خفايا الحوار الاستراتيجي مع إمريكا / شوقي العيسى

 

١٠ حزيران ٢٠٢٠

 

بعد ان تمّت تصفية الخصوم في الساحة السياسية العراقية بدأت الجولة الامريكية مع العراق بالإيعاز الى ادواتها الحاكمة في العراق بقيادة التلميذ البارع السيد الكاظمي بإجراء حوار استراتيجي للعلاقات الامريكية- العراقية لكي تتم عودة الهيمنة الامريكية بشكل رسمي داخل العراق.

للتذكير لقد اقر البرلمان العراقي في كانون الثاني من 2020 قانون بخروج كامل للقوات الامريكية من العراق على خلفية الاعتداء الاثم من قبل الامريكان بانتهاك السيادة العراقية باغتيال الجنرال الايراني قاسم سليماني والشهيد ابو مهدي المهندس داخل الاراضي العراقية ، سبقتها ضربات مستهدفة لقواعد الحشد الشعبي في رسالة واضحة المعالم من الادارة الامريكية للعراق ان لا سيادة عراقية بوجود امريكا داخل العراق.

 

وخطط الامريكان من خلال تحريك الشارع العراقي واحداث اعمال شغب وازيح رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي وطرح أكثر من بديل ومن دون جدوى الا ان يكون مرشح الادارة الامريكية في العراق رئيساً للوزراء وبالفعل بعد الهرج والمرج وادخال البلد في فوضى عارمة وتهاون وذل الاحزاب العراقية وافقوا على قبول السيد الكاظمي لرئاسة الوزراء على ان يستكمل هذه السنة ويعد لانتخابات عراقية جديدة.

 

والان وفي ظل جائحة فايروس كرونا والعالم اجمع يعاني من هذا الكابوس ووسط اضطرابات الشارع الامريكي بتظاهرات عارمة عمّت جميع الولايات بعد اعتداء الشرطة الامريكية بقتل متعمد للأمريكي الاسود من اصول افريقية جورج فلويد ارخى السيد الكاظمي سدوله وستاره في فتح حوار اسماه بالحوار الاستراتيجي على غرار الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق وامريكا التي عقدت عام 2008  حول انسحاب القوات الامريكية من العراق بنهاية عام 2011 وينتهي الوجود الامريكي في العراق. وللإشارة الى ان بنود الاتفاقية الامنية تعطي حرية للعراق بخروج كامل حتى للقوات التي بقيت بعد عام 2011 والتي صنفت لتدريب القوات العراقية وهذا ما استند عليه البرلمان العراقي.

 

من الواضح ان بوادر اجراء حوار استراتيجي بين العراق وامريكا الهدف منه الآتي:

١- اعادة هيبة امريكا بعد خروجها بقرار طرد من البرلمان العراقي بإيعاز من السيد عادل عبد المهدي للبرلمان بضرورة نيل السيادة بالكامل، فمثل هكذا حوار يعتبر تنازل من الجانب العراقي

٢- الهيمنة على العراق وقطع كل الروابط الايرانية في العراق وبالتالي عودة الصراع الايراني - الامريكي في العراق وليس في امريكا

٣- احكام الطوق وتشديد الخناق على الحشد الشعبي واجراء تصفية لكافة القيادات التي شاركت برفض الوجود الامريكي بالعراق

٤- الانتعاش من جديد بعد انخفاض اسعار الدولار في الاسواق العالمية وتدني الوضع الاقتصادي الامريكي بسبب جائحة كورونا من خلال العودة والسيطرة على الحقول النفطية العراقية التي تحرر قسم منها خلال الاشهر الماضية

٥- الدعم المباشر والغير مباشر لحكومة الكاظمي الذي طالما كان يعمل لمخططاتهم في عودة الكثير من البعثيين في تسلم وزارات في حكومته وهذا ما يعطي ضمان لتواجد الامريكان داخل العراق

وهناك الكثير من الاهداف التي من شأنها ان تتمرجح في اروقة السياسة الأمريكية. ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل ما يقوم به الكاظمي يدل على انه يعد لإجراء انتخابات مبكرة؟؟؟