جريمة ساحة  الوثبة وبراءة المتظاهرين / جمعة عبدالله           

بكل تأكيد ان الانسان الوطني , الذي يحرص على ابناء العراق , يرفض ويدين ويستنكر بأشد العبارات ,  الجرائم التي حدثت في اليومين الاخرين , من اعمال عنف وجرائم بشعة , والتمثيل في الجثث  وهي من اخلاق الجبناء , وليس من اخلاق الانسان الشجاع . ولكن لابد من طرح السؤال الكبير : لماذا تأتي هذه الجرائم في هذا التوقيت بالذات , وتوصم بفعلها على المتظاهرين ؟ منْ المستفيد والمستثمر والمستغل لهذه الحوادث البشعة ؟ وما الغاية والهدف والطموح في ارتكابها ؟  بعد أكثر من شهرين على التظاهرات الاحتجاجية , واستخدام العنف الدموي المفرط , وبعد ارتكاب مجازر ومذابح بحق المتظاهرين , وبعد بشاعة القتل الدموي . وثورة تشرين متمسكة بسلاحها الفعال السلمية , وبالسلمية وحدها تحقق الثورة اهدافها وطموحاتها , بالسلمية تنهزم الاحزاب وسلطتها الطائفية , بالسلمية الطريق الوحيد  لاعادة الوطن الى اهله الشرعيين ,  وتحقيق مصالح الشعب والوطن . وقد اشاد العالم والمجتمع الدولي  ومنظماته الانسانية والحقوقية , بموقف المتظاهرين الشجاع بالسلمية , امام الموت والقتل والاختطاف والاغتيال . لذلك وقف المجتمع الدولي في حماية المتظاهرين السلميين , وشجب الحكومة واجهزتها الامنية في استخدام  العنف الدموي , وهدد في مطالبته تجاه الحكومة ,  في مسؤوليتها في حماية المتظاهرين الذين يعبرون عن حقوقهم  الشرعية , وطالبت الدول الكبرى بتقديم القتلة الى المحاكم الدولية بتهمة الاجرام والارهاب والقتل المتعمد , بما فيهم رئيس الوزراء المخلوع عادل عبدالمهدي , بتحميله المسؤولية الكاملة , بالقتل والمجازر والمذابح المروعة التي حدثت  , بأعتباره القائد العام للقوات المسلحة . وفرضت وزارة الخزانة الامريكية عقوبات مالية صارمة بحق اربعة من زعماء المليشيات التي شاركت بقتل المتظاهرين , وهددت الاخرين من زعماء المليشيات بقوائم اخرى .  لماذا تحدث هذه الجرائم المروعة الآن ؟  , في الظرف والتوقيت بالذات ؟  , في هذه الايام التي تخوض الاحزاب الحاكمة  صراع  بالخلافات العميقة حول اختيار شخصية رئيس الوزراء الموقت , في الوقت الذي يناقش البرلمان قانون الانتخابي  الجديد , وقانون المفوضية الجديدة , ويناقش اضافات جوهرية في تعديل الدستور , تأتي هذه الاحداث المروعة في الوقت الذي تقترب فيه  الثورة من تحقيق اهدافها وتطلعاتها . لذلك يطرح  السؤال من المستفيد من هذه الجرائم ؟ وكل الامور هي  تشير الى الحسم لصالح المتظاهرين السلميين . بدون شك ان  هذه الحوادث الاجرامية  , هي من نتاج المختبر الامن والمخابرات في خلط الامور بالفوضى  , وتخريب انتفاضة الشعب بالتغيير واخمادها واجهاضها كلياً  , لتعود الامور الى طبيعتها الى ما قبل الواحد من تشرين , اي ماقبل التظاهرات الاحتجاجية , حتى يختارون شخصية رئيس الوزراء من طينتهم , حتى يكون القانون الانتخابي الجديد على قياساتهم , حتى تكون المفوضية الجديدة من جعبتهم الطائفية . يشغلون الرأي في انحراف وتحريف  الحقائق والدوافع ,  في التهويل والتضخيم   هذه الجرائم , وادخلها في مختبر  المكائد والدسائس  والكذب والنفاق والخداع  ,بث السموم ضد المتظاهرين ونعوتهم بشتى النعوت الوضيعة والبذيئة  في قنواتهم الفضائية . وما حدث في ساحة الوثبة ومناطق اخرى من حوداث اجرامية هي من صنع المليشيات والاجهزة الامنية   .

فقد  كانت قيادات الاحزاب الحاكمة ,  غائبة عن الظهور الاعلامي , بل تخشى الظهور الاعلامي  , ولكنها اليوم هم فرسان الظهور الاعلامي ولسانهم عشرة امتار واكثر , من الدس والتهويل والتحريف ,  والتهديد  صراحة بقتل المتظاهرين وافراغ الساحات بالقوة باسرع وقت ممكن  , حتى احدهم يصرخ بقوله ( ماذا تنتظرون حتى يعلقوننا على المشانق ) وبعض الاخر يهدد , بأنه جاءت ساعة  بجمع القرود  ( يقصد المتظاهرين )  في اقفاص مغلقة .  و لكن لابد من كشف الحقائق ,  والمطالبة بتقديم الجناة الى العدالة والقصاص الذين ساهموا بهذه الحودث الاجرامية ( والفيديوهات مكشوفة وجوههم بشكل واضح ) , حتى نعرف من هؤلاء ؟  هويتهم ودوافعهم الاجرامية  .

بعض من قيادة الاحزاب كأنه وجد ( كنز سليمان ) يطالب بقمع المتظاهرين وانهى الفوضى من قاذورات القرود  , الذين يحاولون تخريب الدولة والمجتمع , ويجب انزال  العقوبات الصارمة بحق المتظاهرين , هذا يدل على أن  الاحزاب ومليشياتهم ,  ترعبهم السلمية ويحاولون بشتى الطرق جر التظاهرات الى العنف والفوضى  , وازاء هذه المخططات الشريرة ,  يجب على المتظاهرين تنظيف صفوفهم من المخربين والمندسين وهم من عناصر الاحزاب والمليشيات المرتزقة  . ويبقى سلاح السلمية السلاح الفعال للنصر والانتصار