متلازمة داون في الحكومة العراقية/ ستار الجيزاني                     

المنغولية أو متلازمة أو تناذر داون، متلازمة صبغوية تنتج عن تغير في الكروموسومات؛ حيث توجد نسخة إضافية من كروموسوم 21 أو جزء منه في الخلايا، مما يسبب تغيراً في المورّثات.

تتسم الحالة بوجود تغييرات كبيرة أو صغيرة في بنية الجسم، يصاحب المتلازمة غالباً ضعف في القدرات الذهنية والنمو البدني، وبمظاهر وجهية مميزة، يمكن أن تجد الكثير من الصفات المميزة لمتلازمة داون في أشخاص طبيعيين كصغر الذقن وكبر حجم اللسان واستدارة الوجه وغير ذلك.

الصورة كما هي تنطبق على تشكيل الحكومة العراقية، حيث لا توجد ندرة في الشخصيات القيادية، وإنما خلل في تشكيل الحكومة؛ وهذا الخلل يبدأ من تشكيل التحالفات بين الأحزاب السياسية الفائزة، حيث أن عشوائية الإختيار للشخصيات ذات المراكز المتقدمة في الدولة، بسبب الفرض وليس الاختيار حسب القاعدة:( الرجل المناسب في المكان المناسب).

تتأثر هذه المناصب وخصوصا المناصب السيادية بعدة عوامل خارجية وداخلية:

١- عوامل خارجية

أ- القوى الأقليمية، وتكون ذات تأثير كبير جدا وخصوصا في اختيار شخص رئيس الوزراء، كما يحصل الآن، حيث تضغط جارتنا الشرقية على أن يكون رئيس الوزراء محصور فقط بين تحالف القانون والفتح؛ لذلك تعمل جاهدة على تنفيذ هذا المخطط، والأقرب لرئاسة الوزراء في هذين التحالفين (طارق نجم من الدعوة وهادي العامري من الفتح)، وكذلك نفس التأثير على منصبي رئاسة الجمهورية والبرلمان، من قبل السعودية وتركيا.

ب-  القوى العالمية، وبالخصوص العم سام، حيث تعمل على تنصيب شخص يكون بأستطاعتها الإملاء عليه لتنفيذ مشاريعها في البلاد وحسب ما نشر في وكالة( النيويورك تايمز )، أن البيت الأبيض يؤيد شخص العبادي لرائسة الوزراء مره ثانيه.

٢- عوامل داخلية

أ- المرجعية تحث على ايجاد شخص ذي مواصفات تأهله لقيادة المرحلة القادمة الى النجاح وتحسين الوضع في البلد وهذه الصفات( حازم، مستقل،قوي).

ب- نتائج الانتخابات البرلمانية، حيث تفرض الأمر الواقع حتى لو كانت المؤثرات المذكورة أعلاه قوية لا تستطيع تغيير شيء.

الولادة المشوهة او المنغولية للحكومة ستجعلها ضعيفة البنية، تهتز بكل ريح قادم سوى شمالي او جنوبي، وتكون غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها اتجاه المواطن، والحكومات السابقة خير دليل، مما يساهم في اضطراب الوضع كما يحصل الآن من مظاهرات واعتصامات، للمطالبة بالحقوق المشروعة التي كانت وما زالت في طي النسيان، في ذاكرة السياسي العراقي المشغول بتكريس الوقت والجهد من أجل الحصول على المنافع الشخصية والامتيازات.

يمكن أن  تحصل طفرة وراثية ولا تصاب الدولة بهذه المتلازمة، في حال أستوعب الشعب مقدار الهجمة الشرسة على البلاد والعباد، وتسلط الذيول على أعناقنا وارزقنا، فيخرج ليغير واقع المعادلة، ليمكن القوى الوطنية التي تعمل بقرار عراقي بحت زمام الأمور، وقطع الطريق على المرتزقة، لكن هذا الامر قد مضى بإنتهاء الانتخابات التشريعية، لكن هنالك أمر واحد وهو الطريق الأمثل لحل الأشكاليات تشكيل حكومة أغلبية وطنية.

هنالك من القادة الشباب والسياسيين المحنكيين، اذا ما مكنوا مقاليد السلطة سيكون الحال ليس كما هو عليه الآن، ويشرعوا في البناء على أسس صحيحة لتغير الوضع السيء، اما اذا سار الوضع كما هو عليه بتشكيل حكومة الشراكة ( إقراء على العراق السلام)، ويصابون بالمتلازمة فتدار رقابهم عن الشعب،ويطيل لسانهم بالكذب والوعود، ويصح علينا المثل الشعبي(رجعت حليمة لحالتها القديمة ).