ستوكهولم
في أول محطات رحلته في المدن الإسكندنافية حل الباحث كفاح الأمين (كاردو) في ستوكهولم، حيث استضافته رابطة الأنصار في ستوكهولم وشمال السويد وبالتعاون مع الجمعية المندائية في ستوكهولم يوم الجمعة 24 أكتوبر 2025 في مقر الجمعية المندائية، ليتحدث في ندوة تحت عنوان (نزهة حكواتية بالصور والوثائق عن بغداد في عشرينيات القرن الماضي)، مع حفل توقيع كتابيه "نريد وطنا، من يوميات انتفاضة تشرين "و"كفاح وسلاح، أوراق من سفر الحركات الشيوعية واليسارية المسلحة في العراق"، رحب رئيس فرع الرابطة سعد شاهين بالحضور وبالضيف، شاكرا الجمعية المندائية على التعاون المستمر.
بدأ الباحث كفاح بالحديث والذي بدوره شكر الحضور والرابطة والجمعية، وحدد حكاياته خلال عشرينيات القرن الماضي في بداية تأسيس الدولة العراقية، ليعكس ملامح الحياة المدنية في بغداد خلال ذلك العقد، وبعرض مشوّق تناول فيه الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في بغداد، وكيف كان المجتمع العراقي وخصوصا في بغداد، المتكون من عشائر وقوميات وأقليات وطوائف وأديان مختلفة، فبغداد تجمع الوافدين من كل الألوية والأقضية، لكنه مجتمع مازال متخلفا وتنتشر فيه الأمية، وكانت بغداد ذات الأبواب الأربعة صغيرة ومحدودة المساحة، وتناول في حديثه حاراتها وشوارعها البسيطة ومقاهيها ومحلاتها البدائية، وعن تنظيم الحياة وسن القوانين العصرية في مجالات البيئة والقانون وحماية المجتمع والصحة العامة والبلدية، وقدم نماذج من كل تلك القوانين واللوائح التي كانت تصدر لدعم كل تلك الإجراءات، ثم تناول تأسيس السينمات والمسارح والمدارس الفنية، وغيرها مع الصور والوثائق، كانت جولة سريعة في شوارع وحارات ومؤسسات الدولة في بغداد خلال عقد مهم شهد الحجر الأول لوضع أساس الدولة العراقية، وفيه الكثير مما يستدعي الدراسة والتدقيق والمقارنة، لأن تلك المرحلة شهدت صحة ودقة ورصانة الأسس التي للأسف نفتقدها اليوم في العراق بعد قرن من تأسيس الدولة العراقية، كما جرى الحديث عن الحركات الاجتماعية وبواكير التنظيم المدني البسيط في تلك الفترة، مع رؤية تحليلية لتلك المرحلة المهمة.
شهدت الأمسية حوارا مع الحضور الذي تفاعل مع الأمسية التي كانت رحلة جميلة أو بانوراما في دهاليز بغداد وأبوابها الأربعة.
في الجزء التالي من الأمسية تم توقيع كتابي الباحث كفاح الأمين، وفي الختام تم تكريمه بباقة ورد قدمها الأستاذ سعد ماهر عن رابطة الأنصار، وأخرى من الأستاذ لؤي حزام عن الجمعية المندائية في ستوكهولم، تقديراً لجهوده..