ذكريات .... عن ايام الشباب والنضال .... -2 / ابو زياد هاني

ونحن نخرج من المطار , حيث المستقبلين . رأيت الرفيق الدكتور كاظم حبيب. كان يستقبل زوجته ام سامر قادمة من بغداد على نفس الطيارة . شعرت بالراحة والاطمئنان , فهناك من اعرفه . سألت ابو هديل ( أكرم ) ان كان بامكاني التصريف , اشار بيده الى هناك حيث البنك وقال صرف 50 دولار فقط .. بغيابي سال ابو جرير وبهجت عني ولامهم على مرافقتي لهم , اجابه بهجت هذا ,,خوش ولد ,, اعرفه يشتغل بالبعثات ساعدنا كثير . واضاف ابو جرير ممتدحا شخصي , ( اخبرني اكرم بذلك لاحقا ) كان المبلغ 137 دينار جزائري .. كنت لا اعرف كم قيمة الدينار ؟ وكم يوم يمكني العيش بهذا المبلغ ؟ المهم وصلنا الى وسط المدينة اجلسنا اكرم في مقهى كما اسلفت في نهاية شارع ( خمستي ) عند راس زنقة (زمالي ) . وقبل ان يذهب للبحث عن فندق طلبت منه ان يدلني على البريد لاخابر ..بادر ابو جرير مؤكدا على ذلك .. يخابر اخيه ...! اشار اكرم بيده الى بناية في الطرف الاخر من الشارع وقال هناك البريد , يمكنك ان تخابر الى اي مكان .. ذهبت تاركا حقيبتي عندهم .. وصلت الى البريد ورايت التليفونات والناس تخابر وتتحدث لكني لم استطع الاتصال , لانني وبكل بساطة ما كنت اعرف كيف ...؟ عدت اليهم .. كان ابو جرير ينتظر النتيجة على نار .. ها .. قلت .. لم يرفع التليفون احد . هل هو مكان عمل ام بيت ؟ لا ادري .. ! وبسرعة اغلقت الموضوع وحملنا امتعتنا ومشينا خلف اكرم الى الفندق ...كان الفندق في شارع العربي بن مهيدي , والفندق اسمه لالة خديجة .. وهي مناضلة معروفة شهيدة .. قال اكرم انت في غرفة لوحدك في الطابق الثالث وهي ,غالية اشوية , قلت لاباس مو مشكلة ..والاخرين بالطابق الثاني بغرفتين لشخصين .. دخلت الغرفة ذات السرير الواحد الكبير نسبيا .. وضعت الحقيبة وجلست على السرير افكر بالقادم من الايام وما تخبيه , واشعر بالحزن والغربة .. جلست وقت طويل كانه الدهر , بعدها فقت وتسائلت .. ماذا اصابني ؟ هل هو الشوق الى الاهل والوطن ام ماذا ؟؟ لابد ان اتحمل وانا في اليوم الاول .. قررت الخروج لاستكشف العالم من حولي وابحث عن مطعم . يجب ان اعتمد على نفسي ولا انتظرمساعدة احد ...تركت الفندق بعد ان تاكدت من موقعه واسمه .. وانا اسير في شارع خمستي التقيت ابو جرير والاخرين يصحبهم اكرم .. عندما رآني ابو جرير صاح بصوت عالي وكانه تذكرني للتو ... لماذا تخرج لوحدك ؟ قلت انا ما كنت اعرف انكم خرجتم ولا اعرف اين غرفكم ؟ كنت اظن انكم مازلتم بالفندق .... قال ابو جرير وهو يخبرني انه كتب رسالة الى اخية الطبيب فايق البادي والذي يعيش في مدينة باتنة وسيبعثها له عن طريق سواق الحافلات فهو معروف بالمدينة , لانه طبيب ومقيم هناك منذ زمن طويل .. كما ان بهجت وابن اخته سيحجزون القطار الى وهران ومنها الى المغرب ويسافرون غدا .. نزلنا الى الترمينال واودعنا الرسالة الى سائق الحافلة الى باتنة وبهجت حجز القطار.. بعدها ذهبنا الى مطعم اكلنا ثم الى الفندق . قال اكرم بامكانكم الان ان تصرفوا الدولارات بالاسود ف 100 دولار تعادل 750 دينار .. اعطيته 100 دولار وكذلك ابو جرير والشاب الاخر .. ذهب ... ومالبث ان عاد ومعه المئات من الدنانير .. سهرنا قليلا بعدها ذهبنا الى النوم على امل ان نلتقي باليوم التالي ..
في صباح اليوم التالي الخميس الاول من اشباط سافر بهجت وابن اخته ولم التقي به ابدا ..شعرت بحزن عميق لفني وكاني عاشرته العمر كله .... اليوم لابد من الاتصال بالحزب .. خرجنا من الفندق يصاحبنا اكرم بعد ان فطرنا .. طلبت منه مساعدتي .. كيف يتم الاتصال ؟ .. اتصلت على الرقم وحرصت على ان لا يسمع احد حديثي او يرى رقم التليفون .. رفعت السماعة واجابني شخص جزائري سالته عن السيد مثنى الحمداني .. ان كان هو يعمل هنا ,, والرقم صحيح ؟ اجاب .. وفهمت منه ان السيد المعني يعمل هنا فعلا , لكنه غير موجود الان , ويظن انه سوف لن يعود اليوم الى العمل , وطلب مني ان اتصل به يوم السبت الموافق 4 شباط .. ارتحت كثيرا وأطمأن قلبي مرة ثانية , فقد وصلت الى الحزب ...عدت الى الجماعة وكان ابو جرير ينتظر مني اخبار طيبة اخبرته انني حصلت على اخبار جيدة لكني لم اتحدث مع اخي بشكل مباشر , فلم يتواجد بالمكان لكن صديقه الذي اجاب سيخبره بقدومي وساتصل به يوم السبت ...ارتاح ابوجرير كثيرا .. خلال هذه الايام عرفنا اكرم على عراقيين من اصدقائه وشاهدت بالشوارع الكثير من العراقين يمشون جماعات والواضح من هيئاتهم انهم من جماعتنا ,, ورايت فعلا الرفيق ابو حيدر.. سلمنا على بعضنا بالنظرات , فقد سبق لي ان التقيته ايام المؤتمر الثالث .. وعرفت اين تقع القهوة السودة وتجولنا بشوارع الجزائر العاصمة وراينا مداخل حي القصبة وسمعنا شيء عن تاريخها ودورها بالثورة واهلها الثوار .. منتظرا اللقاء بالرفيق مثنى الحمداني .......يتبع