تمتد علاقتي بالرفيق الفقيد لطيف حسن (أبو واثق) لحوالي نصف قرن مضت، فمنذ أصبحت مراسلاً صحفياً لصحيفة (الفكر الجديد) ممثلاً لمحافظة ذي قار، كنا نلتقي مباشرة أو فيما نكتبه معاً على صفحات الجريدة، لكن العلاقة بيننا تعمقت وتجذرت عندما جمعنا المهرجان العالمي العاشر للشبيبة والطلبة في العاصمة الالمانية برلين صيف ١٩٧٣، فقد كنت وقتها سكرتيراً لاتحاد الشبيبة في المحافظة وممثلاً لشبيبتها في المهرجان، وكان الرفيق الفقيد حينها من نشطاء الاتحاد فرع بغداد، بل من ناشطي شبيبة العراق، وكان لصلتنا معاً بالمسرح منذ اواسط الستينات وطوال فترة السبعينات ميدان اخر لتوطد علاقتنا الصداقية. وبعد صدور صحيفة (طريق الشعب) علناً عام ١٩٧٣، وإشتراكي في دورتين صحفيتين هما الاولى والثالثة من بين أربع دورات أقامتها الصحيفة في بغداد لمدة شهر كامل لكل دورة، وترددي المباشر والمستمر لمقر الصحيفة في بغداد بإعتباري مراسلها في ذي قار، ومسؤول مكتبها الصحفي في المحافظة، كان لذلك أثر في صلتنا الدائمة والمباشرة .

وبعد حملة البعث وسلطته ضد الحزب أواخر السبعينات كنا من ضمن ألوف الشيوعيين الذين غادروا العراق مضطرين نحو بلدان الخارج، فألتقيت مجدداً بالرفيق الفقيد في اليمن الجنوبي وفي عاصمتها عدن، وكان ذلك عام ١٩٨٠، وعملنا معاً في صحيفة الحزب الإشتراكي اليمني الحاكم وقتها هناك وهي صحيفة ( 14 أكتوبر ) ومعنا عدد كبير من الرفاق العراقيين بينهم رضا الظاهر والشهيد أبو فرات وأم فرات والفقيد جمعة الحلفي وعبد جعفر وأبو قصي وغيرهم، ثم تركنا معاً عملنا في الصحيفة اليمنية وتوجهنا عبر سوريا إلى كردستان لنساهم في حركة الانصار التي بدأها الحزب هناك، وفي كردستان عمل الفقيد ابو واثق في مجال الإعلام، أعني محرراً في صحف الحزب ومنشوراته المختلفة التي صدرت هناك وأيضاً في إذاعة الحزب التي كان الفقيد أبو واثق من أنشط محرري موادها،  وعندما تم سحبي من قاطع بهدينان إلى سوران لأكون ضمن هيئة تحرير صحيفة ( نهج الأنصار )  إلى جانب الرفيق أبو تارا وقيادة الرفيقة الفقيدة بشرى برتو وعملي أيضاً مذيعاً ومحرراً في إذاعة الحزب المركزية إلى جانب الرفاق مفيد الجزائري وعبد الرزاق الصافي ومهدي عبد الكريم ورحيم عجينة والعشرات غيرهم من الصحفيين ومهندسي الإذاعة والفنيين، وكان الرفيق الفقيد ابو واثق ضمن هذه الكوكبة من نشطاء إعلام الحزب المركزي،  وبعد إنتهاء الحركة الأنصارية للحزب نهاية عام ١٩٨٩، وتوزعنا مجدداً على المنافي وبلدان اللجوء، إلتقينا مجدداً في العاصمة السورية دمشق لنقيم ونعمل هناك في صحف وإعلام الحزب والحركة الوطنية المناوئة لنظام البعث العراقي.

وفي أوائل عام ١٩٩٢ كنا معاً مرة أخرى، ولكن هذه المرة في الدانمارك، وبالرغم من تباعد سكننا، لكننا كنا نتابع بعضنا في النشاطات الاعلامية والثقافية الكثيرة والمتميزة، وكان الفقيد مهتماً كثيراً بموضوعة توثيق النشاط الإعلامي الأنصاري من خلال مساهماته في الندوات الحية والمباشرة عن هذا الموضوع، ولدي سي دي مصور عن واحدة من هذه الندوات، التي عقدت في مدينة مالمو السويدية ومساهمته فيها إلى جانب عدد من رفاقه الانصار .

الحقيقة إن الحديث يطول عن فقيدنا العزيز لطيف حسن ( أبو واثق ) ومساهماته المتميزة في الاعلام والثقافة العراقية وطوال عقود من السنين وهو لم يتوانى طوال حياته عن التسجيل والتوثيق .