أقامت رابطة الانصار في ستوكهولم وشمال السويد  فعالية ثقافية عن الاستشراق السويدي يوم السبت المصادف  18/06/2022 في مؤسسة الفولك شارهولمن، استضافت فيها الدكتور سعيد الجعفر، وقدمه النصير سعد شاهين، حضرها جمهور من الأنصار وأبناء الجالية العراقية من المهتمين بموضوعة الاستشراق، كان العنوان العام للمحاضرة هو " الاستشراق السويدي، قراءة ونظرة مختلفة"، تناول فيها الدكتور سعيد الجعفر عدة محاور مبتدئا بإشكالية تعريف مفهوم الإستشراق بحد ذاته، واختلاف الرؤى عنه بين الباحثين، كما تم استعراض الظروف التي رافقت ترجمة كتابه وكيف ظهرت فكرة الترجمة، والتي ارتبطت بترجمة عمل إدوارد سعيد "الاستشراق" ولاحقاً جرى جمع المادة من نصوص لمجموعة من الكتب ألفها مستشرقون لامعون مثل يان يربة وانغمار كارلسون وكارين أودال وسفين هدين.

استعرض المحاضر الجعفر في الندوة أيضاً الموضوع الإشكالي الذي طرحه إدوارد سعيد في كون كل المستشرقين كانوا يخدمون الدوائر الاستعمارية ولم يكونوا محايدين، ولذا بين المحاضر إن إدوارد سعيد لم يكن يتقن اللغات الروسية والسويدية والهولندية وغيرها، وأن كونه كان يتقن الإنجليزية والفرنسية فقط جعله يطلق حكماً عاماً يوصم فيه الاستشراق برمته كونه يخدم الدوائر الاستعمارية. كما استعرض المحاضر أيضاً جهود بعض المستشرقين والمهتمين بالشرق مثل المستشرق الكبير تور أندريه والروائي والشاعر فيرنر فون هيدنستام والمصور إيفان أجيلي والشاعر غونار أيكيلوف والمترجم الأهم عن اللغات الفارسية والعربية إيريك هرملين، وأكد المحاضر على إن هنالك جهودا أخرى في الاستعراب وفي البحوث المتصلة بمرحلة ما بعد الكونوليالية وما بعد الحداثة وما بعد الاستشراق لم يجر تناولها في الكتاب وهي تحتاج الى كتاب آخر، مثل جهود كريستوفر تول وشيشتين إيكسيل والبروفيسور يان ريتسو. يبقى موضوع كتاب الاستشراق السويدي موضوعا يثير انتباه القارئ والباحث العربي لأنه لا يعلم شيئاً عن هذا الاستشراق.

هذا وقد فتح باب النقاش كون المحاضرة أثارت العديد من الأسئلة خصوصا عن دور المستشرقين الروس، كما تداخل العديد من الحضور حول موضوعة الاستشراق مما أغنى المحاضرة القيمة، وشكر الجميع الدكتور سعيد الجعفر لجهوده، وفي الختام تم تكريمه بباقة ورد.