الذي يرى انتيل الاذاعة وارتفاعه، لا يعتقد اننا في غرفة يقل ارتفاعها عن سقيفة التنور المجاور لها، وفي وسطها يتمدد جهاز بث من مخلفات الحرب العالمية الثانية. ويختلط مع البث صوت الخباز في كثير من الأحيان وهو يغني مع بدء التسجيل مما يثير المخرج النصير جاسم: (الخاطر الله اخبز بدون غناء لو تترك التنور چم دقيقة).... ويرد الخباز: إي مو العجين مختمر....

كانت فرحتي كبيرة بلقائي مع النصير ابو وسن (عبد الحسين لازم)، الذي اعرفه من اليمن، وفرحتي كانت اكبر عندما اخبرني، انه يريد ان يقدم برنامج (احچايه لخوتنه العمال)، فطلبت منه ان اطّلع على ما كتبه.

هل لديك شيئا مكتوبا أو فكرة تريد أن توصلها للعمال؟، فأجاب: لا آني ما اكتب، انتو  اكتبوا.

فقلت له: اكيد لديك المعلومات المهمة التي تعرفها ولابد انها معلومات حقيقية فتعال لكي نجرب...

تركنا النصير ملازم حامد (وهاب عبد الرزاق الشمري)، الذي جاء معه أبو وسن، وجلسنا بعيداً عن فصيل الاعلام وتحدثنا في ذكرياتنا القديمة.... ثم طلبت منه ان يقرأ هذه الحكاية التي كتبتها اليوم .قلت له: اقرأ لوحدك أولا، وعندما تكون جاهزا سأسمعك، فرد قائلا: لا، انتَ اقرأ أولاً...... فبدأت بالقراءة:

                    احچايه لخوتنه الفلح

اخوتي الفلح

الطارش الوصل للأنصار من  قرية الحصين بمحافظة بابل ايگول: ضيم البعث، ربع صديم سابين القرية ومنين ما اتدير الفلح وجهه تلكَي فاتحة

لو مامش ذكر للوادم البيها... 

والقرية.. اي اخوتي قرية الحصين، موش قرية زغيرة، قرية بيها ميتين بيت، وبيها من الوادم  الالفين، وفلحها ادگ ليل نهار بأرض الملاليچ ! والنوب موش راضين؟.

من حيث القادسية الگشرة بلعت من القرية موش قليل من الفلح واولادههم، والسيارة الجابت نافع ابن گويظم امجفن، هم جابت عزيز  ابن عيسى واللي جابت عزيز  جابت ابن جويبر الشدهان، والسيارات تنگل والفلح من فاتحه الفاتحه.......

عبد الامير بن جاسم مامش خبر عنه

ها ها وكريم، وعلي ومحمد ابن هادي

وين وين ، بالاسر

چا ادگولون انتصرنه!

خوش انتصرنه او خوش طرگاعه عِله روسكم.......

شني نيتكم تكَضون عالزراعه.......

جلست انتظر ابو وسن وهو يقرأ لوحده.

جاء وقال: هاي شنو؟، طرْده! آني سامعك بالاذاعة مو هيچي.

بالاذاعة تحول الكلمات بعد السيناريو الى تمثيلية اذاعية. وكل ما اذكره موثق على ارض الواقع، واضيف من شعر مظفر النواب.  

وها طرت الفجر لنهه بيان اول

ومطر اللوز  وصيحة حك

وكلك يبني.......

استشهد ملازم حامد في اليوم الثاني من آيار 1983 في بشتاشان، على يد القتلة المجرمين من الاتحاد الوطني الكردستاني ، واستشهد الرفيق ابو وسن بالقصف الكيمياوي على (زيوه).