ماذا ينتظر المهندس لينشر تسجيلات دعم الأمريكان لداعش؟ / صائب خليل

8 نيسان 2019

في اكثر من مرة صرح أبو مهدي المهندس بانهم (الحشد) يمتلكون ساعات من الفيديوات التي قام الحشد بتصويرها للأمريكان وهم ينقذون الدواعش خلال السنوات الأربع الماضية.(1)

وهنا يتساءل المرء: لماذا لا تعرضونها؟ تحت أي سبب أو حجة يتم حرمان الشعب من اهم الحقائق التي تقرر مصيره في هذه الفترة الحرجة بالذات، ولسنوات عديدة؟ ما الذي تأملونه من ذلك؟ وقت مناسب اكثر؟ لقد تحدثتم منذ شهور عن مشروع قانون لإخراج القوات الأمريكية من العراق، فهل هناك لحظة تاريخية انسب من تلك اللحظة لحشد التأييد والزخم لذلك القانون؟

ألا يعلم الحاج أبو مهدي ان تأجيل مثل هذه الحقائق الخطيرة عمل خطير للغاية؟ فأميركا مستعدة ان تفعل المستحيل لكي لا ترى تلك التسجيلات النور، وان تحرقها في النهاية وتضيع اهم حقيقة للشعب العراقي لتريه حقيقة الأمر لعله يتمكن من إنقاذ بلده من وحش الاحتلال الذي يكاد يفتك به من خلال هذه الحكومة الخطرة التي جاءت بمؤامرات في ظلمات حالكة. هذه الحكومة التي تنفذ باستعجال مدهش برنامج تحطيم البلد اقتصاديا وسياديا واجتماعيا.

إننا لا نفهم، ولن نفهم الحكمة التي دعت الحشد للمشاركة في انتهاك الدستور من اجل تنصيب رجل أمريكي معروف، يصرح بلا خجل بأنه لا يعتبر وجود القوات الأمريكية انتهاك لسيادة البلد، في الوقت الذي يعرف الحشد ما يضمره الأميركيون لهم(2) وما يضمرونه للعراق، ويكفي خلقهم لداعش ودعمهم لها كما يؤكد الحشد نفسه ويؤكد امتلاكه لوثائق اثبات ذلك.

 هل لإخفاء تلك الوثائق علاقة بإدراج المهندس على قائمة الإرهاب من قبل الإدارة الأمريكية؟(3) إن كان الأمر كذلك، وهو ما لا نظنه، فمن الحماقة الاحتفاظ بتلك الأفلام، لأن حماس الأمريكان سيزداد للتخلص من المهندس فور تأمين وضع يدها على نسخ الأفلام كلها، ويجب ان لا يتخيل لحظة واحدة ان أميركا لا تعمل باستمرار وبكل جهد للوصول الى تلك النسخ والتخطيط للتخلص منها بأسرع وأضمن طريقة ممكنة، ولهم باع طويل وتاريخ طويل وقصص كثيرة عن عمليات مشابهة للحصول على الوثائق الخطيرة والتخلص منها قبل نشرها.

إن نشر الأفلام في حقيقة الأمر سيخفف من الضغط لتوجيه الاتهام للمهندس بالإرهاب، لأنه سيبدو مفتعلا جداً، خاصة وأن هذا النشر سيصل الى الخارج، وإلى داخل اميركا وسيجعل من أية تهم إرهاب مسخرة في الخارج والداخل، بل سيجعل موضوع الإرهاب كله نكتة فجة مكشوفة.

في حالة كشف تلك الأفلام فأن بقاء القوات الأمريكية في العراق سيصبح أمراً عسيرا على أي رئيس، ويسهل مهمة المطالبين بسحب القوات من الأمريكان داخل اميركا، وهو ما يفترض ان يكون أول اوليات الحشد في هذه المرحلة.

 مما لا شك فيه ان الحشد يتعرض لضغوط هائلة لكي لا ينشر تلك الفيديوات. لكن من يتوقع غير ذلك لا يفهم شيئا لا في السياسة ولا في التاريخ. كما ان انتظار زمن لا يسلط فيه ذلك الضغط، وهم لا يقع فيه الا السذج، فالضغط لن يقل، بل سيتزايد باستمرار. فمثلما تلك الأفلام مهمة لمن يريد انقاذ العراق، فهي مهمة لمن يريد تحطيمه، ولا تنتظر من هذا ان يخفف الضغط او يتركه.

من يسلط الضغط؟ من الممكن ان يكون رئيس الحكومة. ومن الممكن ان يمثل دور من يريد مصلحة الحشد، ويتحجج بسعيه لتضمين الحشد ضمن القوات المسلحة ورواتبهم وتعيينهم، إلخ (وقد شاهدنا مؤخرا ما يدل على مثل هذا) من الحيل المتوفرة لذيول الأمريكان، لتفويت الفرصة للضغط عليهم وعليه لإخراجهم من البلد، وبعد فوات الفرصة تحين "ساعة الحساب" مع الحشد.

كما لا استبعد ان يكون الفياض نفسه من المسلطين للضغط أو المؤيدين للخضوع له. فقد كان هذا الرجل، إضافة الى العبادي، الرجلان الوحيدان اللذان تجرأآ فأنكرا اسقاط الجيش الأمريكي للمساعدات إلى داعش في اول اكتشاف لها وتصويرها الذي تم تسريبه، ورغم نشر العديد من الصور للمضلات الأمريكية التي تحمل أغذية وذخيرة لداعش. وكان قبول الحشد لرئاسة الفياض، بالنسبة لي من الاعاجيب التي لا يفهمها الا الله والراسخون في الحشد. فالحشديون كانوا يصرخون أن الأمريكان يدعمون داعش ويقصفوننا، ويقدمون الأدلة، ورئيس هيئتهم يؤكد أنه لا يوجد دليل على ذلك!

 ما علينا.. الاعاجيب كثيرة في الزمن العراقي الأسود هذا ولا يزيد عليها إلا خيبات الأمل. ما أقوله أخيراً للحاج المهندس: إن كانت تلك الأفلام لديك فاعرضها الآن قبل غداً! أعرضها رغم الضغط الذي لن يخف أبداً بل سيتصاعد، وإن كان الضغط لم يصل حداً يمنعك من التصرف فتصرف قبل فوات الأوان، لأن الأمور تسوء وستغلق الأبواب التي كانت يوماً مفتوحة وتضيق الفرصة اكثر واكثر. اعرضها او سربها، وإلا فكل يوم يمضي يهدد إنها لن تر النور أبداً، وهي مسؤوليتك ومسؤولية من يحتفظ بها، فهي اخطر واهم الحقائق بالنسبة للشعب العراقي، ومعظم من يضغط لكي لا تنشر، هم عملاء يتلقون التعليمات أو حمقى يقودهم العملاء دون أن يعلموا. انشرها، فإن لم تفعل، وأجلت وأذعنت للضغوط، فستضيع كل جهودك وجهود من ضحى وقاتل وسجل هباءاً، وسيغرق البلد في ليل اشد حلكة، وستندم أشد الندم، يوم لات مندم!

 (1) الحاج ابو مهــدي المــهندس: لدينا ساعات فيديو للدعم الامريكي لداعش

https://www.facebook.com/MMFIQ/videos/549606252117209/

(2) أبو مهدي المهندس لـ “ناس”: هذا ما يضمره الأميركيون للحشد الشعبي

 https://www.nasnews.com/أبو-مهدي-المهندس-لـ-ناس-هذا-ما-يضمره-ال/

(3) الخارجية الأمريكية: أبو مهدي المهندس إرهابي وأدرج على قوائم الإرهاب عام 2009 -

 https://www.youtube.com/watch?v=hfLstpqmX1k