اين تريدون منا أن نقف ؟ / د.هاشم عبود الموسوي            

من يتابع السجالات و الجدالات و اختلاف الأوليات في مواقع التواصل الإجتماعي و في الإعلام و المنتديات ، سيكتشف بسهولة أن الأمورلدينا أشبه بالجملة المصرية المشهورة " سمك ، لبن ، تمر هندي " ! إذ ندور في الحلقة المفرغة ذاتها ، ونكرر ونجتر الموضوعات والخلافات نفسها ، ولا نملك جدول أعمال وطني يحدد لنا الأولويات الحقيقية ، ثم يبرمج التحديات و مصادر التهديد و الخيارات العقلانيةالواقعية في التعامل معها !

   الأمور مختلطة على كثير من الناس ! الفرصة تتحول الى تحدي والتحدي يصبح تهديدا ، والكلمة الوطنية تغدو مصدرا للإحتراب والإستقطاب و الصراع الداخلي ، كما الإصلاح السياسي إسما حركيا لمحاصصة على القاعدة الوطنية الطائفية ذاتها ، والهوية  ، دورانا حول الذات وتقوقعا و نكوصا ، بدلا من أ،  تكون تطورا و انفتاحا  واعترافا بالآخرين ..

  نحن لا نعرف و الله أين نقف ، فعلا ! بل لا نتفق على الأساسيات في تقييم أوضاعنا و أحوالنا ، هل نحن اليوم أفضل من أمس أم العكس صحيح  ؟!

هل تسير الأمور الى أمام أم ألى الوراء ..هل الأزمة سياسية أم اقتصادية  ؟ وهل الأولويات هي الحفاظ على الوضع الراهن و الإستقرار الهش ، أم أن المطلوب هو النظر الى الأمام ، والتطلع الى الأفضل ؟ لم نحدد ما هو دور الدولة  ، وما هو دور المواطن  في المعادلة الإقتصادية  ، وفيما إذا كنا نريد دولة مواطنة  وقانون ومؤسسات ، أم دولة جاهات وعطوات ومحاصصة !