كانت ... قصة شهرين من حياتي  13.! / هاني ابو زياد                

14 اب – 14 تشرين اول  1988...13

هو العفو اذن . عودنا النظام ان يصدر بيانات عن عفو بين فترة واخرى  . النصوص تقول انها  تشمل كل من لهم علاقة بهذه القضية او تلك , ويشمل الجميع الا في حالات خاصة  تستثنى منه فئة معينة .. هذا العفو هو من النوع العام وليس به استثناء . اذن فهو يشملنا ايضا !.. لكننا نعرف وبحكم التجربة ان من يسلم من العرب يعدم  فالعفو خاص بسكان كردستان من مختلف القوميات من كرد واشورين وكلدان وغيرهم . اضافة الى هذا الذي نعرفه فان النظام الفاشي لا امان له  وهذا نعرفه نحن ايضا  اكثر من غيرنا  .. تسليم عوائل رفاقنا من اليزيدين والاثورين واكراد  جاء بقرار من اللجنة المحلية كما تقول الرواية  .. انا لا اعرف ان كان هذا صحيح  فلم اكن معهم باجتماعاتهم  ولا اعرف  قراراتهم , و لكن ,  بالتالي تحمل تبعات هذا القرار  شخص واحد  هو المسؤول الاول عن المحلية .. لا اعتقد ان الحزب حمله مسؤولية التسليم  بدليل بقائه بصفته الحزبية ومركزه لا بل اصبح بالمكتب السياسي .ربما الحزب اعتمد  الوثائق  وبرءه .. فهو اذن سليم الموقف .. لكننا نحن العامة عندما نريد ان نحمل مسؤولية  خطأ ما  لا نرى غير المسؤول الاول وننسى من شاركه بالقرار .يفترض ان تكون المسؤولية تضامنية ..  بعد ان استمعنا الى بيان العفو  تحركة المجموعة باتجاه مقر مراني .. كنت يومها مع الرفيق توفيق  ذهبنا الى هناك كانت اعدادهم  كثيرة نساء ,اطفال ورجال من عوائلنا  ومن غيرهم تملء المقر. التقيت  بعائلة الرفيق توفيق وعائلة الرفيق الشهيد شاكر فانا اعرفهم والعوائل الاخرى . كان المنظر حزين ومحزن  لا يمكنني التحدث عنه  فهو مؤلم .  تركت المقر وعدت الى الرفاق . كانوا قد عسكروا في مكان قريب  من مراني ..

 ربما جاء العفو بالوقت المناسب .!   سيرافق هذا العفو انسحاب لبعض القوات العسكرية التي تسيطر على الطرق والممرات . كما ان الاجواء تهدا قليلا ’ لا هليكوبترات ولا مدفعية , و مدة  شهر تكفي ان نجد  خلالها  طرقا نسلكها  وننسحب الى مناطق اكثر امنا  نعيد بها ترتيب وضعنا  او التوجه الى حدود دول الجوار . كما اننا سنتفرغ الى انفسنا وتقل التزاماتنا مع العوائل  ومسؤولياتنا  ونتحرك بحرية ...  سوف يترك الاهالي الارزاق التي جلبوها معهم  سنجمعها  ونستفيد منها  فلا احد يعرف  كم من الوقت سنقضيه هنا  وبدون علاقة مع الداخل ..  اغلب الناس من المتواجدين بالجبل معنا هم ناس عاديون ,  الكثير منهم ليس لديهم مشاكل مع النظام اصلا ,  ولكنهم هربوا من بطش السلطة  فقد قصفت طائرات النظام قراهم بالاسلحة المحرمة  و منها الاسلحة الكيمياوية   .. ...

باليوم التالي  اي يوم 7 ايلول  سلمت العوائل  ومنهم عوائلنا الى القوات الحكومية والتي كانت تنتظرهم  على مقربة من المقر بسيارات تقلهم الى جهات لا نعرفها  ,, قيل انها عزلت الرجال عن النساء . ساعتها كانت طائرات الهيلكوبتر تملء السماء ويمكن رؤية الجنود فيها بالعين المجردة ..عاد رفاقنا  بعد ان ودعوا  عوائلهم واعز الناس لهم .. كان الجميع  بحزن  عظيم  ولكن حزن رفاقنا  كان اعظم واقسى ...في المساء   كلفني الرفيق توفيق  بمصاحبة الرفيق ماجد القوشي لاستطلاع  المنطقة الشرقية من مقر مراني .قلت له , انا لا اعرف هذه المنطقة ولا فائدة من ذهابي , قال لاباس انا اعرف  ولكن اذهب معه  فالرفيق ماجد  يعرفها !!!  ذهبنا  , اختفينا بين الاشجار واقتربنا الى مسافات قريبة من مواقع عسكرية اتخذت من القرى مقرات لها  ,, راينا الجنود باعيننا . ولا شيء ملفت للنظر فهم يتجولون بالقرية بدون اسلحة . اخذ الظلام  يداهمنا  .. قال الرفيق ماجد علينا ان نخرج من الغابة  قبل الظلام ..اسرعنا الخطى  للتحاق بالرفاق  ... اخبرناهم بما شاهدنا .. يتبع