استغلال الكورونا في الاعلام السام /  عبد الخالق الفلاح

التضليل الإعلامي وتجزئة الصورة ومشاهد مزيفة تنتشر هذه الايام في البعض من وسائل الاعلام بعد ان اصبحت الكورونا التي " لا ننفي وجودها وخطورتها " غذاً ملتهباً في الاعلام المحرفة للحقائق بكل الطرق القذرة وغير الانسانية للوصول الى غاياتها والتي تتمحور حوله، والتحليلات غير المنطقية في شرح هذا الفيروس وربطها من قبل  الصحف الصفراء بدول انتقل الفيروس لها وابتليت به وبأمور لا أساس لها من الصحة، والأخطر من كورونا ( كورقة سياسية ) وبالتالي انقلبت الى تحديات  كبير عنوانه فقدان الثقة عند الكثير من الشرائح المجتمعية بما يصدر عن الجهات المعنية وترهقها وتشل عملها و رغم ان المجتمع القوي المتماسك هو المجتمع الذي يصدق ما ينقل له من الجهات الرسمية فقط ، والتي لا مصلحة لها من إخفاء أي خبر مهما كانت خطورته لتوعية المجتمع . ان تشويه الحقائق وقلبها تحولت الى حالات قادت الى تخوفات مبالغ فيها وتراجع الصوت العلمي المختص الذي بإمكانه أن يقدم معلومات واضحة جلية تظهر الأمور بحجمه وطرق الوقاية منه ، و تفسيرات طرح غير علمية وسلوكيات فيها خوف ورعب أكثر منه كسبل حقيقية وعلمية لعبور ضررها، وتتناغم هذه مع استغلال المشاعر عبر شائعات افتراضية  اومفبركة وتوظيفها كسلاح لا يقل خطورة عن البارود الاسود والقنابل الكيمياوية المدمرة كما تطلق عليها في العلوم العسكرية وأصبحت أشد فتكا من الحروب التقليدية للتأثير على الرأي العام من خلال فضائيات وحسابات مواقع التواصل والمنصات الإعلامية المتنوعة التي أغدقت الأموال عليها بغير حساب، والتي تنتشر كاضطرام النار في الهشيم، تنقل الخبر الكاذب وتهوّله، وتحشد جوقة من تجار الكلمة والقلم تحت مسميات مختلفة تتنوع بين محللين، وصحافيين، بل وخلق شهود زور، في ممارسات للكذب والدجل والتدليس والتضليل، تنفيذاً لأجندات مشبوهة ومثيرة للفتنة تنتشر في جميع انحاء العالم وهي مؤجرة لشركات تجارية عالمية لكسب الربح على حساب الانسانية بعد ان فقدوها. لا تصب في صالح المجتمعات المتحضرة ، بل تهدف الى تحقيق مصالح ضيقة الافق والرؤية، تهدف الترويج لمصالحها ونفسها، على حساب المصالح العامة . والحقيقة أن مليارات الدولارات التي استثمرتها الاموال الحرام من قبل اصحابها في تمويل وخلق فضاء إعلامي ملائم لمعاييرها قد أحال الإعلام الى سلسلة من الأدوات الخطيرة في يد مموليها أكثر من كونه فضاء إعلامي لنقل الحقائق والتفاعل معها، وبات حديث بعض الفضائيات عن استقلاليتها حقًا مدعاة للسخرية إذ تقدمت هذه الفضائيات إلى جانب الجيوش حسب ما يمليه دورها كذراع ميداني.