من اجل البصرة.. وقفة تضامنية في كوبنهاكن / مزهر بن مدلول  

العشرات من ابناء الجالية العراقية لبوا نداء تيار الديمقراطيين العراقيين (العراق يستحق الافضل) الذي دعاهم الى وقفة تضامنية مع اهلنا في البصرة الذين يعانون من  التلوث وشحة الماء، وذلك في يوم الاحد الماضي الثامن من ايلول 2018 في وسط العاصمة كوبنهاكن، وقد رفع المتظاهرون شعارات مكتوبة في اللغة الدنماركية يطالبون فيها كل شعوب العالم بالوقوف الى جانب شعبنا في محنته هذه وخاصة مع البصرة التي تجتاحها الاوبئة والتصحر.

لم تكن البصرة التي بناها الصحابي عتبة بن غزوان مدينة عادية بالنسبة للعراقيين، فهي بالاضافة الى كونها الشريان الاقتصادي حيث منابع النفط الذي يعيش من ريعه الشعب العراقي بأكمله فهي مدينة الشعر والعلم والحضارات العريقة، وهي مدينة النحو التي خرج منها سيبويه، مدينة يفتخر اهلها بأنها كانت قبلة للاقوام والاعراق المختلفة من الساسانيين الى القرامطة، كما انها قبلة لكبار العلماء والشعراء الذين استمدوا من مخزونها الحضاري والثقافي افكارهم وبحوثهم.

ما يجري اليوم في هذه المدينة العراقية من خراب يذكرنا بما تعرضت له البصرة بعد ثورة الزنج بقيادة علي بن محمد خلال العصر العباسي، ذلك الخراب الهائل الذي على اثره راجب عبارة (بعد خراب البصرة). وعلى الرغم من اختلاف الازمنة والظروف السياسية الاّ انّ مدينة البصرة ظلت منسية ومهمشة وبعيدة عن مواكبة العصر.

خرج اهالي البصرة منذ سنوات الى الشوارع مطالبين بحقهم في الحياة الكريمة، لكنّ الحكومة لم تعرهم اذنا صاغية، وقبل شهرين تفجر غضب ابناء البصرة حيث اصبحت درجة الحرارة لا تطاق في ظل انقطاع الكهرباء وشحة المياه ولكن المعنيين لم يأخذوا هذه الانتفاضة على محمل الجد ولم يقدموا شيئا لاهل البصرة، هذا الاهمال المتعمد هو الذي دفع شباب المدينة الى الاحتجاج بغضب شديد والذي اسفر عن سقوط عدد من الشهداء والعشرات من الجرحى، لقد حاولت الاحزاب المسلحة والميليشيات ذات الاجندة الخارجية والمافيات والعصابات المستفيدة ان تخلط الاوراق وتشوه المطالب الحقة للمحتجين وذلك في ممارسة القتل والاعتقال وحرق الممتلكات العامة والخاصة.

يطالب اهل البصرة من كافة ابناء الشعب العراقي ومن العالم اجمع الوقوف الى جانبهم والدفاع عن حقوقهم وحقوق مدينتهم، كما يطالب الحكومة وجميع الجهات المسؤولة بالتخلي عن الصراع والمنافسة الغير نزيهة من اجل الحصول على المغانم والامتيازات، وان يتوجهوا الى بناء دولة بمؤسسات حقيقية خالية من الفساد والفاسدين، واولها البصرة التي اصبحت على حافة التلوث البيئي الشامل والذي يحتاج الى معالجة انية وسريعة.

واختتم المتظاهرون وقفتهم بعد ان تعهدوا بان تكون لهم وقفة اخرى قريبا من اجل البصرة وكافة مدن العراق، كما تعهدوا بأنهم سيستمرون في الوقوف الى جانب ابناء شعبهم حتى تتحقق جميع اهدافه بأقامة دولة العدالة والمواطنة.