جيل جديد من القاعدة في الشرق....... / شوقي العيسى   

منذ الوهلة الأولى للتخطيط لعمليات هجوم القاعدة الارهابية على برجي التجارة الامريكية في 11 /9 حيث البصمات الواضحة للمخابرات الأمريكية التي أرادت من ذلك نقل سيطرتها على الشرق الأوسط فحيث العراق وأفغانستان فوجدت ما يسمى ب "القاعدة" لكي تصبح الخطر الذي يهدد الشرق الأوسط من خلال العمليات الأرهابية المستمرة بدعم لوجستي من الولايات المتحدة الأمريكية.

أنتهجت أمريكا سياسة الكيل بمكيالين من ناحية محاربتها للارهاب والمتمثل بالقاعدة في العراق حيث كان التواجد الأمريكي في أوجّه ، ولكن الارادة العراقية وغيرة أبناء الرافدين في محاربتهم للارهاب بالرغم من أتون الفتنة الطائفية التي ادخلتها امريكا بين أبناء الشعب العراقي حالت دون الاستمرارية بمنهج القتل والدمار والصراعات الاقليمية ما جعل من السياسات الامريكية الارهابية في الشرق الاوسط ان تتجه نحو تغيير اسم القاعدة الى اسم جديد وهو "داعش" أو ما يسمى (الدولة الاسلامية في العراق والشام).

نهج اجرامي اختلف عن ستراتيجية القاعدة في القتل والدمار وتهديد واضح للمصالح العالمية وبالخصوص الشعب العراقي الذي نال الحصة الأكبر من القتل والخراب ، ولكن ومرة أخرى ارادة العراقيين في محاربة الارهاب والمخططات الامريكية الهادفة لدمار الشرق الاوسط واستغلال ثرواته ، قد انطلقت فتوى المرجعية الدينية في تشكيل قوات الحشد الشعبي الظهير القوي والمساند للجيش العراقي.

وقد استبسل الحشد الشعبي في محاربة الارهاب ودحر اسطورة "داعش" في العراق مما استدعى من القيادات الامريكية في نقل عناصر داعش الى سوريا في محاولة أخرة لدمار سوريا وبالفعل فقد استمرت العمليات الارهابية في سوريا منذ عام 2010 والى يومنا الحاضر ، وعند اكتشاف الاوراق الامريكية بدعمها لداعش والقاعدة وانهاء هذه الاسطورة الارهابية في الشرق الاوسط من بوابة العراق بدأت عناصر القيادات الامريكية تمهد لاعادة القاعدة من جديد في الشرق الاوسط حيث صرح أكثر من مسؤول أمريكي في الوزارة الخارجية عن خشيتهم من عودة القاعدة من جديد على الساحة الارهابية وكان أخر تصريح لمسؤول الخارجية الامريكي (ناتان سيل) " نخشى من عودة جيل جديد من القاعدة الارهابية من خلال استجماع قواهم في الشرق الاوسط".

وهنا نود الاشارة اليه وهي أن الاقتصاد الامريكي في انهيار متزايد خصوصا بعد قرارات الصين في نيتها الى اصدار عملة جديدة توازي الدولار واليورو للتداول العالمي مما استدعى من الرئيس الامريكي "ترامب" عقد قمة أمريكية – كورية لغرض كسب الرأي العام الا انها باءت بالفشل وعاد ترامب يجر اذيال الخيبة والخسران ، فلم يبقى سوى استخدام ورقة الارهاب في الشرق الاوسط لكسب دعم عالمي للادارة الامريكية من خلال تحضيرات جديدة واستعدادات لمحاربة الارهاب ليبقى الاقتصاد الامريكي في وضع جيد ويبقى سعر صرف الدولار الامريكي بالمستوى المطلوب بعد ان بدأ بالانهيار أمام العملات الاخرى.

هذه سياسة الادارة الامريكية في الشرق الاوسط في ايجاد ما يسمى بالارهاب بمسميات مختلفة لاجل بقاء الاقتصاد الامريكي في توازي مع الاقتصاديات العالمية الاخرى ، ومهما كانت المخططات الامريكية ضد الشرق الاوسط وخصوصا العراق باعتبار ان القواعد الامريكية متواجدة فيه فسوف يواجهون ابناء الشعب العراقي في محاربتهم وكسر كل خبتثهم ومخططاتهم الارهابية.

 

بقلم شوقي العيسى

استراليا- ملبورن