لم يكن مألوفا ان تحمل المرأة العراقية على كتفها بندقية كلاشنكوف وتتسلق القمم وتجوب الوديان وتتنقل من قرية الى اخرى في مجتمع ريفي، كما هو الامر في جبال كردستان، لكنّ النصيرات الشيوعيات، سجّلن مأثرة كبيرة في تحديهنّ لسلطة البعث الدكتاتورية في بغداد أولا، وللتقاليد والاعراف الاجتماعية السائدة هناك والتي تنظر الى المرأة نظرة مختلفة ثانيا. انّ اغلب النصيرات اللاتي التحقن بحركة الانصار، تعلمن وعملن في جامعات العراق أو في جامعات دول أخرى، عربية او اوربية، فمنهن الطبيبات والفنانات والاعلاميات وغير ذلك من الاختصاصات المختلفة، ونجحن نجاحا باهرا في عملهن، فكنّ دائما محط احترام وتقدير رفاقهنّ الانصار وأبناء المنطقة.وبالرغم مما واجهته النصيرة من صعوبات مزدوجة كونها امرأة، كائن انساني له خصوصياته، فأنها شاركت، بالاضافة الى العمل العسكري والمفارز الجوالة متعددة المهام، بنشاطات وفعاليات اخرى كثيرة في جبال كردستان، نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر، اقامة الندوات الثقافية والسياسية والتوعوية في القرى التي يستطيع الانصار الوصول اليها، كما كان لها دورا بارزا في الاعلام الانصاري (الاذاعي والصحفي)، وفي مختلف قواطع الحركة الانصارية. امّا في مجال التطبيب، فكان للنصيرة الطبيبة والنصيرة التي تساعد الطبيب، دورا لا يمكن الاستغناء عنه انذاك، فقد بذلت كل ما تستطيع من اجل تقديم العلاج والمساعدة الى الجرحى والمرضى والحوامل، سواء كانوا انصارا ام من الاهالي.وما زلنا نتذكر، ما قامت به النصيرة الشيوعية، عندما تعرض العشرات من الرفاق الى الاصابة بالغازات السامة في مقر (زيوة) في قاطع بهدينان، فقد وقف عدد من الرفيقات اللواتي لم يتعرضن للاصابة، بكل شجاعة وبمعنويات عالية، امام هذه الحالة المأساوية التي مرّ بها رفاقنا في ذلك الوقت، وقدمنّ ما استطعن من مساعدة بالرغم من شحة المستلزمات.