إلتحقت بالجبل في بداية الثمانينيات قادما من ايطاليا. انا اول نصير يلتحق من منظمة ذلك البلد. سافرت الى سوريا، وعملت بمساعدة الشيوعيين السوريين في معمل لصناعة الكاشي. وفي سوريا ايضا تعلمت استخدام السلاح.

ذهبنا الى القامشلي، ومنها استقلينا سيارة الى الحدود التركية العراقية. وبمساعدة الرفاق في (حزب كوك) التركي، عبرنا الحدود. كان الطريق متعبا جدا، لكننا عندما وصلنا الى (كلي كوماته) في بداية 1981، واستقبلنا الرفاق بترحاب وفرح وفي مقدمتهم الرفيق أبو جوزيف (الفقيد توما توماس) تبدد التعب وبدأت حياة جديدة.

بعد الاستراحة في (كلي كوماته)، واصلت المفرزة مسيرتها الى قاعدة (روست)، وهناك إلتقيت الرفيق الشهيد خضر كاكيل، ومعه والنصير ملا عمر، ذهبنا لاستطلاع ربيئة، فلفتت انتباهي احترافيته ودقته اثناء اداء مهامه الانصارية. لم يتسنى لي البقاء طويلا في (روست)، حيث تحركت مع مجموعة من الرفاق الى (بشتاشان)، وبعدها الى (لولان)، و(دراو)، و(خوا كورك).

من النوادر والمواقف التي بقيت عالقة في ذهني: في الطريق، ابى البغل ان يتحرك، فأضطر الرفاق لضربه، لكن الرفيق الذي يقود البغل تدخل بالقول: "اتركوه رفاق خطية!"، فضحك الجميع وتحرك البغل.. ومرة وفي احدى السيطرات التي ينصبها الأنصار على الطرق العامة، وقع بأيدينا أربعة جنود ونائب ضابط، تعاملنا معهم بكل احترام وانسانية، ثم اطلقنا سراحهم.

هناك قصص ومواقف كثيرة، مررت بها او شاهدتها ولا يتسع هذا العمود القصير للخوض بتفاصيلها، لكني اختم بالقول: "اني إلتحقت بحركة الانصار الشيوعيين بقناعتي التامة، وكنت مثل غيري اعرف ان لا حركة ثورية من دون نواقص او اخطاء، وحركتنا الانصارية تحملت أعباء كبيرة، وواجهت اعداء كثر، لكنها ساهمت في حماية الحزب وإعادة بناء تنظيماته، وافشلت مساعي النظام الدكتاتوري بالقضاء عليه.

تحرير: ماجد لفتة العبيدي

النصير الشيوعي العدد 38 السنة الرابعة أيلول 2025