بمناسبة عيد المرأة / عبد الرضا حمد جاسم                       

نجــــــــــــــــــــــــــــــــلاء

كانت رائعةٌ...فارعةٌ هيفاء

جميلةٌ رشيقةٌ حســــــــناء

خريفيه...يعلوها بعض عناء

يشع من جبينها ضيــــــاء

ويزدحم في عيونها ذكاء

صادقه...لصدقها أصداء في الأرجاء

ألحق في صلبها والأحشــــــاء

والذوق في خشبها واللحــــــاء

ترعرعت في روضةٌ غناء بقبور النجباء

في مدرسةٍ.. في أرضٍ بطحاء.. فيحاء

كل صباح تئم أبرياء

تخلع قبل الابتداء ما يرمز الي رداء

تتيَّمَمْ...لا تسرف بالماء

قبلتها الفقراء وصلاتها عملٌ صالح

لا سجود وركوع ودعاء

تسبيحها أخلاق بمسبحةٍ حباتها مآثر لفلاسفة وشعراء

سَمتها الحقيقة نجلاء ذات الرداء

تبدأ يومها بخير الأسماء للأموات...فكل أمواتها شهداء

ثم تعرج على الأحياء

تقدم فيهم إطراء

تعدد مناقب الشرفاء

فِداء...نِداء...وفاء...ضياء

تصف بدقه مواقف الأصلاء

علاء...هناء...رِثاء...صفاء...سماء وأنباء

قالت النجلاء درسنا اليوم يا أوفياء

معنى أصدقاء...دخلاء...فقراء...أغنياء...أغبياء وأثداء

بصدقٍ و حبٍ و رجاء

قالت الشيماء ذات الرداء ما معنى تلك الكلمات

قالوا: أسماء كالأسماء

قالت: هي صفات للأسماء

قال بريٌ أسمه براء: يا سيدة الإباء

يا أخت الأنبياء التعساء

سلطي بعض الأضواء على عكس صفات الأسماء

منذ القدماء عرفنا...

الأعداء عكس الأصدقاء

الدخلاء عكس الأصلاء

الفقراء عكس الأغنياء

الأغبياء عكس الأذكياء

ولا نعرف عكس الأثداء

ارتبكت نجلاء...فاجأها براء

عَرِفَتْ للتو...أنَ للكلمات إن صمتت جفاء

لا ينفع فيه توسلٌ أو رجاء

صاحت كما أرخميدس :يا للغباء

وبجرأة ووضوحٍ و صدقٍ و إصرارٍ وجلاء

الجوع قالت النجلاء

الجوع...ثم الجوع...ثم الجوع...يا براء

الجوع يجفف الأثداء

ويمنع عن الطفل الغذاء والنماء

قالت آلاء: الجوع يعني جياع

و هؤلاء فقراء عكسهم الأغنياء

هل هم من يجفف الأثداء؟

صاحت سيدة الأدباء

لا...لا...لا يا أصدقاء

فالغِنى رخاءٌ و هناء وجهدٌ و عطاء وبذلٌ بسخاء

أساء له بعض الأغبياء السفهاء

قال الأوفياء: لطفاً فسري يا أخت ألموسومين بالشقاء

قالت: حسناً

من يكتب على السوداء؟

هب بهاء

صاح الأوفياء

نقاء....سناء...لِقاء و دعاء

اكتب فقراء...أغنياء... أغبياء ثم أثداء...يا بهاء

تزاحمت في مخيلته الأشكال والأفعال والأقوال والأفكار والآراء

هيا قالوا اُكتب فالسوداء مشتاقةٌ عذراء

حسناً قال بهاء

أغمضوا وتظاهروا بالإغفاء

رسم بهاء ثدياً بحياء وفمٌ وكفوف وجيب ينتهي بوعاء

وتحت الكفوف كتب أغبياء

داخل الثدي رسم ثلاثةَ أنصاف حلقات

خضراء...حمراء...ومجعدة صفراء

وخارج الوعاء ثلاث "وعاءات" بيضاء صفراء سوداء

وللأكف ثلاثة حركات آخرها حمراء

وبين الحلمة والجيب والوعاء حيةٌ رقطاء

صاح بهاء: أنظروا بصمت ثم أغمضوا يا احباء

عاد بهاء للسوداء

من الثدي ترك المجعدة الصفراء

ومن الوعاء السوداء

ومن الكفوف الدامية الحمراء

انظروا...بألمٍ صح بهاء

صُدِمَ الأبرياء ...والنجلاء خرساء

منهم من بكى...جفت الأثداء فلا غذاء

ومنهم من دبت في وعائه من الامتلاء هوجاء

ومِنَ التصفيق تقاطرت من كفوفه الدماء

قالوا: انتشى الأشقياء الأدعياء تجار السوق السوداء

عصابات النهب والسلب والثراء والرياء

دبت في الصفوف ضوضاء

هدوء...هدوء...قالت نجلاء

هذا تصورٌ أطلقه بهاء

فكروا وكونوا حكماء

قال الأبرياء: يا أخت المتخمون بالجوع والوباء

جففوا الأثداء بغباء

وبطون الفقراء خواء

سرقوا الماء والكهرباء والدواء اللقطاء

تداركت الموقف نجلاء

يا أوفياء: بهدوء ونقاء وصفاء

فكروا حللوا كي تكونوا سعداء

ويعم الأرض هناء

فأنتم أبنائهم أبناء الفقراء والأغنياء والأغبياء و الأذكياء والأدعياء

وهذا شر بلاء

إعلموا...أنْ لا رخاء بدون إخاء وجدٌ وعطاء

لا دواء...بدون بحثٍ وإنتاج وإنشاء

لا سعادة...بدون حبٍ وصدق ووفاء

لا حياة...بدون ماءٍ و هواء

الأهم :لا بقاء بدون احترام واجتهاد وتسامح وعطاء بسخاء

بلباقةٍ ورجاء طلبت النجلاء

أن تعاد السوداء عذراء

ليسطر عليها الآتين كما سطر الماشين

عن بطةٍ عرجاء

تركت إ مضاءعلى بعض الأعضاء

عن ألمٍ حل في الأمعاء وفي الأرجاء

تكاثر فيه الصياح والعواء

وتَنَقَلَ فيه الطيب الإنسان من عزاء إلى عزاء

في ليلةٍ هم من سواها ليلاء

لقمرها ونجومها البعض أساء

كما وصلت أنباء إلى الأبناء من الإباء

ستصل حتماً إلى أبناء الأبناء

يا أصدقاء: اكتبوا في دفتر الأملاء ولإنشاء:

كانت حوراء حسناء سمراء شقراء رسموها كالحة عوراء

كانت أفياء لنخيلٍ وحِناء

وكانوا أدلاء أذِلاء

سطروا في ختامها إهداء باستهزاء...وازدراء

صابها إعياء فقالوا هذا وقت مساء

وسكرٌ واسترخاء وبكاء واستجداء

فتكالبوا وصابهم من بعضهم بلاء وشقاء

حتى تشرق الشهباء

وتهرب الخفافيش وتظهر واضحة الأحشاء

فكان صوت ...شاءَ أن يكون

فتسرب المدّعون بالحق الشخصي بالباطل للأشلاء

صاح من بين الأبرياء لِقاء: يا سيدة الطهر والنقاء حيرَني إيحاء

هل نحن لقطاء... دخلاء بُخلاء في ليلةٍ "عتماء" ظَلماء علينا ثقيل غِطاء؟

هل نحن أسوياء...نقف لبعضنا بالسراء والضراء؟

هل الحق في عزاء تحت تأثير الإغراء والإغواء؟

هل مَنْ على قشرة الأرض صمٌ نزلاء؟

هل نحن حتى نكون لا بدَ من إخلاء وشراء ومديحٌ وهجاء؟

ألا يجب أن نحتكم لعدلٍ وقضاء؟

قالت نجلاء: فكروا جيداً بما قاله لِقاء

سادت لحظة صمت كسرتها علياء

يا أخت الحلاج و اخوان الصفاء...إنا في خراب للناس و التراب

والبعض يقبض دون عَناءٍ أو غِطاءٍ أو عَطاء

ينفرون خفافاً وثقالاً إلى بطحاء

في الصيف والشتاء

يسوقهم ادعياء في أرضٍ قاحلةٍ جرداء

هلا تركتي لربكِ الآلاء وشرحتي لنا ...

ماذا في كربلاء حتى يئُمُها هؤلاء؟

وهل من شيٍء عن عاشوراء؟

اجابت بحذرٍ ودقه كالعادة ذات الرداء

كربلاء...مدينة اُسيء فَهمها ككل مدن العراق

هي عطشا و تُتاخم نهرٌ وصحراء

كربلاء...منارةٍ للفكر والوفاء

متصلة بالحدباء و العجيبة سامراء

مدنٌ لم يكن من مروا بها فيما بينهم رحماء

مات فيها ثائرٌ.....اُريد له ولأهله الفناء

لم يمت حتى تقطع الصحراء لعزاء

أرادها ثورةٌ عرماء ورايةٌ ناصعةٌ بيضاء

كما كل الشهداء يفرحون في قبورهم

لو أنتشر في الربوع النماء وتعالت أسطح البناء

لا أن تُخْدَشْ الأسماع بأصوات جهلاء

وتكون تلك البقعة الخصب خرقاء

تحوم حولها عصابةٍ حمقاء

كربلاء: فيها ثوار رفضوا الذل بإباء نصرةً للضعفاء وكشف زور ادعاء

هذه كربلاء رمضاء غبراء تعمدت بالدماء في عاشوراء

مدينةٌ كما كل مدينه لا تريد سجون الحزن واللطم والبكاء

تريد رياضِ حبٍ غَّناء تريد بناء

موجات الحزن إن هبت كما موجات الجراد جرداء تصبح الخضراء