في ظروف غاية في الصعوبة والخطورة، تنشط صحافة حزبنا الشيوعي العراقي، فاحتكار وسائل الاتصال بالجماهير، من قبل القوى المتنفذة والمتحاصصة، والتي لم تترك مناسبة، الاّ واستغلتها، أما بالسلاح والهيمنة، أو بالمال السياسي، أو بالتحريض الديني والمذهبي والعرقي، أدى بالضرورة، الى التضييق على اعلام حزبنا، وهو يمارس دوره المعهود في التنظيم والتحريض والتنوير.
لقد عملت الحكومات المتعاقبة، واحزابها المهيمنة، وبكل قوة، على تحجيم عمل حزبنا، وتقليص ساحات نشاطه السياسي والاعلامي والجماهيري، لا بل ذهبوا الى ابعد من ذلك، عندما حاولوا ومازالوا، سرقة بعض الصفحات المجيدة للمناضلين الشيوعيين، او الاستثمار باسماء المبدعين الذي ارتبطوا بالحزب الشيوعي العراقي، من اجل مصالحهم وتسويق سياساتهم، هذا بالاضافة الى كاتم الصوت، الذي اودى بحياة عدد غير قليل من المثقفين والصحفيين والاعلاميين.
ان هذا الكم الهائل، من الاعلام المتنوع، والذي توظفه الاحزاب الطائفية والمذهبية، من اجل نشر الخرافة، وترسيخ الغيبيات، وتعميق ثقافة الولاء والانتماء الى الهويات الثانوية، وتبرير الاعتداءات على المؤسسات الاعلامية والفعاليات الادبية والتنويرية، اصبح بلا شك، عائقا امام انتشار اعلام الحزب الشيوعي العراقي واداء دوره المعروف.
في ظل هذه الظروف السياسية والاعلامية المعقدة، ظهرت (جريدة النصير الشيوعي)، لتساهم في المعركة الشرسة، التي تخوضها صحافة حزبنا المعبرة عن هموم وآمال ابناء الشعب العراقي، وكفاحهم المستمر من اجل التخلص من نظام المحاصصة، وقيام دولة المواطنة والعدالة.
لقد استمدت النصير الشيوعي قوتها، وعلى العكس من الاعلام الظلامي، من واقعية المأثرة العظيمة، والصفحات المجيدة، التي سطرها ابطال الحركة الانصارية، وشهدائها الذين اجترحوا المعجزات وروا جبال كردستان بدمائهم، من اجل ان تبقى راية حزبهم عالية خفاقة في سماء العراق، وبما جادت به اقلام النصيرات والانصار، الذين ضحوا بكل شيء جميل من اجل الدفاع عن حرية وكرامة شعبهم وحزبهم.
واذ تحتفل (جريدة النصير الشيوعي)، بعيد ميلادها الثالث، فأنها تتقدم بأجمل عبارات الشكر والامتنان، الى الرفيقات والرفاق الانصار، الذين ساندوها وآزروها، والى الذين رفدوها بمئات المواضيع التي توزعت بين المقال والشهادة واللوحة الفنية والرسم والصورة، وكل ما يبعث على الفخر والاعتزاز، كما تتطلع الى المزيد، مما لم يتم التطرق إليه لحد الان، من تفاصيل تجربتنا الانصارية الرائدة.
وكل عام وانتم وشعبنا بخير.