نتابع في تحالف قيم المدني إعلان النتائج الأولية لانتخابات مجالس المحافظات، وما أعقبها من عمليات عدًّ وفرز يدوي لعدد من صناديق الاقتراع. وإذ ندرس بعمق نتائج الانتخابات ونتوقف عند مدلولاتها وما أفرزته وتأثير ذلك على العملية الديمقراطية ومصالح المواطنين والبلد، نعرب عن شكرِنا وامتنانِنا لجمهور تحالفنا على التصويت وانتخاب مرشحي التحالف في مختلف المحافظات، ونثمّن عاليا دور المرشحين وكافة اللجان التي شكلت من اجل دعم الجهود الانتخابية.  وإذ ننوّه بأن الحملات الانتخابية النشيطة لمرشحي التحالف أثمرت عن فوز مرشحين من التحالف في محافظات ذي قار والنجف والديوانية وبابل، نتوجه لهم بالتهنئة والنجاح في مهماتهم القادمة للنهوض بواقع مجالس المحافظات وأداء دورها الرقابي، بما يرفع من كفاءة الأداء الخدمي وتقويض الفساد وتلبية حاجات المواطنين الأساسية. ولكن نشير في الوقت نفسه الى ان ما حصل عليه التحالفُ يعدّ متواضعا وأدنى بكثير من التوقعات قياسا بما بذل من جهد وحملات إعلامية وانتخابية قام بها التحالفُ ومرشحوه، وما تعلّقه جماهير واسعة تتطلع إلى التغيير على التحالف ومشروعه، الأمر الذي يثير شكوكا وتساؤلات مشروعة بشأن مجريات العملية الانتخابية. 

وعلى نحو أولي نعود للتأكيد  على عدد من القضايا المهمة التي أعلنت في مؤتمر قوى التغيير الديمقراطية المنضوية في تحالف قيم المدني؛ حيث أشّرنا وجودَ عدد كبير من الخروقات التي رافقت العملية الانتخابية، وفي مقدمتها الاستخدام الواسع للمال السياسي، وتوظيف موارد الدولة وسلطاتها من قبل مرشحين في مواقع تنفيذية عليا، مع التأكيد على أن ضعف إجراءات المفوضية لمنع حدوث تلك الخروقات أعطى أريحية كبيرة في التأثير على إرادة الناخب العراقي، وبذلك ساهمت المفوضية بخلق جو غير متكافئ في الممارسة الديمقراطية الانتخابية، التي اصبح الناخب العراقي في ظلِّها عازفا عن المشاركة، ولا يثق بمخرجاتها. إضافة إلى انحياز قانون الانتخابات لصالح الكتل الكبيرة.

ومن جانب آخر، نُشير إلى ان استمرار مثل هذه الظواهر يُسيء إلى عدالة الانتخابات وديمقراطيتها والتكافؤ ما بين المرشحين.

نحن في تحالف قيم المدني ما زلنا بانتظار إجراءات المفوضية بصدد ذلك، إضافة إلى رصدِنا حجم المقاطعة والعزوف عن العملية الانتخابية من قبل طيف واسع من المجتمع العراقي، وهو ما ينذر بمآلات خطرة ستكشفها الأيام المقبلة.

وهنا نجددُّ التأكيدَ على الاستمرار في العمل بمشروعنا للتغيير الديمقراطي من خلال التصدي ومواجهة سياسات الفشل والإقصاء والتهميش، واستمرارِ دفاعِنا عن مصالح المواطن والانحياز لمطالبِهم وتطلعاتهم المشروعة.  

تحالف قيم المدني

23-12-2023