النصير الشاعر كامل الركابي يكتب الى رفيقيه كنار وباسل عن المتاعب التي مروا بها، وعن مآسي الناس التي واجهت الموت في تلك الايام الحزينة المسماة بـ(الانفال)، يكتب الركابي عن صبر هؤلاء البشر الذين تحملوا الجوع والبرد والعراء والقصف بغاز الخردل، ولم يفكروا بالانحناء لعفو العفالقة المهين. يكتب عن تلك الأم التي تحمل طفليها على صدرها وظهرها وتسحب الثالث بيدها وتسير في ليلة مظلمة عبر طرق وعرة وجبال شاهقة ووديان سحيقة.
يكتب النصير الشاعر كامل الركابي، ويتذكر رفاقه الذين بالأمس كان معهم في مكان واحد، يسأل عنهم، وعن (وادي مراني) الاخضر، واشجار الجوز وعيون الماء العذب، وعالم الألفة والتضامن الذي يجمع الانصار مع بعضهم. ...