سارع ملايين الشباب العراقي الى متابعة رابط التقديم للتطوع في جهاز مكافحة الإرهاب،  بعد سويعات من إعلانه، وفورا ضجت مواقع التواصل بأصوات من لاحظوا في الاستمارة حقلا خاصا بطائفة المتقدم.

الأعداد الهائلة للمتقدمين جاءت صادمة وهي تعكس حجم البطالة في بلادنا.

ولم تصمد اقوال المسؤولين والمتنفذين عن الاستقرار السياسي والاقتصادي، امام الواقع اليومي لألوف المحتجين الباحثين عن عمل، ولم يخفف الحال تعيين 800 الف شاب تقريباً بداية تشكيل الحكومة الحالية. فلما اعلن عن إغلاق باب التعيين، جاءت تعليقات الشباب بالرفض والاستهجان.

وبجانب الاحصائيات الرسمية التي تشير الى تشكيل الشباب غالبية المجتمع، ولا تذكر شيئا عن أعداد العاطلين في صفوفهم، فأن المعطيات الحكومية الخاصة بمعالجة مشاكلهم الكثيرة لا تعد حتى الآن بحلول واقعية. لذا يلجأ هؤلاء الملايين الى طلب التعيين في أجهزة الامن، التي تعرض رواتب تسهم ربما في سد احتياجاتهم.

وقد لا يهتم احد لذكر «المذهب» في استمارة التطوع، لكن القوى المتنفذة تصر دائما على تذكير المواطنين بأنها تقسّمهم كما في الاستمارة وفق الانتماء الى الدين او المذهب او القومية، ولا تنظر اليهم كعراقيين وفق الهوية الوطنية الجامعة.