المتظاهرون لم يغتالوا سليماني والمهندس  فلماذا  الهجوم عليهم ؟ / جمعة عبدالله

اثبت العراق لكل دول العالم , بأنه تحول الى الدولة العميقة التي تديرها المليشيات الارهابية . وفقد معنى الدولة والقانون . وانما تسيره ناموس شريعة الغاب . من قبل هذه المليشيات الموالية الى أيران , وهي التي تتحكم بالدولة وبالقرار السياسي , وفي قبضتها مصير الوطن  . يعني العراق هو في حقيقة الامر دولة المليشيات في بؤرة الفساد والارهاب والاجرام . ومن هذا الانحراف الاعوج والخطير  , قامت ثورة  التغيير تشرين  , في أعادة الامور الى نصابها ومسلكها الصحيح . في اعادة الوطن المخطوف والمسلوب , وتعديل المسار السياسي , الاعمى والاعوج , الذي تتحكم به النفوذ والوجود  الاجنبي  . ومن اجل استقلال الوطن وسيادته , بعيد عن التواجد الاجنبي من اي طرف كان  . فقدمت ثورة التغيير التضحيات  الجسيمة  والباهظة الثمن بسقوط مئات الشهداء وآلآف الجرحى والمصابين والمعوقين . وكما قامت هذه المليشيات الارهابية بعمليات الاغتيالات الواسعة للنشطاء والناشطات الحراك الشعبي . في سبيل اخماد الثورة وقمعها واغراقها بالدماء . وبعد سلسلة من الاحداث العاصفة والكارثية واخرها اغتيال قاسم سليماني وابو مهدي المهندس . أستغلت هذه المليشيات الارهابية اجواء الفوضى وانفلات الامن , لتقوم بغزوة  وحشية وانتقامية على ساحات المتظاهرين  بالضرب والاغتيال والطعن بالسكاكين  , هذا التصرف الاهوج والارعن , لا يمكن تفسيره , إلا بالعقلية المجرمة  في سبيل اجهاض ثورة الشباب , حتى يبقى العراق في  بؤرة الفساد والارهاب . ولكن هذا الهجوم لا يمثل الرجولة والشجاعة على متظاهرين العزل والمسالمين  . واذا ارادت هذه المليشيات الانتقام والثأر من اغتيال قادتهم , ليس ان يوجهوا بوصلتهم الوحشية تجاه المتظاهرين , وانما ان يبرزوا شجاعتهم على الوجود الامريكي في القواعد العسكرية المنتشرة بشكل واسع في العراق . هناك اخذ الثأر والانتقام . أما وصف الشباب المتظاهر بأنهم اولاد الرفيقات , فليس من المتظاهرين من ابناء الرفيقات . من الرفيقة حنان الفتلاوي ولا من الرفيقة عالية نصيف ولا من غيرهن . انهم ابناء الشعب المظلوم والمحروم . من ابناء الشعب الذي قدم  تضجيات جسيمة دفاعاً عن كرامة وعزة  العراق , في محاربة تنظيم داعش الارهابي , ورفعوا اسم العراق  بدماء شهدائهم . أما أبناء الرفيقات فهم في جنة ونعيم في رخاء ورفاه , في ظل الاحزاب الشيعية ,  فالكثير من ايتام البعث تعشعش في احزابهم . وكثير من قياداتهم كانوا من اعوان البعث ومن الرفيقات البعثية . والكثير هم اصلهم من مدرسة عفلق , اولهم رئيس الوزراء المخلوع عادل عبدالمهدي , ان اولاد الرفيقات في احضان الاحزاب الشيعية ,  يأكلون في ملاعق  الذهب ويلبسون الحرير والذهب والياقوت , واولاد الشعب محرومين من العيش الكريم والبسيط , او انهم خارج منطقة  التغطية , يعانون الحرمان والاهمال ,

أن المتظاهرين يطالبون بوطن خالٍ من الوجود والنفوذ الايراني والامريكي . وطن محفوظ السيادة والاستقلال , وليس ساحة صراع لتصفية الحسابات بين ايران وامريكا . انهم  يطالبون بوطن ينتمي الى العراقيين وليس الى غيرهم . وطن يحفظ مصالح العراق ويصون شعبه من المخاطر والمهالك  . وليس عراق بين الفك الايراني والسندان الامريكي . يريدون عراقاً  بعيداً عن الصراعات واجواء الحروب بين ايران وامريكا ... هذا هدف ابناء الشعب الذين  يقدمون حياتهم من اجل حفظ  العراق وسلامته  . اما ابناء الرفيقات فهم في عز ودلال ونعيم  وجنة في احضان الاحزاب الشيعية  .

ولا يمكن للمليشيات الارهابية ان تنجح في محاولاتهم الوحشية  . ان ساعة التحرير اقتربت اكثر من اي وقت مضى .