أخلاق المسؤولين. وزير الكهرباء مثلا / هادي جلو مرعي              

(إسم الله يارغيف الحار) عبارة تقال كناية عن عدم الإستعجال في إتخاذ القرارات والمواقف التي تتخذ في العراق في (الجاية والرايحة) فحين تسلم وزير الإتصالات مهامه نزلت طير الأبابيل ترميهم بحجارة من سجيل، وحين تسلم وزير الثقافة مسؤولياته رموه في خانة رجال المليشيا، وصار بعيدا عن الثقافة، وعندما بدأ وزير النفط عمله وصفوه بمختلف الأوصاف، وكذلك وزير التجارة والصناعة ووزير التخطيط الذي يقول بعض الأصدقاء: إنه لايحب الضوء، ويريد أن يعمل بصمت، وسنوافق شرط أن نرى أعماله تتكلم فنسمعها جيدا.

وزير الكهرباء خرج على التلفاز، وقال في حوار: إن هناك من يريد قضاء حاجاته الشخصية على حساب الوزارة، وبالطبع فالوزارات ليست مفتوحة لتلبية متطلبات النواب، ولالمعقبي المعاملات، والنائب مشرع، وليس معقبا، ولاسمسارا، وهو وفقا لدوره أكبر من ذلك. في مرة، وربما مرات كنت في مكتب وزير، وجاءت نائب في البرلمان، وهي تحمل حزمة من معاملات، ودخلت مكتب الوزير، وخرجت و(الزهو بعينيها تقرأ فنجاني المقلوب). وليس عيبا أن نقول: إن نوابا يستخدمون صلاحياتهم ومسؤولياتهم لأغراض خاصة جدا، وحتى في الحصول على هويات العمل الصحفي.

يخرج النائب وقد رفض طلبه ليهاجم الوزير، ويحوله الى مجرم حرب قد دمر البلاد وهز أركان الدولة، ولو أن الوزير أمضى ملفات ومعاملات النائب لكان تحول الى (أحسن وزير) في الحكومة العراقية، ووصل الأمر عند البعض أن يضغطوا حتى في تخفيض نسب الأموال الضريبية، وبعضهم يستخدم صلاحياته لسحب قروض مالية وسلف كبيرة، وصحيح إن التلفاز خداع، وبالإمكان الظهور عليه كحام للأمة ومحارب شرس ضد الفساد، ولكن لايفوتنكم حقيقة هي (أن ليس كل الصحفيين أغبياء) لكي يتقبلوا كل مايقال ويذاع فيصدقونه بسرعة، ولهذا أنصح بأن نتوجه جميعا لمساندة بعض ودعم جهد الدولة، وعدم تحويلها الى وسيلة للإرتزاق، وتأمين المصالح على حساب المواطن.. لكن (فين حتلاقي مين يسمعك)؟