية عبر السنين حين يرتكن النصير أو النصيرة ألى صخرة أو شجرة للكتابة والغناء الصامت والأبوذية والأبحار في قارب الذكريات عبر السنين. لكتابة ما للحلم في قادم الأيام واليوم أود الغور في دفتر نصير، وصلني قبل فترة، حيث عبر البلدان والمنافي محمولا في (علايج) الأنصار ليضم ألى خزانة التراث الأنصاري التي أغتنت بتجارب وقصص مفعمة  بالبطولة والتضحية الأنسانية. دفتر سهرت معه الليالي لأستعيد الحالة الأنسانية وغنى الأحساس المرهف في مواقف الشهيد وأبحرت ما بين الموقف العسكري وأحلام الشباب والتنظيم وأحلام قادم الأيام في صورة أنسانية قل نظيرها في صراع الذات وتحطيمه وتقديم كل شيء في تجسيد حي لمقولة "أول من يضحي وآخر من يستفيد" أنها مفكرة النصير الشيوعي ملازم عادل (ماهر عبود مجيد الدبش).

شهيد يمجد الشهداء

في مطلع دفتر الذكريات هذا، كتب الشهيد مستذكرا كوكبة من الشهداء، قافلة سار في ركبها  الى المجد،  وضم أسمه لأزاهيرها، ذكر القافلة ونسي أن يضيف أسمه، فأضفته أنا مكللا بالزهور، كلمات أبحر فيها وتألق في وصف من ساروا على الدرب كتب يقول :

ثم يحلق الشهيد ليصف أم الشهيد جميل ليلة سقط القمر وأرتعشت جبال كردستان لتفضي لمساحة حزن أخرى، كتب يقول مواساة لأم عراقية شاءت الصدف أن تعيش مع أولادها الأنصار وبناتها النصيرات ثم فقدت أحدهم فجاء عادل يخفف عن حزنها وآلامها يوم خر نجم من السماء فنادها لتضمه وتسمع كلمات كان قد تلمسها من خلال ترقب أم فقدت أحد أولادها الأنصار للتخفيف من أحزانها وأحزانه فكتب يقول: أم جميل....

يحلق الشهيد عاليا فوق قنديل قمة الثلوج الأبدية حيث يتربع فوقها ويدخن سيكارته، ثم يشرع بتسجيل الذكريات، حيث تفعل الطبيعة بالمشاعر الأنسانية فعلها لتصهر الماضي وتتحول لعالم جميل يبحر فيه عادل وهو يعلن عن فرحته في تسلق قمة قنديل وآهات قنديل وذكريات كل من سبقوه الى قنديل الذي لا يعرفه ألا من عاشره وتحدى صعابه وكان بين الموت وبينه لحظات زمنية.... أترك عادل وأنتصاره على قمة قنديل ليقول....  قنديل ....  قنديل .... القمة....