القلب / ناصر الثعالبي                                                     

مَوْجوعاً هذا القلب

رأيته يسامرُ العتمةَ

بتراتيلٍ كصوت أحلامٍ تغزلُ نهاياتِ النورِ سريراً

مُتكأً على نبضاته كقطارٍ

أكلَ الزمنُ مسافاتَهُ

فباتَ يئنُ من ألَم تخمةِ السنوات

مغادراً غُربَةَ سِكَتهِ المُلتَوية

***

في دهاليزهِ ألأربعةِ تختفي أسرارُ هزيمتٍه  

وبين مسار شرايينه

يُخبأ النهوضَ من الكبوة

يغرق في تفاصيلِ  شرنقةٍ مذعورةٍ

قمعتها دودةُ قزٍ طائشةٍ

فالتَوَت نسيجاً خنقها عرفاناً بالجميل

يرقب القلبُ تفاصيلَ الشرنقةِ

مندهشاً من هذا ألإصرارِ على الوجود

تدخل مخيلته ألى عالم ألعدم

فيخرج باكياً من زحام ألوجود فيه

***

ألوجود لم يترك له مساحة للتعليل

فرجع خائباً

حاملاً أوراقه القديمة

كظل عًفَرَهُ تراب ُالمسافات

تنحى  جانباً صارخاً من ألم الهزيمة

فرجع الصدى

يا...لك..من واهم

نهض القلب مبتسماً

جاراً نبضاته ألى المسافة ألأخيرة

منادياً الوجود كي يستقر

فترجع ألأحلام بثوبٍ جديدٍ

نافضةً عنها غثيانَ تخمة السنين

فاخضَر ثانيةً

ولبست ألأماني وروداً حمراء