تحتفل القوى الوطنية والديمقراطية المدنية بالذكرى الخامسة لانتفاضة شعبنا العراقي التي انطلقت في تشرين الأول 2019، فكانت الحدث الأبرز بعد سقوط الدكتاتورية الفاشية المقبورة والاحتلال الامبريالي الاطلسي لبلادنا. لقد هزّت انتفاضة تشرين الباسلة، نظام المحاصصة الطائفية وارعبت قواه المتنفذة، التي لم تتوانى عن استخدام كل وسائل القمع الوحشي بما فيها القتل المتعمد، من اجل البقاء في الحكم والحفاظ على مصالحها الضيقة التي تتنافى مع مصلحة الوطن والمواطن. ونتيجة لتلك الاعمال البربرية استشهد المئات من شبابنا المنتفض وجرح الالاف منهم، بالاضافة الى جمهرة واسعة من الملاحقين الذين اضطروا للجوء الى مناطق اخرى.
تميزت الانتفاضة بالمشاركة الواسعة للشباب والطلبة والمرأة، الذين عبروا عن رفضهم لسياسية نظام التحاصص الطائفي والاثني وتضامنهم مع أبناء شعبهم وتحديهم لسياسة قوى الإسلام السياسي الرامية التي تقيد الحريات العامة وسن القوانين الرامية الى تحديد حركة النساء وحضورهن في مجال النشاط العام، وتشريع قوانين رجعية للأحوال الشخصية.
وقد استطاعت الانتفاضة رغم القمع والقتل، ان تجبر الطغمة الاولغارشية الحاكمة ان تنحني أمام العاصفة، فقدمت الحكومة استقالتها، وشرع مجلس النواب بسن قانون انتخابي جديد، وتم الغاء مجالس المحافظات، وكان للأقلام التقدمية والديمقراطية والمدنية ومنها رفاقنا الأنصار الشيوعيين ورفاقهم من مختلف المنظمات الحزبية في خيم المنتفضين دورا هاما في فضح وتعرية النظام السياسي امام الرأي العام، وساهموا في توعية الناس، وكسر التابوات والمقدسات المزيفة. ومن أهم الشعارات التي رفعها المتظاهرون: (نريد وطن)، (نازل آخذ حقي)، ( الشعب يريد اسقاط النظام)، ( باسم الدين باكونا الحرامية)، تلك الشعارات التي كانت تهتف بها آلاف الحناجر في ساحات التحرير.
وعلى امتداد ساحات الاحتجاج والاعتصام في ارجاء الوطن، قدم الشيوعيون شهدائهم: (اياد عباس، وحيدر القبطان، وشاعر الانتفاضة على اللامي الذي قال لن نعود للبيوت الا بتابوت، والشيخ سلام العامود، وفهد العلياوي)، الذين اختلطت دمائهم بدماء أبناء شعبهم من مختلف القوى والتيارات الوطنية والديمقراطية المدنية. واعتبر المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي ذلك الحراك الشعبي الواسع تمرينا ثوريا، ولحظة تفجر للاحتقان والاستعصاء السياسي والاجتماعي، وصراع اجتماعي وطبقي بين اقلية متحكمة مرفهة، وغالبية محرومة ومهمشة.
لقد نقلت الانتفاضة الوعي الاجتماعي، خطوات متقدمة الى امام، انعكس ذلك في إقامة هذه العلاقة الوثيقة بين القضايا الخاصة والعامة، كما انها كسرت حواجز الخوف والتردد والتابوهات وعززت ثقة الجماهير بنفسها وقدرتها على اجتراح المآثر ونيل حقوقها والدفاع عن مصالحها.
وفي هذه المناسبة العزيزة، يجدد الانصار الشيوعيون موقفهم الثابت مع ابناء شعبهم حتى تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية العادلة.
افتتاحية