عندما يحتضرُ الموتُ / محمد المنصور                                   

الرفيق الشاب، الصيدلاني البصري، القادمُ شيوعياً ونصيراً إلى ذرى كردستان، الشهيد البطل يونس شغيث (أبو كفاح).

 ليتني.. يا خبزَ يومي

كنتُ قوتَ العائدينْ.

ليتني.. أهوى الصلاةَ

فأُصلي لرفاقٍ راحلينْ.

 

راهبٌ يعشَقُ حزنَهُ

قابعٌ في صومعةٍ.

يعصرُ الآهَ

كبردِ الصبحِ في خدِ الورودْ.

 

مِثلُ حباتِ السنابلْ

تِلكَ حباتُ الدموعِ.

لستُ أبكيكَ لوحديْ

قد بكتْ قبلي السماءْ.

 

ليتَ.. أحضانَ العذارىْ

تحملُ الدفيءَ اليكَ.

ليتَ.. أحلامي تسافرْ

تبعثُ الشوقَ اليكَ.

 

لم أرَ غيرَ حطامٍ

في متاهاتِ السبيلْ.

تلكَ آهاتُ السنينْ

وبها يخطو الأنينْ.

 

من هنا يبدأُ حُزني

يسألُ الظمآنَ عن قطرةِ ماءْ.

 

أيها الراحلُ.. وداعاً!

سوف نلقاكَ جموعاً.

سوف نلقاكَ رصاصاً

سوف نلقاكَ ربيعاً.

 

قلْ لأهلينا.. سنأتي

بين طيفٍ ورؤى.

بين آهاتِ المسافر

وابتساماتِ الدجى.

 

كتبت قصيدة (عندما يحتضرُ الموتُ) في دمشق صيف عام (1983)، بعد أيام من الرحيل الأبدي في كردستان لرفيق العمر والدرب الشهيد البطل يونس شغيث (أبو كفاح).