حصر السلاح بيد الدولة يُفعل القانون / د. علي الخالدي        

لقد أدى عدم الإستجابة لما طالب به جيل الحداثة، حين هاله والجماهير الشعبية ما أوصلته   الاحزاب المتحاصصة طائفيا وسياسيا من بؤس وحرمان، وغياب الأمن واﻷستقرار عن الوطن، خاصة عند تجاهلهم وتصديهم لإنتفاضة جيل الحداثة والجماهير الشعبية، فتحول مركز    تفكيرهم, في كيفية خلق ساحة، يتحرك بها مرشح قيادة الحكومة القادم بحرية، ليُحافظ  على مصالحهم الذاتية، من منطلق أساسه المحاصصةالطائفية، وبذلك يستطيع التستر على فسادهم وسرقاتهم لثروات الشعب والوطن بدون تشويش. لهذا لجاءوا وبإصرار الى المماطلة والتسويف لكسب الوقت، على أمل أن ينزرع الملل في نفوس المنتفضين، ويخرجوا عن سلمية حراكهم المطالب بوطن حر سعيد. فيُخلق بذلك مبررا قانونيا لضربهم بالجملة. لذا بدأوا بعرقلوا محاولات البحث عن شخص مستقل. بالضرورة يكون بعيد عنهم، ولا يكون لهم تاثير عليه، أو مستجيبا لإملاءاتهم. متناسين إن الدواعش لا يزالوا يهددون الوطن وعموم الشعب، وهم يرصدون اللحظة التي يعودوا بها مجددا للعراق، ليجزوا رؤوس من كفرهم، بالإضافة إلى الأوضاع الشاذة التي يمر بها الوطن حاليا، والتي تساعد في زيادة توغل دول الجوار والعامل الخارجي بشؤون سيادتنا ونهب ثرواتنا الوطنية، وتفعيل حراك من جيء بهم من مختلف بقاع العالم. الذين أسرعوا في تبني ما أقترح عليهم من نهج المحاصصة الطائفية والإثنية المقيت. وهذا كفبل ان يترك في نفوس العامل الخارجي ودول الجوار الإطمئنان، وتسيير العملية السياسية بالشكل الذي يريدوه وضمن الإتفاق المبطن وإياهم لتحقيق أجنداتهم ومرجعياتهم في الداخل والجوار . هذا ما شجع لأحزاب الحاكمة الإستمرار بتعنتها، وعدم الإستجابة لمطالب المنتفضين، الذي وقف وراء تضاعف مآسي شعبنا الإقتصادية والإجتماعية

 لقد أكد المنتفضون في اكثر من مرة، أن عدم الإستجابة لمطاليبهم السلمية، لا يصعد وتيرة إنتفاضتهم التشرينية فحسب، بل سيرفع سقف مطاليبهم أيضا، وبهذا تصبح إنتفاضتهم مثالا رياديا تحتذي به أجيالنا القادمة وشعوب المنطقة، على الرغم من قسوة طبيعة الأساليب القمعية ووحشيتها. مع هذا بقي وسيبقى المنتفضون متمسكين بقيمهم الوطنية، معيدين إلى فكر العراقيين بأن بلدهم العراق كما يُقال عنه انه مهبط الرسالات السماوية ومهد الحضارات البشرية، وان ما يُحدثوه حملة السلاح المنفلتون من قتل وتدمير بحق المنتفضين لم يُشاهد حتى في أكثر البلدان ظلما، وكأنهم يُقاتلو محتل وليس إخوة لهم  

  لقد قادتهم خططهم المعادية لمصالح الشعب والوطن العليا،  وقمع إنتفاضة جيل الحداثة  الصامد على مواصلتها إلى الفشل . ومما زاد الطين بلة، قسوة من تفتقت قريحته ونزل إلى أوطأ مراتب العمالة والتبعية وأكثرها دناءة في صيدهم بالرصاص الحي والقنابل الصوتية والدخانية، مع إستهداف الناشيطين منهم، عند عودتهم لبيوتهم بكاتم الصوت وتصفيتهم جسديا، دون أن يرف لهم جفن، او تُظهر وجوههم غيرة وطنية  

لقد حذرنا من مخطط ما كان يُعد له، بزرع عناصرهم ومريديهم في دوائر الدولة الإدارية واﻷمنية، لتكون تلك المؤسسات غير بعيدة عن صيانة مصالحهم وسلامتها. ولطالما أزلامهم المنفلتون يحمون ظهورهم، وينشرون شعارات دول شرقية وغربية، فإن إستمرار خداع  الشعب بنصرة مظلومية الطوائف والقوميات لن يستمر طويلا .كما أن تكفير كل من يدعو لحياة حرة كريمة ومدنية ديمقراطية فهو عميل ستُكشف أهدافه، أما تهمة تفكيك المجتمع التي يلصقوها به تتناقض مع قضية تقدم الشعوب، حيث اثبت الواقع أن الشعوب لا تتقدم إلا على أكتاف علماءها وباحثيها وشبابها، فسارعوا لتطبيق خطة إفراغ العراق منهم، كي يحصلوا على عراق ميت سريريا، بفتح ابواب الهجرة الإضطرارية للعقوله العلمية ومثقفي شعبنا إلى الخارج، بالإضافة لوضعهم عراقيل أمام عودة من سبقوهم للوطن .

واليوم من خلال ملاحقتها لجيل الحداثة في ساحات التظاهر السلمي وتصفيتهم جسديا، أو أخذ التعهدات بعدم التصدي لمشاريعهم المهينة لكرامة الشعب الوطنية التي تبنوها خلال ستة عشر عاما ولا زالو، لإبقاء العراق ضعيفا، ينهكه غياب القانون، وتحكم سلاح الميليشيات بمصيره