من الذاكــرة.. أيام صعبـة بإتجـاه الوطـن 7 / فائز الحيدر 

رفاق مفرزة الطريق أبطال بكل معنى الكلمة، هم رفاق المهمات الصعبة، الصفات التي يحملونها لا تتوفر في أي نصير آخر، بطولة، أبتسامة، حب المساعدة، التحمل، كتمان الأسرار، لياقة بدنية، ألتزام سياسي ... ألخ، دخولهم المفاجئ لمقر القاطع بعد كل رحلة طويلة صعبة وخطرة من سوريا الى الوطن يدخل البهجة والابتسامة والفرحة لرفاق القاطع، يحملون معهم رسائل عوائل الأنصار وأخبارهم أضافة لمهامهم الأساسية في نقل السلاح الى الأنصار، بعد إستراحة قصيرة من وصولهم ينسون تعبهم ويباشرون بتقديم المساعدة للجميع من تحطيب وتكسير الخشب وغسل الصحون بعد وجبات الطعام والمساعدة في خبز الخبز وبناء الكبرات من أغصان الأشجار صيفا"، عادة ما تقضي المفرزة عدة أيام في القاطع للأستراحة يتوزعون خلالها على فصائل القاطع ويدخلون البهجة في نفوس رفاقهم ليلا" ويؤدون الخدمات الأنصارية نهارا"، واذا كلفوا بمهمة جديدة تراهم يغادرون القاطع فجأة دون أن يعلم بهم أحد فعملهم الأنصاري محفوف بالمخاطر ويتطلب السرية التامة في الحركة  .

في نهاية شهر ايلول / 1984 سمعت هنا وهناك أحاديث لرفاق يتحدثون بسرية وهمس وأنفعلال وبحذر عن وصول مفرزة الطريق، الغضب واضح على الوجوه، لا ندري ما الخبر، كنا للتو نأخذ إستراحتنا من اعداد الجريدة الشهرية للقاطع ، البعض يتسائل أين رفاق الطريق فكلنـا شوق لهم كالعادة والجميع ينتظر وصولهم ، مرت ساعة ولم نشاهد غير الرفيق عضو المفرزة ( أبو أفكار ) في ساحة المقر وهو متوجها" مسرعا" لمكتب القاطع غير مباليا" بتحيات الرفاق كغير عادته وأبتسامته التي نعرفعها عنه، بدخوله غرفة المكتب أغلق الباب خلفه ليخبر المكتب تفاصيل ما حدث بالرغم من وصول برقية لاسلكية في وقت سابق ولكن الحادث بقي سرا" في مكتب القاطع حتى يمكن التأكـد عن ما حصل بالتفصيل، بعـد ساعات خرج الرفيق ( أبو افكار ) وهم يعاني من أنهيار عصبي نتيجة فقدان رفاقه وهول الكارثة حيث كان أحد افراد المفرزة ونجا من الكمين و الموت بأعجوبة. نقل أبو افكار الى مستشفى القاطع ليرقد فيها أكثر من خمسة أيام يعيش خلالها على العقاقير المهدئة حتى تحسنت حالته ، ساد الصمت والحزن كل القاطع لسماعهم الخبر بأستشهاد رفاقنا الأبطال. انها خسارة كبيرة للحزب والحركة الأنصارية ككل، بعد أيام جرى حفل خطابي بمشاركة الأحزاب الكردية الحليفة المجاورة لتأبين هؤلاء الشهداء الأبطال وألقى الرفيق الفقيد مهدي عبد الكريم ( أبو عباس ) / المسؤول السياسي للقاطع كلمة مؤثرة بالمناسبة يشيد ببطولات الشهداء وما تركوه من ذكريات لا تنسى أبدا" وسط رفاقهم، المجد لشهداء مفرزة الطريق الأبطال ولكل شهداء الحزب الميامين
البدايـــة.....

عندما قرر الحزب تشكيل حركة الأنصار وبدأ الكفاح المسلح ضد السلطة الديكتاتورية في عام 1979، تم إنشاء مقر قاطع بهدينان للأنصار في (وادي كوماته ) الواقع على ضفاف نهر الخابور على الحدود التركية ، كانت الأمكانيات بسيطة جـدا" والأعمال مقتصرة على توفيـر المؤن من القرى التركيـة وتنظيم المفارز القتالية رغم قلة الأسلحة المتوفرة في حينها ثم بدء التركيز على توفير الأسلحة بطرق مختلفة وبسبب الأقبال الكبير لأعضاء الحزب للألتحاق بفصائل الأنصار بنـاء على دعـوة الحزب توسع العمل وأصبحت هناك حاجة ماسة لتنظيم حركة التنقل بين سوريا وتركيا وبالعكس، وعلى هذا الأساس تم تشكيل مفرزة مسلحة من الأنصار الشيوعيين بالقرب من الحـدود السورية التركيـة العراقية، لكي تكون حلقـة الوصل بين الوطن والخارج ولتسهيل وصول الأنصار الجدد القادمين إلى كردستان، ونقل البريد الحزبي والأسلحة والمعدات الضرورية لقوات ألأنصار.

تشكلت هذه المفرزة في عام 1980 وسميت بأسماء مختلفة حتى إستقر أسمها على مفرزة الطريق وعرفها الأنصار بهذا الأسم، أختير لهذه المفروة الأنصار الشباب ذو القابليات البدنية الجيدة للقيام بمهام غير عادية، وكان من المهم ان تتوفر في رفاق هذه المفرزة مواصفات خاصة قد لا تتواجد في كل نصير منها الألتزام الحزبي، العمل بسرية، تحمل العطش، الصبر، سرعة الحركة والسير لمسافات طويلة، ألمام في استعمال السلاح، ويفضل من أكمل الخدمة العسكرية ودخل دورات عسكرية خاصة وتحمل المصاعب.. الخ

أختير لقيادة لهـذه المفرزة كوادر حزبية لهـا خبرة جيـدة في المجال العسكري والسياسي وأخذت بترشيح الأنصار الشباب الذين تتوفر فيهم المواصفات المطلوبة لهذه المهمة وأخذت أعدادهم تزداد تدريجيا" بحكم العمل والمهمات الجيدة، منهم أبو حربي، أبو لهيب، أبو جهاد، أبو هديل، أبو وسن، أبو هدى، أبو خولة،  أبو زهرة، أبو أفكار، ابو أيمان، أبو سحر، أبو آذار، أبو عزيز، أبو خلود، ابو عليوي، ابو حسنة، ناهل، أبو سمرة، أبو شهاب وغيرهم لا تسعفني الذاكرة بتذكر اسماء هؤلاء الأبطال مع الأسف.

 اختارت المفرزة أحد الكهوف ( شكفته ) في قمة جبل في وادي كورتك وسميت محطة ابو جربي وأصبح هذا الكلي أحد المقرات الأساسية لمفرزة الطريق لاستقبال الأنصار الجدد القدمين من سوريا وتركيا بالأساس، وبمرور الوقت والحاجة الماسة لتنظيم عمل المفرزة تم تقسيم هذه المفرزة الى مجموعتين أحدهما مختصة بنقل السلاح وأخرى لأستقبال الأنصار الجدد حيث يتذكرها كل الأنصار الجدد الذين يعبرون الحدود باتجاه الوطن وكيف كان يعيش هؤلاء الأبطال هناك في فصول مختلفة صيفا" وشتاء" وسط الجبال وصخورها الجرداء، منقطعون عن العالم كليا" حيث الحياة البدائية والحيوانات المفترسة وتواجد الأعداء وخطورة الموقع وقلة التموين ... الخ ، ابطال لا يملكون غير حبهم لوطنهم وحزبهم وهم سعداء بعملهم هذا بعيدا" عن الروتين اليومي في المقرات الثابته .
في احدى مهماتهم توجهت المفرزة التي تظم أكثر من عشرون نصيراً يوم 27 / 9 / 1984 نحو الوطن بعضهم رفاق من الحزب الأشتراكي الكردستاني، هدفهم وصول الوطن بسلام ورفد الحركة الأنصارية بما يحملونه من سلاح مختلف، تحركت المفرزة المشتركة صوب الوطن عبر القرى السورية، وهم يحملون على اكتافهم أسلحة ثقيلة وخفيفة مختلفة، طعام وبريد حزبي. وزعت المهمات بين اعضاء المفرزة وحددت كلمة السر في حالة حدوث طارئ ما .
الجميع يسير بهمة ونشاط كما هو مخطط في مثل تلك المهمات الخطرة فهناك مناطق خطرة جدا" يجب تجاوزها بسلام، قبل عبروهم الشارع الدولي الخطر في مسيرة تلك الليلة، شوهدت إشارات ضوئية بين جهتين ولربما كانت اشارة للكمين بوصول المفرزة، ذلك الضوء أوقف حركة المفرزة وجعل رفاق المفرزة يستطلعون المكان جيدا" إلا ان الكمين كان مهيأ ومموه بشكل جيد فات على رفاق المفرزة من تقدير مدى خطورته وعاد المستطلعون...

ـــ رفاق نعتقد أنها إشارة لرعاة أو مزارعين في المنطقة لم نكتشف شيئا" غير عادي ..... وهذا هو الخطأ الذي وقعت به المفرزة رغم خبرتها الطويلة في الكمائن .
واصلت المفرزة حركتها ووزعت المهمات في عملية عبور النهر وهي من اخطر المهمات التي تواجه المفرزة، وضع الكلك في النهر وكل واحد اتخذ مكانه المكلف به، بعضهم من حمل السلاح فوق الكلك وبعضهم من خلع ملابسه ونزل الى النهر ليدفع الكلك وليزيد من سرعته وأخرون ينتظرون دورهم للوجبة الثانية أو الثالثة بجانب النهر وهنا صاح أحدهم ..
ــــ رفاق سمعت حركة واصوات غير طبيعية وسط الأدغال أنتبهوا رجاء .
استعد الرفاق للمعركة وسحب كل منهم أقسام بندقيته ووجهها نحو مصدر الحركة .
بعد ثوان من تحرك الكلك إنهال الرصاص الكثيف من مختلف أنواع الأسلحة على الكلك والرفاق .

ــــ أطلق الرفيق البطل صالح حسين الأسدي ( أبو سحر ) ذو الجسم النحيل صيحته من فوق الكلك .. اوقفوا أيها الكلاب ... وأطلق باتجاههم قذيفة آر . بي . جي 7 أدت ألى سقوطه من الكلك وتفرق أعضاء الكمين مما اعطى الوقت لرفاقه أن ينظموا أنفسهم ومقاومة الكمين والأنسحاب ألى موقع آمن بينما كان الرفيق أبو هديل يعالجهم مع الأخرين بصليات متتالية من رشاشاتهم .

ــــ رفاق تأكدوا من الأصابات بسرعة وان كان هناك جرحى يحتاجون المساعدة

 ــــ رفاق لقد اصيب الرفيق ( أبو سحر ) بجرح بليغ في الصدر وحالته خطرة جدا" كما أعتقد .
كان الرفيق ( أبو سحر ) في صراع مع الحياة بسبب جروحة النازفة. اقترب منه بعض الرفاق يحاولون تقديم ما يمكن تقديمه الا انهم وجدوا ان حالته خطرة وليس امامه امل في الحياة، واخذ يحدثهم ..

ــــ لا تتركوني يا رفاق ..اريد ان أموت بينكم ... واصلوا قتال هؤلاء الكلاب ، أريد أن أعيش لأتمكن أن أواصل قتال هؤلاء الأوباش.

ولكن مع الأسف لم يتحقق ما تمناه أبو سحر فأنفاسه بدأت تتقطع فقد انهارت قواه تدريجيا" وهو ينظر الى السماء وأودع وصيته وكأنه يقول ....
ــــ أماه كنت تريدين تزويجي ولكن كانت لي فتاة أحببتها وقدمت مهرها غاليا" أنها الحبيبة التي أحبها كل الشيوعيين، أعذريني لأني لم أحقق حلمك هذا.

لقد أتخذ بقية أعضاء المفروة قرارا" صعبا" بتركه بجانب النهر في تلك الليلة ليفارق الحياة فيما بعد بهدوء بسبب جروحه البالغة والحفاظ على ما تبقى من المفرزة .

واصل الكمين أطلاق نيرانه الكثيفة من مكانهم المرتفع والمسيطرعلى المفرزة بكل انواع الأسلحة وأشتبك معهم العديد من الأنصار وهنا سمع صوت :
ـــ آه لقد اصبت يا رفاق ... أنا ناهـل .. آه آه آه....

كان الرفيق ناهل قد اصيب برصاصة في الظهر لم يتسطع الحركة بعدها وسقط أرضا". سقط آخرون ممن اصيبوا بالنهر والبعض الآخر حاول التخلص من النيران برمى نفسه في النهر طلبا" للنجاة وآخرين سحبوا الكلك نحو الضفة والأبتعاد عن مصدر النيران التي لم تتوقف، الكمين يتابع الكلك ويواصل اطلاق النيران من موقعهم المرتفع . لا زال الظلام يلف المنطقـة وتحديـد موقع الكمين غايـة في الصعوبـة، الرفيق عبـد الكريم جبر (أبو هديل ) يحاول الصعود الى موقع الكمين ومواجهتهم ويبادر باطلاق النار بأتجاههم، فردوا عليه بطلقات نارية كثيفة أصابت واحدة منها رأسه وسقط صريعا"، وبذلك خسر الحزب والحركة الأنصارية ورفاقه بطلا" وواحدا" من اشجع الأنصار المعروفين في تلك الليلة .

ـــ رفاق لقد فقدنا الرفاق أبو ظفر وأبو جهاد ليس لهم أثر ، هل شاهدهم أحد ؟

بعض أفراد المفرزة صعدوا الى مكان الكمين وحدثت مواجهة عنيفة بين الطرفين وتمت صابة بعضهم . هذا الحال اعطى فرصة للآخرين لجمع الشتات ومقاومة الكمين بعنف .
رفاق آخرين يبحثون عن بقية الرفاق عند ضفة النهر وتحديد الخسائر. توزع الجميع لحماية الموقع وتقدير الموقف والإجراء الذي يجب أن تتخذ خاصة بعد إستشهاد الرفيق ابوهديل ، التحق الرفاق أبو خلود وأبو عزيز وحيدر واثنين من الحزب الاشتراكي كان أحدهما مصابا" بقدمه أصابة بليغة وهو ينزف بغزارة، أكد الرفيق ابو خلود أستشهاد الرفيق ( ابو هديل ) وجلب معه حقيبة البريد التي كان يحملها ولبس شرواله بعد فقدان ملابسه عندما نزله الى النهر لدفع الكلك. كما وتم التأكد من مدى خطورة جروح الرفاق أبو سحر و ناهل الذين كانا قرب ضفة النهر وكان الجميع يسمع أنين الألم الصادر منهما، لم تتمكن المفرزة من سحبهما بسبب كثافة النيران وفقدان الأمل في نجاتهم من اصاباتهم البليغة ولأن الكمين لا زال يسيطر على ساحة المعركة ويستعمل اسلحة مختلفة وقد تقع المفرزة في كمين آخر عند سحبهما وبالتالي تخسر المفرزة عناصر اخرى .

الوقت الأن هو الساعة الواحدة والنصف من صباح 28-9-1984 . أدرك الجميع حجم الخسارة وخطورة الموقف لذا تم الأتفاق بسرعة على الأنسحاب نحو الأراضي السورية بما بقي من وقت وهو الساعتين والنصف الباقية لطلوع الفجر .
بدأ الانسحاب باتجاه الأراضي السورية، مدرعات العدو تحاول قطع الشارع القريب من الضفة الثانية للنهر لقطع طريق الأنسحاب على افراد المفرزة ، السماء تحولت الى نهار في تلك الليلة بفعل الأضواء الكاشفة والأرض الوعرة تعيق سير المفرزة وهم يحملون الجريح من الحزب الأشتراكي. في ذلك المكان أغمي على الجريح وأصبح من الصعب حمله .

ـــ رفاق امامنا مشوار طويل وعلينا السير بسرعة، عليكم ترك رفيقكم الجريح فليس هناك أمل في أنقاذه وخوفا" من كشف مكان عبورنا ..
ترك الجريح في مكان مناسب وأسرع الجميع الخطى لأجتياز الشارع الدولي الى الجانب الثاني، ولم تمر سوى دقائق حتى سمع صراخ الجريح تبعه إطلاقات نارية كثيفة حيث تمت تصفيته من قبل القوة المهاجمة، جعل هذا الموقف الجميع أن يحث الخطى والدخول في سباق مع طلوع الفجر، فالساعة تشير الى الثانية والنصف صباحا" ولم تبقى غير ساعة ونصف لدخول الحدود السورية، المنطقة لا زالت خطرة جدا"، الأضواء الكاشفة تنير المنطقة من جديد حتى وصول المنطقة الآمنة قرب الحدود السورية حيث تم العبور بسلام .
بفقدان هؤلاء الأبطال الستة فقد الحزب والحركة الأنصارية رفاق أبطال لا يمكن تعويضهم بسهولة أضافة الى فقدان أثنين من الحزب الأشتراكي الكردستاني .

الشهيد البطل ابو سحـر

هو الرفيق ( صالح حسين الأسدي ) من مدينة النجف ، نصير شجاع نحيف الجسم، خجول بعض الشئ، ألتقينا معا" في محطة الأنتظار في القامشلي قبل توجهنا الى الوطن، ذو اخلاق عالية، كانت والدته تقضي الساعات تدعوا في السيدة زينب للحفاظ على ابنها وتجنبه مخاطر مهماته الخطرة وهو المعيل الوحيد للعائلة وكانت كل ما تتمناه هو ان يقبل بالزواج من فتاة أختارتها له والبقاء معهم في حي زينب في دمشق ، كان الرفيق أبو سحر في صراع مع نفسه في حبه لوالدته والزواج وحبه لوطنه وحزبه الي تربى بأحضانه وكان الحسم لصالح الأخير .

الشهيد البطل أبو ايمان

هو الرفيق ( راضي محمد ) عامل من البصرة بطل من أبطال مفرزة الطريق ، اسر من قبل افراد الكمين الذي هاجم المفرزة ولاحقا" قام النظام بأعدامه بعد تعذيب بشع لعدة أيام، جميل الوجه، ذو ابتسامة جميلة، كان يعمل بصمت، بسيط في تعامله مع الآخرين، متواضع، يساعد الأخرين في مهماتهم الأنصارية كان ينقل لي اخبار الأقارب في دمشق بعد كل رحلة ونقضي الساعات ندردش معا" ويتحدث عن امنياته عند سقوط النظام، محبا" لوطنه وحزبه ليس له طموحات غير عادية سوى سقوط النظام الدكتاتوري ولقاء الأهل والأحبة ، ستبقى ذكراه خالدة في قلوب رفاقه والأنصار كافة. 

الشهيد ابو هديـل

هو البطل ( عبد الكريم جبر ) شخصية رائعة بكل معنى الكلمة، من أحدى الأحياء الفقيرة في بغداد ذو شجاعة فائـقة وتواضع وخجل احياننا" كان همه الوحيد هو الوطن والرفاق والمفرزة واحلام لا  تتعدى الزواج من خطيبته حيث علق خاتم الخطوبة بسلسلة في رقبته ليكون معها دائما" ، لايمكنني ان انسى ما قام به الشهيد أبو هديل يساعده بعض رفاق المفرزة بقطع سيقان الأشجار وأوراقها لبناء كبرة للمنام في بداية وصولنا كردستان صيف عام 1983 .عين لقيادة مفرزة الطريق لما يملكة من صفات عسكرية وسياسية وأخلاقية تؤهله لهذه المهمة، قد أثنى كل من رافق أبو هديل في المفرزة عن موقفه البطولي في التصدي للكمين الغادر حتى استشهد في تلك الليلة تاركا" أحلامه وصية لرفاقه ولحزبه من بعده هذا الأبن البار للحزب ولرفاقه الأنصار الشيوعيين ستبقى الأجيال في ذكراك يا ابا هديل.

الشهيد البطل الدكتور أبو ظفـر

هو البطل الدكتور( محمد بشيش الظوالمي ) ، عرفت د . أبو ظفر لأول مرة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية حينما كنا في المحافظة الرابعة / عتق الصحراوية حيث فتح بيته لكل الرفاق وربطته معهم علاقات ودية حميمه، ثم ألتقيت به في الدورة العسكرية في عدن حيث كان يتحلى بخصائص القائد العسكري وفي نفس الوقت، كان يمتلك حسا" مرهفا" في معالجة مشاكل الرفاق ومحاولة التخفيف عنهم في كل فرصة تسنح له للقيام بذلك وكانت خصائله مثالا" للأنسان الشيوعي الصادق وكان مثال الكادر السياسي الملائم لمتطلبات الحياة الحزبية التي عاشها الحزب آنذاك . كان طبيبا" ناجحا" في عمله وكسب حب وتقدير الحكومة اليمنية لما قام به من دور في المجال الصحي هناك، كان الدكتور ابو ظفر خير مثال للشيوعيين يحتذى بهم حيث عمل دون كلل أو تردد جنبا" الى جنب مع رفاقه اليمنيين، كان يتوقد ذكاءا" وإخلاصا" ووعيا" وحكمة , ففي المفرزة المقاتلة , كان نصيراً شجاعاً , وفي مهمته كطبيب كان لا يتوان عن السير ساعات من أجل ان يصل الى مريض محتاج ليقدم له العون والمساعدة .

الشهيد البطل ناهـل

هو الشهيد ( نجيب هرمز يوحنا) ، طالب في السنة الثالثة من كلية الأدارة والأقتصاد / جامعة البصرة متفوق في دراسته ، متواصع ، قطع دراسته وألتحق بفصائل الأنصار تلبية لنداء الحزب ، هذا الشاب الرائع الممتليء حيوية ونشاط لم تفارقه الأبتسامة حتى في أحلك الظروف الصعبة ، في تلك الليلة المشؤومة أصيب في ظهره وكان لا يقوى على الوقوف لكنه لم ينسى أن يودع رفاقه لقد قالها مرات عديدة وبصوت عالي وداعا" أيها الرفاق وأنقلوا تحياتي للحزب .
 الشهيد البطل أبو جهاد

هو الشهيد البطل (هاشم جهاد يوسف ) كان أبو جهاد من الشخصيات المحبوبة دائم الأبتسامة ذو جهادية عالية في العمل أسوة ببقية أعضاء المفرزة كان في تلك الليلة يسبح مع الكلك ولم يتمكن الرفاق من العثور على أثر له رغم البحث عنه فلك الذكر الطيب فقد كنت وفيا" لقضية الشعب والوطن.

المصادر:

1 ـ ليلة على ضفاف دجلة ،27 / 9 / 1984 ، ابو وسن ، مفرزة الطريق ، 2004 ، موقع الطريق
2 ـ مفرزة الطريق الأولى ، أبو حربي الختاري ، موقع الطريق
3 ـ الصورة الأولى بعض افراد مفرزة الطريق.
4 ـ الجالسان على الكلك هم الشهداء ابو سحر وابو أيمان