عن اشباح الليل وقراصنة الانترنيت... / نجم خطاوي                       

عن جرائم التحرش الجنسي والاغتصاب وكيفية تعامل المجتمع والناس أزائها تشير الوقائع وسنن التطور الى ما فحزاه من أن الزمن القادم سوف لن يكون في استطاعة أشباح الليل وقراصنة الانترنيت من استدراج ضحاياهم خلسة ودون رقيب وعبر الشبكة العنكبوتية، وسوف لن تحتاج المحاكم الى كشف مكان الجريمة أو لبراهين وأدلة جرمية، ولا الى تحليل الحامض او بقايا اثار الجريمة، وغيرها...
في السويد ستدلي احدى المحاكم بقرارها حول ادانة احد المتهمين بالاغتصاب عبر الانترنيت... وهي المرة الاولى التي يحاكم فيها مرتكب جريمة عبر الانترنيت وإدانته بالاغتصاب، ورغم أن الجناة يبعدون عنه آلاف الكيلومترات، وهم ٢٧ طفلا من أمريكا وسكوتلاند وكندا، وأكثرهم كان فتيات دون سن الخامسة عشر..
الرجل يبلغ من العمر ٤١ عاما وهو من منطقة uppland  في السويد، وكان قد استدرج ضحاياه من الفتيات الصغار عبر الإنترنيت وعبر صداقات مزعومة ومن ثم باستخدام وسائل التهديد والإرغام لتحقيق غاياته...
في هذه القضية هناك مفهومان قضائيان الأول كلاسيكي يقول بأن لا جرم دون حدث فعلي وأدلة مادية جنائية، والثاني يقول بأن حجم الأذى والآثار التي تتركها هذه الأفعال الشنيعة في اجبار الآخرين وخصوصا الصغار، هي لا تقل خطورة عن تلك التي تتركها حالات الاغتصاب الفعلية الحدوث...
سنعيش ونرى، كما يقولون هنا في السويد، ولربما سنرى قرارات كثيرة من المحاكم بإدانة مجرمي وقراصنة النت اشباح الليل الذين يظنون ان العالم والقانون بمنأى عن جرائم ولربما ستتبنى محاكم كثيرة في بلدان غير السويد، إمكانية ادانة المجرمين كمغتصبين حتى ولو كانت جرائمهم عبر الانترنيت.