من (گلي كوماته)، تم تبليغي بالذهاب الى سوران مع ستة رفاق بقيادة الرفيق الشهيد الدكتور ابو ظفر، وابو عليوي البصراوي، وابو عادل الزبيري، وابو جلال ، والدليل العداء ابو اصليحة، ورفاق اخرين.. وصلنا الى هيركي، ومنها ابتعنا حصانا، لم يكن وفياً معنا، وتركنا هارباً قبل ان نصل الى گوسته، التي تحركنا منها باتجاه مقر روست، وبعد 25 يوما وصلنا الى بشتاشان.

نسبوني الى احد الفصائل، وبعد عدة ايام في بشتاشان، بلغني الرفيق ابو عواطف، ان التحق فجراً مع مفرزة بقيادة النصير علي كلاشنكوف المتجهة الى نوزنگ، وهي عبارة عن موقع محصن وتقع على الحدود العراقية الايرانية وفيها اول قواعدنا و((اذاعة صوت الشعب العراقي)).

الان عرفت، بأني مرحل الى العمل بالاذاعة، التي كانت تبث لمدة نصف ساعة صباحاً، ويعاد البث مساءً. كُلفت بأن اباشر بالعمل والكتابة، فتساءلت مع نفسي: ماذا اكتب؟، علما بان المعلومات التي تصل من الداخل شحيحة وتكاد تكون معدومة، ولا يوجد ارشيف يعتمد عليه، وبالرغم من وجود الشعراء والفنانين وخريجوا الكليات والمعاهد ومختلف الاختصاصات، لكنّ الجميع مشغول بالمهمات الانصارية ومتطلبات الحياة اليومية في ظروف الجبل الصعبة.

عدت الى تجربتي السابقة وحياتي العملية بين الفلاحين لاستفيد منها في هذا المجال، وكذلك اعتمدت على الرسائل التي تصل الى جريدة طريق الشعب ثم تحول الى الصفحة التي اعمل فيها صفحة (حياة العمال والفلاحين)، فكتبت حكاية لم تستغرق اكثر من خمسة دقائق، وكان عليّ ان اذيعها بصوتي، وهي موجهة الى الفلاحين، وباللهجة العامية.

وافق الرفاق على الفكرة، واقترح الرفيق الشهيد (ابو سعيد) بان تكون بداية كل حلقة من هذه الحلقات بعنوان (احچاية لخوتنا الفلح). وعلى هذا الاساس قام المخرج الرفيق النصير جاسم طلال باخراج (الحچاية)، وقد كان موفقاً الى درجة كبيرة في ذلك.

كنّا نحاول الحصول على كاسيت غنائي يحتوي على موسيقى تصلح ان تكون مقدمة للبرنامج، وكان لدى جاسم مجموعة من (اشرطة الكاسيت) للمطربين ((ناصر حكيم، وفريد الاطرش، وحضيري ابو عزيز، ومحمد عبد الوهاب، وبنات الريف واسمهان...)): فقلت له مازحا: (عمي جاسم، هاي كلهن تسجيلات شرهان كاطع علاوي الحله، خلهن الباچر اندور بلچن عند القياده احسن منهن).

في اليوم الثاني، عثر جاسم على شريط معروف للجميع وهو (يا عشگنه). فاصبح كل شئ جاهز لبث البرنامج، الذي صار له فيما بعد ارشيفا جيدا وخاصة عندما وصلت مفارزنا الى داخل اربيل والمحافظات الاخرى.

عمل في الاذاعة في نوزنگ (انا اكتب عن الايام الاولى عندما كنّا في نوزنكَ قبل الانتقال الى بشتاشان): نخبة من الرفاق المهندسين: ابو دجلة وابو علوان وابو سهيل والشهيد المفقود في بشتاشان عمار، كذلك عمل فيها المذيع ابو جاسم والمخرج جاسم طلال وابو سعيد، وعمل ايضاً في التحرير د.كاظم الموسوي وآخرين .

وكانت احداث اول حلقة من حلقات (حجاية لخوتنا الفلح) بُثت من اذاعة صوت الشعب العراقي، تدور عن الاعتداء على رفاقنا الذي جرى في ناحية الحسينية من مدينة الكوت في بداية السبعينات.

البداية بصوتي: (احچاية لخوتنا الفلح)

جاسم المخرج : يدخل موسيقى يا عشكَنة ..  انتم تعرفون المجرم محسن ابن دروازه، والما يعرفه.......

وتنتهي الحكاية : ودم اخوتكم الشيوعيين برگابكم، ونتم فلح، والفلح التساوم حف شواربه الشعب وشوارب الثوار  للثوار.

* عن دورية (النصير الشيوعي ) العدد صفر - تموز 2021