حبوبي ليش أستعجلت الرحيل ؟ / مازن الحسوني

يشعرك حينما ينطق بكلمة حبوبي التي هي العلامة الدالة على ابناء البصرة الأصلاء بأنها لا تخرج من لسانه فقط ،بل هي تخرج من قلبه وروحه ليشعر المقابل بطيب المودة التي يحملها له ومهما تكن درجة المعرفة به .لغة مخاطبته هذه للأخرين منبعها طيبة القلب والروح الذي يتسع للجميع حتى لمن يتخاصم معه.

لا يجيد الحدية في الكلام والتعصب والكلام الجارح ،بل ينسحب بهدوء عند التقاطع معه في الافكار والاعمال.لهذا ليس بالغريب ان تجده صديق الجميع .

تعرفت عليه في كردستان ومن أول لحظة وجدته يدخل الى قلبي دون استئذان وعوائق معينة لأنه من أول وهلة يختار درجة القرب لكل شخص يلتقيه ويحدد درجة العلاقة ويفتح قلبه لك.

كردستان كمكان خاص في طبيعته العسكرية والجغرافية يحتاج لخواص معينة لأجل التوغل في اعماق كل فرد ،لهذا من أجاد التعامل مع هذه العوامل الصعبة بشكل جيد لم يجد صعوبة كبيرة في دخوله لقلوب الاغلبية من الرفاق وكان هو من هؤلاء.

أمتاز بتفانيه بعمله الانصاري وبدون ملل وبكل شجاعة لذلك عمل بأكثر من مكان وكل واحد فيها خطورته اكثر من الذي قبله.

ودود سهل التعامل معه ومرن حتى بالخصام.

في غربته الأجبارية بعد كردستان لم يتخلى عن تلك الخواص.

يقال عن العراقي بأنه صاحب نخوة وغيرة ،.كان هو خير من جسد هذه الصفات . لا يتوانى عن تقديم العطاء لمن حواليه من الرفاق والاصدقاء او الأهل طبعأ.

-يمكن ان الكثيرين يجهلون بانه يهوى الرسم والتصوير وله اعمال جميلة لكنه لا يحب النشر وأظهار النفس بسبب طبيعة روحه المتواضعة.

-بقيَ ان أقول إن فراقك مر وحزين يا عزيزي ابو الحق وانت فعلأ أخترت الاسم المناسب لك حيث كنت بجانب الحق في كل المواقع والازمنة التي كان لابد من قول وفعل الحق فيها.

لك كل المحبة والسلام في رقادك الأبدي ،لقد زرعت طيبة ومحبة بكل بقعة تواجدت فيها .

-من أين سأسمع من جديدكلمة حبوبي الخارجة من الروح قبل اللسان خاصة وانا أرى الوجوه الطيبة مثلك التي تنطق بهذه المفردة الوديعة تغادرنا بعجالة وكأن الموت لا يجد أناس أخرين يأخذهم عنا غيركم انتم .