إذا أردت معرفة العَبِيد أذكر أرْبابٌهم بسوء : 

يوم أمس وانا أتجوّل في شوارع إحدى المدن الجميلة في إقليم كوردستان , رأيت بان عَبْدالحزب  يبدو أحسن حالًا من عَبْدالشارع , بدءًا من اختيار رَبّ الحزب له من بين العَبِيد ان يكون مديرأ لشركة الأدوية الفاسدة أو رئيساً لنهب المنافذ الحدودية أو فرعوناً لعمليات سرقة النفظ إو شبحاً لاكتنازالأموال المسروقة في سراديب كبار حيتان الفساد ، مرورًا بما يمنحه له رَبّ الحزب من ثروة الشعب المنهوبة !, في حين إن عَبْدالشارع  يكدح ليل نهار، ولا يرى وجه رَبّه إلا في المناسبات الوطنية وعبر شاشة التلفاز!.
 لم يكن أرْبابٌ الاحزاب في الإقليم كرماء ولا لطفاء ،مع عَبِيدهم ، بأكثرمن هذا القدرالذي لا يمكنه أي عَبْدالحزب أنْ ينسي حقيقة أنّه مُهان , حَقِير , خاضِع , خَسِيس , خَنُوع , دَنِيء , ذَلِيل , تابع , انتهازي , منبطح و ذيل , مع ذلك كان عَبْدالحزب ولا يزال متمسّكًا بهذه الفوارق البائسة التي تجعله أفضل حالاً(مادياً)من عَبْدالشارع .  

ومن المضحك المبكي , إن من بين عَبِيد الاحزاب من هم (أشرس واحقر  بكثير من أرْبابٌهم) ، في رفض وقمع وصدّ عَبِيدالشوارع ،الذين كانوا ولايزالون من بين مطالبهم (انقاذ عَبِيدالاحزاب ) و كسرالأغلال التي تكبّل عقولهم قبل أقدامهم . 

وعندما تحدثت مع صديقي الذي كان يُرافقني طوال مشواري عن ما آل اليه وضعنا في الإقليم بعد اكثر من 30 عاماً من الحكم الكوردي وعن خنوع العَبِيد ودفاعهم المستميت عن أسيادهم الذين تسلموا على حسابهم مراكز القيادة وكراسي الرئاسة والبرلمانات وﺃﺻﺒﺤﻮﺍ طُّغاة وجبابرة ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻬﻢ يعتبرون انفسهم ظلُّ اللَّهِ في الأرضِ . 

 قال لي صديقي بصوت حزين :  وما العَجبُ إن خانَ الفُؤادَ ضلوعهُ , فهل نسيت يا صاحبي إن الذي خان كوردستان كوردي ! وأن الذي يُهددك بالقتل هو كوردي ؟ 

واضاف : اسفي على الذين اصبحوا عَبِيداً بالاختيار وليس بالإجبار, لان الإنسان يولد حراً .

 

اخيراً اقول : لو اردنا ان نعيش أحراراً وبلا خوف أو ذعر أو تهديد أو وعيد ونحافظ على كرامتنا وان نعيش كإنسان ,علينا أولأ ان نناضَل ضِدَ عَبِيدالاحزاب ,الذين صنعوا الطغاة والطبقة الفاسدة واوصلوا الإقليم إلى ما وصل إليه من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية واخلاقية وثقافية خانقة وكبيرة . 

كم كان ابن خلدون صادقأ في كلامه عندما قال: لو خيّروني بين زوال الطغاة أو زوال العَبِيد ، لاخترت بلا تردّد زوال العَبِيد ، لأنّ العَبِيد يصنعون الطُّواغيت .