تطبيع عراقي مع إسرائيل / هادي جلو مرعي                     

النوم في العسل لاتعني العراقيين حين يعيشون الغفلة،وحين يستغفلهم ويستهزىء بعقولهم سياسيوهم ودينيوهم، فمرد ذلك يعود الى سلبيتهم العالية، وإفتنانهم بالرموز والأشخاص والأساطير والأكاذيب التاريخية، والروايات الموضوعة والإزدواجية التي تطبع نفوسهم.

ماينطبق على العراقيين هو وصف النوم في الطين، حيث يتناوب على حكمهم وسرقتهم وتضليلهم من لادين له ولاشرف ولاضمير، وفي الغالب هو صنيعتهم، على وقع شعار (مسمارك منك يالوحة) فيأخذ كل شيء منهم، ويترك لهم الشعارات الفارغة، والأساطير والوعود والأوهام، وليتهم يتعلمون، فيعودون مجددا مع كل سياسي وحاكم ومتربص بالمنافع، حتى صارت الوطنية أكبر كذبة يصدرها السياسي، ويستوردها الشعب، ثم يعيد إنتاجها، ويصدرها في السوق المحلية.

لااعرف من أين وصلتني المعلومة، وربما أصدقها عن عقد مؤتمر في عاصمة أوربية حضره ممثلون عن قوى عراقية عربية وكردية ورؤساء منظمات وأكاديميون، ووفود من دول في الخليج، ورعته واشنطن، وكانت إسرائيل فاعلة فيه، وتم تأمين قاعات الإجتماعات بسرية تامة، ويقال: أنه تم وضع مادة لاصقة على شاشة الموبايل الذي يحمله المشارك، فلايتمكن من التصوير، أو تسجيل مقاطع فديو عن المؤتمر خشية تسرب معلومات الى وسائل الإعلام، وإفتضاح الأمر.

عملية التطبيع مع إسرائيل قد تنتهي الى وضع جديد يتجاوز مرحلة التطبيع، الى مرحلة العلاقات الواضحة الطبيعية والمعلنة، وتبادل السفارات، وتنسيق المواقف، وعقد صفقات سياسية وتجارية والإنفتاح الإقتصادي والإستثمار وتبادل الخبرات والتعاون الأمني.

الدول العربية الفاعلة والمؤثرة تمسك بها حكومات مركزية وهي تعرف ماتريد، لكننا في العراق لانملك وحدة القرار، فرئيس الجمهورية الكردي لايبالي بالأمر، ولايجد غضاضة في العلاقة مع إسرائيل خاصة وإن إقليم كردستان والأكراد عموما تجاوزوا فكرة العداء لإسرائيل الى التواصل والتوافق، بينما رئيس البرلمان السني والمنظومة السنية الداعمة له فهي تستهدي بموقف الدول العربية الأساسية في هذا الشأن، ويبقى موقف الحكومة، وقوى الشيعة التي تنقسم فيما بينها، ولاتملك رؤية واضحة، وموقفا يمكن أن تخرج به الى العلن، وهو مايجعل موقف العراق من التطبيع غير واضح لحين إنجلاء غبار المعارك السياسية والإقتصادية، وربما الحربية ليظهر من هو الأقوى والمتحكم والمتنفذ، وحينها يتم المضي في الطريق الذي يسلكه.