مذكرات بيشمركة / 76 / سعيد الياس شابو / كامران         

مهام ومهمات الأنصار البيشمركة

            2019.02.14                                                                    

في الذكرى السبعين ليوم الشهيد الشيوعي

ننحني لشهدائنا .. ولأارواحهم السلام .                                                                       

قبل البدأ في ذكر ومعرفة المباديء التي أصبح النصير من أجلها .. لا بد من أن نعرج على الأهم .. ألا وهو من هم أحزاب الساحة والتي تحمل الأاهداف والبرامج والسلاح والقوات والفعاليات بوجه الحكومة العراقية وما يترتب من التسميات والفروق بيننا أي كفصائل ( ثورية ) مقاتلة وبين السلطة التي تمتلك كل الوسائل والأمكانيات عدة وعددا !!

و أحزاب التي تحمل شعار الكفاح المسلح وإن أختلفت وتفاوتت الأوقات لمن سبقونا بعد أنهيار الحركة الكوردية ( مع واو الزائدة ) في عام 1975 من القرن الماضي .. ألا وهم الأشخاص المناضلين من بقايا الحركة الكوردية ومعهم عناصر متعطشة للماركسية والأشتراكية والقومية والفلاحية التنظيمية والطلابية .. مصممين من أن لا خيار بديلا عن ( الثورة ) ! وفعلا سبقونا الأتحاد الوطني الكوردستاني والقيادة المؤقتة الحزب الديمقراكي الكوردستاني وحزب الأشتراكي الكوردستاني وبالطبع كان لتلك القوى أثرا إيجابيا في تكوين نوايا الثورة المسلحة بفصائلها ونحن المكملين لتلك الأحزاب لنشكل حركة أكثر فعالية والعمل لضعف الحكومة العراقية وآلاتها القمعية المتنوعة والمتمثلة بثروات نفطها وجيشها القوي وجيشها الشعبي واتحاد طلبتها وفتوتها وطلائعها وأنواع أجهزتها الأمنية والمخابراتية والأعلامية وشراء الذمم والحكومات الدولية !

هذا هم .. أصحاب السلطة والدولة والحكومة العراقية كتشكيلة بالضد من أحزابنا وتكوين الفصائل المسلحة والمناهضة لتلك السلطة في أمكانياتها المتواضعة والبسيطة والخلافات التي أصبحت نقمة في التأريخ ونحن تحملنا عواقبها ونتائجها الوخيمة وسأعرج فيما بعد من القادم من الأيام على التفاصيل!

ولنعود الى مهام البيشمركة الأنصار                                                 

.........................................                                                      

المهمة الأولى والأساسية هي إسقاط السلطة !! أية سلطة هذه المتكونة من أكثر من نصف مليون جندي ومتطوع ورتب عسكرية أي قادة عسكرين متدربين وخريجي كليات الأركان وسلاح طيران متنوع من الهيلكوبترات الصغيرة والسمتية والهنترات المحسنة والسيخوي والميك بأنواعها والراجمات والمدفعية المتنوعة والناقلات والدبابات المتطورة ، وأفواج الفرسان ( الجحوش ) الخفيفة والمختارية والعملاء من كل الفئات المستفيدة والتابعة للنظام القمعي الدكتاتوري !

أن تلتحق كبيشمركة أو نصير .. فعليك من أن تختار أحدى تلك الفصائل المقاتلة المسلحة وتتبع لها وببرنامجها وتكون اليد الضاربة لما يخطط لك ! وأن لا تكون جبانا في الرفض وحتى لو لم تكن مقتنعا ! وأن تبني غرفة أو قاعة أو كبرة للعيش داخلها ، وأن تبحث عن لقمة العيش وتجلبها من المناطق الأخرى وحتى لو كان الطحين وأنت محمله على البغل لمدة ثماني ساعات أو أكثر ، وأن تجلب البضاعة الأخرى من الدول الجوار ! وعليك من العلم والخبرة بتقطيع الأشجار من أن لا تكون مثمرة ، وعليك من أن لا تترك سلاحك بعيدا عنك أثناء الجلوس في البيوت ! وعليك المعرفة بأمور الساعة !وتجيد الطبخ وألا ستتحمل النقد اللادع والمؤذي !! وأن تجيد عمل العجين للخبز على الصاج وفي التنور والبرميل وكيفية أشعال النار بدون دخان !! لكي لا يرصدك الطيران !! وكيف تزرع في الموسم الربيعي من الخضروات لكي تستفاد منها في الصيف ، وكيف تساعد أهل القرى في البناء ونقل الأحجار المتنوعة وخبطة الطين بعد تجميع التراب من المناطق الصخرية وفقدان المعاول في الكثير من الأحيان وجلب أعمدة البناء للسقف والعيدان التي تسطر فوق الأعمدة أي أخشاب السقف ! وكيفية سلق البيض يحتاج الى الدراية وعمل شوربة عدس فهو الآخر هو يتطلب الدراية والمعرفة .. فأما خزن الأرزاق في المكان المناسب والحفاض عليه من الرطوبة ومن الفئران وو ... ألخ ! فأما حفر المواضع الدفاعية في الأرض كانت من العوائق المتعبة في الأراضي الصخرية !! وبناء الحمام وأختيار موقعها وكيفية وصول المياه إليها أيضا يحتاج الى الخبرة وحتى أختيار موقع التنور يحتاج الى العلم العسكري خوما من قصف المدفعية والطيران !! وكيف تتعامل مع الضيوف القرويين وبيشمركة الأحزاب وحل المشاكل التي كانت قديمة ومستعصية وتتحمل الخلالفات القروية والعسائرية والسياسية والشخصية وغيرها من الأمور جلها بحاجة الى المراعات والدراية ! والترجمة أيضا مطلوبة من والى الكوردية للعربية !! فأما تنظيف السطح من الثلوج وأستخدام الباكوردان وشد  الجلال ( الكورتان ) وحمل العطب ونقله وربط الحيوان أي البغل والبغال كلها مطلوبة وحتى خزن التبن والشعير وقص الحشيش الربيعي وخزنه كان مطلوبا ! وأن تجيد القرائة والكتابة والتحدث بقواعد اللغة كان مطلوبا وأهم من كل تلك المواضيع ألا وهو الشجاعة والأنتباه بالحراسة كانت من المواضيع المهمة ! وعليك من أن لا تنجر وراء المغريات والحب اللاشرعي والمساومات والتكتل والمحسوبية داخليا وخارجيا !!

وعشرات الأمور الأخرى كلها بحاجة الى الوقت الكافي لكي يكون سيديء وعزيزي القاريء في الصورة الحقيقية للوضع الأنصاري البيشمركايتي .

وبعد وصولنا الى مقر روست والربيع الذي كان  يقود الأنسان والحيوان الى التأملات بمواصة الحياة أكثر من الفصول الأخرى حيث تواجد مختلف أنواع الأحشاش والنبتات ومنها ( الفطر ) والذي يزن مختلف الأوزان وأحيانا يصل الى الكيلو وخاصة بعد الأمطار والرعود الربيعية ويمتاز جبل حصاروست بهذه الأنواع اللذيدة من الأفطر ، و( الريواص ) و( الكنكر ) الكاعوب والخباز !!!!

فإدن الربيع والنار الوهاجة لصقر الحزب والأنصار خضر كاكيلي لا يخمد ولا تخمد في تلك الأمسيات والليالي الربيعية  والكتلي المغلي والشاي أبو الدخان اللذيذ !

الرفيق القائد والبطل الأنصاري خضر كاكيل الى جانب كل الأنصار الشجعان واللذين أخلصوا للقضية تحملوا الكثير والكثير في زمن القحط والحرمان هم وعوائلهم من أجل الثورة عبر الكفاح المسلح والتغير نحو الأفضل والأتيان بالبديل وكانت أحلام نرجسية وبنفسجية وأمنيات ثوار وليس الجحوش !!

وفي المساء .. بعدما كان النار وهاجا وبعيدا عن المرئى للربايا والجبل المسلط على المنطقة ( حسن بك ) وعلى مسافة أعلى من المقر في روست أضفنا الى تلك النار أخشاب وحطب متنوع كان تحت الأنقاض وفي البساتين متروكا وهكذا و في كل مساء والى الساعات المتأخرة من الليل ... وكم كان أشواء الفطر لذيدا في القادم من الأيام وعلى تلك الجمرات الزرادشتية ؟!

في موسم الربيع الكوردستاني بشكل عام وقرى كرتك وروست وما حواليهما  بشكل خاص يختلف عن المناطق الأخرى .. لكون أهل القرى المذكورة لهم خصوصيتهم المنطقية وبالشكل الآخر ..  أكثر أنفتاحا بالعلاقات الأجتماعية وفي أول الربيع يخرجون أهل المنطقة وخاصة الشبيبة يعني الشباب والشابات الى تلك المناطق الجميلة للبحث عما هو نبت جديدا من الكاعوب والريواص والفطر والحشائش الأخرى ويكون هذا من الصباح الباكر وحتى المساء  .. ومن ثم الدبكات والأغاني التي تحمي الطقس الشعبي والبيئي وبعد ما يولي الشتاء القاسي وما يرافقه من المتاعب طيلة أشهر !!!! وقدوم فصل الربيع المنعش والبهيج  بكل معانيه الصادقة .

والألتفاف حول النار الوهاج  الذي كنا نجتمع حوله وخيمة مام خضر كاكيلي في الباحة التي تعلو المقر وهي خيمة صغيرة للمنام والتي كانت تشبه السيطرة للرايحين والجايين من المقر والى كبرة المطبخ الأنصاري .. بحيث يلاحظ مام خضر أية وضعية تستجد وعبر نظره الثاقب والصريح !! وإذ بأحد الرفاق يسير ( متعرجا ) ومعلنا من إن ثمة خلع .. في رجله أي أحدى قدميه  ! وبعد عدة مرات لاحظ مام خدر كاكيل من أن الرفيق النصير الطيب متمارض وليس مريض !! وإذ بمام خدر ... رفيق تعال .. أستريح ... مام خدر مكملا .. رفيق هاي رجلك أشبيها ؟! الرفيق الطيب ... والله رفيقي مام خدر هاي بالطريق أنزلقت وحدث ما حدث والآن فيها ما يشبه الخلع !! ومستمرا مام خضر ... لا رفيق هاي كلشي ما بيك وأنت مو  ( مريز ) يعني مو مريض ! ومكملا المام  .. شوف والله لو يجي ويأتي العدو .. فلا يعرف ولا يفرق من أنت مريض لو صاحي !! يقتل الكل !! فمن هذه اللحظة أمشي عدل وفك اللفاف عن رجك وأمشي عدل !

والرفيق النصير صاغيا الى الكلمات التي تخرج من فوه مام خضر .. الكلمات الصادقة والنصيحة في مكانها .. وحدث هذا مباشرة  وفعل النصير العزيز والراحل عنا وفقيدنا الطيب قابلا بكل رحابة صدر رفاقي وروح رياضية واعية ما قاله الرفيق مام خدر كاكيلي ، وفعلا الرفيق المتمارض شكر مام خضر على كل كلمة قالها له ومبديا أستعداده من نفس اللحظة على فك الرباط الذي كان ملفوفا حول قدمه مبديا شكره لنصيحة المام خدر .. وبعد أن ذهبت المفرزة وضمنها الرفيق من روست الى بشت آشان .. كتب الرفيق رسالة الى مام خضر مبديا فيها من أنني تعلمت درسا منك لايمكن نسيانه أبدا وأنا شاكرا لك على كل كلمة تبؤت بها وأصبحت لي قناعة بما ذهبت اليه وتقبل مني أحلى سلام وتحية / رفيقكم أبو فلان .وبعد قرائة الرسالة فعقب مام خدر .. شوف هذا هو مبدأ الحياة وغيرها من الكلمات الرقيقة الشعبية والقوية والتي أثمرت نتائجها آنيا ومستقبليا !!