أفيقوا أيها الغُمّان / د. محمد شطب                                   

ثورة الشباب الأحرار، ثورة المقهورين والجياع والمهمشين، وتظاهراتهم وإعتصاماتهم الرائعة تزداد توهجاً وتألقاً، وتشتد قوةً وعزم وإصرارا على المضي حتى نهاية الفاسدين، وشروق شمس الحرية فوق بيارق جبل أحد، جبل الصمود والعناد والقوة، وساحات الإنتفاضة الجبارة الأخرى يرافقها دعم متواصل من شبيبة وطلبة العراق الميامين بما قدموه ويقدموه من حضور مميز ودعم رائع بمسيراتهم الشجاعة الداعمة للثوار والمساندة لهم في تحقيق مطاليبهم المشروعة بالإضافة إلى المواقف المشرفة من كل أبناء وبنات الوطن من الصغار والكبار من منتسبي النقابات العمالية وجيوشهم التي غَطَّت الساحات وما رافقها من وجود فاعل ومميز من قبل المثقفين والأكاديميين والمتنورين، وكلهم يرفضون رفضاً شديداً الإجراءات الترقيعية التي تقوم بها السلطة التنفيذية ومثيلاتها من السلطة التشريعية تدعمهم بذلك حيتان الطغاة، حيتان الفساد والإذلال الرخيصة ضد أبناء العراق.

          مقابل ذلك يواصل المتسلطون من الفاسدين وحماتهم تمسكهم الأعمى بالسلطة ومواصلة نهج الفساد والمحاصصة المقيت والمرفوض والإستمرار على نهج القتل وإراقة الدماء وإسترخاص أرواح أبناء الوطن، متجاهلين هذا الحراك الثوري العظيم وهم يماطلون في إجراءاتهم ويراهنون في ذلك على كسب الوقت متمنين لأنفسهم ضجر الثوار كلما إمتدت الفترة الزمنية وربما أيضاً كلما إشتدت قساوة الجو وإزدادت برودته وكثر هطول الأمطار. فراحوا يقدمون وعلى عجالة وكردود فعل فقط حزم إصلاحية دون غطاء مالي وبدون سند قانوني وتنافس معهم أقزام البرلمان الدخلاء على مواقعهم ليقوموا أيضاً بإصدار تشريعات لا يفقهونها ولا سند دستوري لها الغرض منها ذر الرماد في العيون وإمتصاص نقمة المتظاهرين والتلاعب في مشاعرهم وإشاعة الفرقة بينهم، وقد أدركها الثوار، أهملوها وردوها إلى نحورهم.

          لم يفقهوا ولم يستوعبوا ولم يدركوا هؤلاء جميعهم بعد بأنَّ قطار الثورة مسرعاً في تقدمه وإنَّ سلطة الثورة في ساحة التحرير وساحات الثوار الأخرى في عموم البلاد قد أصدرت بحقهم قرارات إلقاء القبض لتقديمهم إلى العدالة وإنزال القصاص اللازم بهم لما إرتكبوه من جرائم قتل وإصابات خطيرة وخطف وإعتقال وتعذيب بحق الثوار ومناصريهم بالإضافة إلى قواميس جرائمهم السابقة التي تمتد لتشمل سرقة أموال المواطنين وثروات الوطن وتصل إلى تمزيقهم لوحدة الشعب والوطن. يضاف إلى ذلك أنهم  أصبحوا عديمي الصلاحية، وإنَّ الفترة الزمنية المخصصة إلزامياً لهم قد تجاوزت مدتها القانونيَّة.

يحاولون في إجتماعاتهم السريَّة والعلنيَّة بذل الجهود وتقديم المقترحات الخائبة وآخرها وثيقة العهر التي قدموها متوسلين بمنحهم المزيد من الوقت ليتمكنوا من ترتيب أوراقهم وتأمين ملاذات لهم يساندهم ويدعمهم في ذلك أشباههم من أصنام الفساد والخسة والسفالة الجاثمين على صدور إخوتنا في الوطن والنظال من أبناء الشعب الكردي في شمال الوطن والآخرين ممن عبثوا في غرب الوطن وإستباحوه بغباواتهم ودناءاتهم وفسادهم ومقاربتهم لأغوال القرن مأملين أنفسهم بإمكانية الخلاص من قصاص الشعب الذي إكتوى بنيرانهم طيلة عقد ونصف من الزمان.