الموصل من الحدباء الى الغرقاء!!!! /  شوقي العيسى       

لم تنفض مدينة الموصل الحدباء غبار "داعش" حتى تستقبل فاجعة جديدة وكارثة أهمال في انقلاب العبارة النهرية في نهر دجلة وغرق الكثير من العوائل من ضمنهم نساء واطفال في صعوبة انقاذ الغرقى من قبل الشرطة النهرية والمسعفين والاهالي بسبب ارتفاع منسوب المياه في نهر دجلة.

أن ما يؤسف هو الاهمال والاستخفاف بارواح الناس من قبل  اصحاب المصالح التجارية التي تتحذ من هذه العبارة كرحلة نهرية سياحية الى غابات جزيرة ام الربيعين السياحية وسط نهر دجلة بغابات الموصل ، ذلك الاهمال الذي يجعل من العبارة تستقطب اكثر من طاقتها الاستيعابية باربع مرات بالرغم من التحذيرات التي تطلقها وزارة الموارد المائية حول ارتفاع منسوب المياه الا أن التجارة بارواح البشر اصبحت سلعة رائجة في بلد العراق.

في الوقت الذي نعزي ذوي الضحايا الذين قضوا غرقا نطالب الحكومة المركزية والمؤسسات السياحية بتشديد المراقبة على ذوي المصالح السياحية بتوخي الدقة والسلامة والامان للانسان والتعجيل بمحاسبة المقصر بهذا الحادث الأليم الذي فجع به الكثير من ابناء العراق.

ان هذه الحادثة تجعلنا نفكر كثيرا في فتح منافذ السدود العراقية نحو أهوار العراق التي اصبحت جافة بسبب الجفاف وعدم وصول المياه لها فمن الاولى عندما يرتفع منسوب المياه في نهري دجلة والفرات ان يكون هناك ممر ينعش الاهوار التي تتألم من شدة الجفاف ، فأهوار العراق ثروة سياحية رائعة حيث مصادر الاسماك والطيور، فعندما تنتعش الاهوار يدر بذلك على خيرات البلد ، فأين المسؤول من ذلك؟

الا يكفي أن العراقي يدفع ثمن محاربة الارهاب والوضع المتأزم اقتصاديا وسياسيا وحتى فكريا فقد أصبح الموت متلازم مع ابناء العراق كافة فحادثة كهذه واخرى في الشوارع من قبيل حوادث السير وكذلك حوادث الحرائق التي تنشب في الاسواق التجارية وغيرها من الفجائع التي لا نحصد منها سوى خسارة الروح البشرية، فهل للحكومة العراقية أن تلتفت الى هذا الكم الهائل من الحوادث وتضع موازين وقيود وضوابط حفاظا على الانسان؟؟؟