ضمن سلسلة برنامجه التوثيقي، نظّم إستوديو الانصار في 20 / 6 / 2025، وعبر منصة الزوم والفيسبوك، الحلقة الثانية من "القرار والمسار". استضاف فيها الانصار: حميد الزيدي (أبو أنور)، كريم النجم (خالد صبيح)، سمير المقدادي (وسام سكيري)، وادارت الندوة النصيرة بشرى الطائي.
النصير (أبو أنور) قدم شهادة طويلة، بدأت بانضمامه إلى الحزب الشيوعي عام 1962 ومواصلة نشاطه حتى اواخر السبعينيات حيث الهجمة البعثية الشرسة والمخاطر الجدية التي واجهها اثناء عمله كموظف في الاتصالات، فقرر ترك عائلته في ظروف صعبة، وغادر العراق متوجها الى الكويت ومنها إلى اليمن، وهناك قرر الانضمام إلى صفوف الأنصار، فسافر إلى سوريا، ثم الى لبنان للتدريب على السلاح قبل أن يتوجه إلى كردستان العراق.
رحلة الرفيق (أبو أنور) إلى الخارج، ثم الى كردستان، كانت صعبة وشاقة ومثيرة، لكنها مليئة بالاصرار والأمل، فعندما وصل إلى مقر "يك ماله" في بهدنان، تلاشى تعبه واستعاد حيويته، وبدأ مرحلة جديدة من النضال مع رفاقه الانصار.
النصير كريم النجم (خالد صبيح) تحدث بأسلوب شيق وسلس عن مسار قراره بالالتحاق في صفوف حركةالأنصار، وهو مسار مختلف، إذ التحق من
الداخل. كان الابن الوحيد الذي أكمل مسيرة والده في العمل بعد وفاته، وعمل في الميناء كي تحتفظ العائلة بالبيت، لكن العائلة فقدت هذا البيت بعد إلتحاقه بصفوف الأنصار. يقول خالد: "كنت مترددا في
الانضمام إلى الحزب رغم إلحاح بعض الرفاق، لأني كنت أعيش حالة من الرومانسية الثورية نتيجة قراءاتي المتنوعة".
تحدث عن الصدفة التي وضعته على طريق الخلاص من الظروف الصعبة والتي ساعدته في إلتحاقه بالجبل، كما تحدث عن محاولاته للبحث عن الحزب في ظل ظروف قاسية بعد اشتداد الحملة الأمنية، حيث شعر أن الوقت قد حان للمشاركة بالفعل الثوري.
في الطريق الى الانصار، يسرد الرفيق خالد التفاصيل المثيرة والمليئة بالاحاسيس حتى لحظة وصوله الى اول محطة انصارية، حيث عبّر عن ذلك بقوله: "انه شعر، بأنّ المسيرة بدأت".
النصير سمير المقدادي (وسام سكري) بدأ حديثه بتأثير عائلته عليه، فشقيقه الأكبر كان شيوعيا معروفا، وخاله نقابيا في معمل السكائر، مما رسخ لديه وعيا سياسيا واجتماعيا مبكرا. بدأ نشاطهباتحاد الطلبة العام، ولما اشتدت حملة الاعتقالات والاعدامات، غادر إلى بلغاريا حيث سبقه شقيقه، لكنه لم يمكث طويلا، فسافر الى سوريا ومنها الى بيروت حيث تدرب على السلاح، ثم عاد الى الشام ومنها الى القامشلي ليلتحق برفاقه الانصار.
يروي الن
صير وسام رحلة إلتحاقه بالجبل، حيث كانت مزدحمة بالمخاطر، ومكتظة بالصخور والانحدارات والظلام. يصف التسعة ايام، حيث المشي اثناء الليل والاختباء في النهار فيقول "كل واحد منا كان مربوطا بحبل مع البغل الذي يقوده، حتى لا يفلت أحد ويضيع في الظلام والجبال، كانت مغامرة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وعندما وصلنا شعرنا بالانتصار، فالوصول بحد ذاته يعد انتصارا على الخوف والجوع والغامض المجهول.
النصير الشيوعي