تحرس أجراس الظهيرة .. وتحرس الأذان / محمد علوش           

( إلى الناصرة )

هنا قاب قوسين وأدنى

عين عذراءٍ تحرسُ الغد

والناصرة

محفورةٌ في القلب وشماً إلهيا

محمولةٌ في شمعة الخاصرة .

تفجرت أمنياتي كنهرٍ قديم

يقرأ السلام والبشارة

من صدى قيثارةٍ

أو من خشب الأرز

يسرد البحر والروابي

من صور والجليل

إلى أبواب المغارة .

في ساحة الميلاد

 تغبرت خطاي بتراب الجبل

ومعطفي النورانيّ

غسلته الغيمة  

خيطاً خيطاً

جديلة تعانق الصليب

على صدر الحبيبات

وجديلة تعانق الهلال

 في أقراط الحاملات الجرار

يملأنها بالمّسرة

ويسكبن النور والحناء على أقدام المسرة .

النجمة الحمراء تبوح بالفيجن والنعناع

وتلفظ عن وجهها الدموع

وأبواب المدينة

مشرعةُ للحلم والياسمين

وفي حاراتها تشعل الشموع

على خطى يسوع .

هنا الناصرة

تحرس أجراس الظهيرة

وتحرس الأذان

وتحرس حادي حروفها الخضراء

يشرع السهول للمراعي والحقول

وينثر الأفراح في تعاويذ المسيرة

والأيائل والدروب

تعلن الآن

رسالة المحبة في العام الجديد

للبلد الوحيد

الذي أيقظ الشعراء والإيمان

ووحّد الرب والإنسان .

هنا الناصرة

في القلب

في الجرح

في الحلم

في صرخة الميلاد

في زّياديها الباقي

وفي غيمتها الماطرة .

  • شاعر من فلسطين