حول جبهات اليسار وسياسة اليوم / لينا النهر                  

من الغريب ان الأحزاب اليسارية في العالم بشكل عام بدئت في الاتجه الى الساحةالتي تعج بالناس المتخذة للاعتقاد دين لها(دون تثمين للاعتقاد في صحته او زيفه عند الناس،فهذا ليس له علاقة بالأمر. المقصود هو الاختلاف الجذري عند التيارين ). وتبرير هذا من جهات اليسار على انه طريق التوصل الى الناس الكادحة او المظلومة في المجتمع.ان هذا التحول يكون بطريقة سريعة وبعيدة عن نضج الفكرة

عند جوهر جمهور الجبهة اليساري وموافقته او رفضه. وغالباً ما نرى ان هذه التغيير (ينقي) بين صفوف الاخر، فلا يعد الأغلبية من المظلومين كونهم كذلك وإنما على حسب مزاج التيار اليساري(هذا نوع الدين يناسبنا وهذا لا)وبوضع هذا الحد تتلاشى الفكرة الرئيسية عن المظلوم.

التعامل السياسي بشكل واسع مطلوب، ولكن التلاحم السياسي مع من يختلف معك جذرياً في الاعتقاد والوسائل للتوصيل افكارك والتوصل الى الهدف ونشر اعتقادك بالذات أياً كان، شئ اخر.

 

احزاب اليسار في دول اوربا وخصوصا حالياً الدول الإسكندنافية منها على نفس هذا المنهج، حتى انهم يتبنون اليوم كفاح المسلم او المتأسلم داخل المدون التفيق بينهم ، ويكون دفاعهم عن هذا هو نفس المنطلق للبعض فاليسار العربي، وهو: المظلومين والكادحين(مع تغيير صفة المظلوم والكادح بين العالمين). لذا تضيف لها هنا فقرة العنصرية(وهي لاتقل عن الكادحين والمظلومين كون العلاقة كبيرة في بعضها لبعض فيما بينهم لتنتج في العنصرية).

 

هل اليسار العالمي في تراجع شديد؟ الى حد فرض التوسيع هذا على صفوفه؟ حتى مع الاختلاف؟ فاغلب الأحيان تختلف النظرة للمرأة ومكانتها في المجتمع بين التيارين وبشكل لايختلف عليه اثنان. وتختلف ايضاً نظرة راس المال والتعامل معه بشكل شخصي او عام، وهي من اهم الأساسيات في السياسة اليسارية.

مرة اخرى، انا لا اثمن هنا من الأفضل او الأقل أهمية بين التيارين وإنما أحلل وأناقش التركيبة والاختلاف.

اصبح اليسار السويدي (اقصد جبهة اليسار والديمقراطي اجمع وبالأخص حزب اليسار) يفسر كل صغيرة وكبيرة للمتأسلمين والدفاع عنهم حتى في ما ينتقد من علماء الدين في العالم العربي.فأصبح عدم مصافحة المراة من الطبيعيات في المجتمع وخصوصيات الشخص التي يدافع عنها اليسار في حين ينتقدها العالم العربي. وراح كل شي نعتبره نحن أنفسنا من العرب المسلمين غريب الأطوار يبرر من الجبهة اليسارية، حتى اصبح الاتهام الصعب الحقير بمعاداة الاسلام من اسهل الصفات في الحديث لإنهاء اي نقاش وتخوين الاخر او التقليل من شخصه. هذا الصراع كبير جداً والاختلاف بين صفوف الشيوعي واليساري والديمقراطي فيما بينهم يكبر كلورم. اختلطت الأمور الى حد ان لايمكن للرفاق الحديث عن القتل الاجرامي وتعنيف النساء السيكولوجي في المناطق التي تكثر فيها العوائل المهجرة. حتى ان حركة MeeToo #انا ايضاً في كبرها على نطاق عالمي ولصالح كل النساء و التي لا يتجرء احد في الوقوف ضدها او الكلام عنها بطريقة غير لائقة، تختلف النظرة عند الجبهة اليسارية حين نتكلم عن الحركة ضد المتخلفين الضعفاء المجرمين من الشباب ورجال الشرق نفسهم من متحرشين ومعنفين المراة لمجرد انهم من أصول عربية وتحت شعار (مظلومين، كادحين والعنصرية). هناك دائماً مبرر.

وهذا ما يحدث اليوم مع الشيوعي العراقي ولكن باختلاف الأساليب والحاجة. مساندين القانون الجعفري هم ايضا من طبقات الكادحين، ولكن هل يمكننا التعامل معهم بهذه الطريقة؟ هل يغير الائتلاف جوهر الفكر؟ هؤلاء هم نفسهم من الذين حصلوا على شرعية اليسار في الوطن العربي وبهذا يحصلون على شرعية اليسار في أنحاء العالم.

السؤال الاوجب طرحه، لماذا يخفق اليسار بالوصول الى الطبقات المذكورة من كادحين ومظلومين؟ و هذه الطبقات هي قاعدته الاساسية. لماذا ينجح الغير؟

اعتقد انه من المعيب ان نرمي لوم عجز اليسار في التوصل للناس والتعذر في ان عقلية الناخب محدودة. هذا يقلل من شأن الناخب أولاً )لربما نسى البعض ان قيمة الانسان في اليسارية سواسية مهما كان الاختلاف الطبقي في المال او التعليم) وهذا التشخيص معيب في حد ذاته. خصوصاً وان اليسار بين صفوف الشعب كغيره من الأحزاب. ونحن لا نتكلم عن الناس المستفيدة وإنما الطبقات المذكورة التي يبرر اُسلوب تعامل اليسار مع غيره بسببها. وبما ان اليسار يحترم اختلاف الاّراء والتوجه، فماذا يحصل ان بقى المتأسلم متأسلماً بعد كل هذا؟ ماذا حقق اليسار إذاً؟ هذا الشخص اختار وانتهى الامر.

 

انا مع احترام الناس اجمع واختلافهم، ولكني اختلف مع هذه الطرق للوصول الى هدف السياسة. انا يسارية لأسباب اعتقادي بالماركيسية وافكارها. وان لم يكن لي اعتقاد لكنت يوما يسارية ويوما برجوازية وآخر متأسلمة. ولهذا ارى ان من المفترض علينا ان نتساءل وننتقد ونبحث عن اجابات وان نعمل على ان سياسة اليسار تبقى يسارية الاتجاه. البرلمانية في اشكالها هي مجرد آلة عمل تستخدم وليس العكس. فالحركة اكبر وأسمى من السياسة.