في وكرٍ سريّ مغلق النوافذ و بوسائل طباعية فقيرة طبعت عام ١٩٣٥ أول جريدة تحمل المنجل والمطرقة في صدر صفحتها الأولى. في فترة الأحكام العرفية والسجون ارتبط  اسم (الشيوعية) في عقل الحكومة بالتحريض والشغب، كانت هذه الجريدة السرية تسلم يداً بيد وفي عملية غاية في السرية. لم تكن هذه الجريدة الماركسية الأولى، فقد سبقتها بعقد جريدة (الصحيفة) الماركسية الأولى التي أصدرتها جماعة الرحال. ميزة الجريدة الشيوعية الأولى كونها ارتبطت بوجود تنظيم سيشكل انعطافة هامة في تاريخ العراق الحديث. الجريدة والتنظيم تلازما وتبادلا المواقع لتشكيل وعي سياسي جديد يرتبط بمصالح الفئات الفقيرة في بلد يتحكم به الإقطاع والجلبية وعملاء الاحتلال. لم تكن المصادر الرسمية وراء المعلومة في هذه الجريدة، إنما القاع الاجتماعي المهمّش. لذلك كانت التقارير تتحدث عن أوضاع العمال في الموانئ والظلم الذي يعيش تحته الفلاح تحت جور الاقطاع وأسرار السلطة التي ربطت البلاد باتفاقيات جائرة مع المحتلين الانكليز. جريدة بهذه الخطورة وتحت هذا العنوان( كفاح الشعب) ستكون بداية عصر جديد في الصحافة العراقية والحياة السياسية في هذا البلد الصعب.

وإذ نحتفل بعام صدورها الأول فإنما لنواصل نهجاً في صحافة جددت الوعي الاجتماعي وربطت الأمل بـ(كفاح الشعب). وفي هذا اليوم نتقدم ايضا الى جريدتنا (جريدة النصير الشيوعي) بمناسبة عيد ميلادها الاول بالتهاني الحارة والتمنيات الصادقة بمزيد من التطور والنجاح.

 

لجنة الثقافة والاعلام لرابطة الانصار الشيوعيين العراقيين

اواخر تموز ٢٠٢٢