اليومَ تسكرُ سيسيليا / هاتف بشبوش                                               

(بمناسبة تحريم سُكر الشوارعِ في بغداد قبل يومين)

حين ألقى البارُ موسيقاه

وتغلغلَ في القلوبِ عَذلُّ وهوىً ومراميا

وبانَت في العيون ، كلُّ طاقاتِ الحميميّةِ و الإشتهاء

أخبرتهُ جنيةُ النبيذِ الأحمرِ ، بُعيدَ إحتسائها عديدَ الكؤوس :

أنا لستُ من جيلٍ يستاكُ بمسواك

أنا من جيلِ الفرشاه ، والتاتو ، وأقلامِ شفا

أنا من جيلِ سيكارتي في فمي  ، وزجاجتي في يدي

أنا من جيل العناقِ في الهواءِ الطلق

وأردافي بناعمِ أملسها عند السواحلِ، يقيها شرُّ حاسدٍ إذا حسَدْ

أنا الميّاسةُ ، الكيّاسةُ ، المطواحةُ في الليلِ ، على أنغامِ الليدي وسيلين

وجسمي ، أمنحهُ كهبةٍ أو عطايا  ، لعابرِ عشقٍ  أو حبيبٍ شريكِ ، لافرقْ

....................

والحقُ يُقال :

من المّعيبِ هنا في كوبنهاكن ، أنْ تستفردَ بإمرأةٍ سَكرى

لكنهُ البدويّ اللص ، فتجاوزَ حدودَ لياقتهِ ، عند كناري الزيق

وما امتدتْ يداهُ باحثتينِ عن المشتهى ... وما إنتهى

حتى أعلنتْ إحداهنّ حذارَها ، في أنْ لايقربَ ساحةَ سيسيليا**

لأنها اليومَ لم تنويَ الحبّ ، ولا الغزلَ الثقيلَ ولا الخفيف

بل جاءتْ هنا....

بقرارةِ النفسِ الطليقةِ ، البهيجةِ ، كي تغني.... وكي تسكرْ ..وتسكرْ

26/5/2018،

شاعر و ناقد (عراق/ دنمارك)