فشل علاوي يعمق الازمة داخل الاحزاب الشيعية/  جمعة عبدالله

بعد الفشل المتكرر في فرض تكليف مرشح من كابينة الاحزاب الشيعية لمنصب رئيس الحكومة الموقتة , خلفاً للمقال عادل عبدالمهدي . ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع , رغم استخدام العنف الدموي ضد المتظاهرين السلميين , في القتل والاختطاف والاغتيال , لكسر صمودهم وعزيمتهم وصلابتهم  . ان فشل القمع الدموي اجبرهم الى اعادة تقييم حساباتهم . بأنهم  لم يدخلوا من الباب مباشرة , وانما يدخلون من الشباك , تحت شماعة المرشح المستقل . وتقديمه كحل وسط بينهم وبين المتظاهرين في الساحات المدن , فقدموا السيد محمد توفيق علاوي في تكليفه برئاسة الحكومة الموقتة . رغم ان المتظاهرين رفضوه منذ البداية , ولم تنجح  تصاعد وتيرة العنف بالقتل والاغتال والاختطاف , في اجبار المتظاهرين بالقبول في تكليف علاوي . لكن المتظاهرين سدوا الباب مصرين على مرشح مستقل غير جدلي وبالمواصفات التي طرحوها لا تنطبق مع السيد محمد توفيق علاوي . فلم ينجح مسعاءهم مع المتظاهرين في تمرير مرشحهم  , اما المكونات السياسية الاخرى التي في البرلمان ( السنة والكورد ) فقد استخدم اسلوب القوة والتهديد وفرض امر الواقع في الاجبار , بدلاً من استخدام اللغة السياسية والحوار والتفاهم والتوافق . في سبيل انجاح مرشحهم السيد علاوي .

فقد افرغوا استقلالية المرشح المكلف بفرض املاءاتهم ووصاياهم وشروطهم عليه . كأنه غنيمة وكل طرف يريد حصة اكبر من الطرف الاخر , داخل الاحزاب الشيعية نفسها .

لقد ارتكب السيد محمد توفيق علاوي اخطاء جسيمة . بجعلهم يتحدثون بأسمه وينزعون عنه غطاء المستقل والاستقلالية . عكس خطاب التكليف الذي قدمه الى المتظاهرين بوعوده العريضة والكبيرة , كأنه مرشح لدورة برلمانية كاملة , وليس الى حكومة موقتة عمرها عدة شهور . مما جعل المكونات السياسية تتريث في دعمه , وزاد الطين بلة , استخدام سياسة  لوي الاذرع بالقوة والتهديد في فرض ترشيح علاوي في البرلمان  . الذي استجاب الى املاءات الاحزاب الشيعية , بتقديم تنازلات كبيرة لهم . مما أحرج المكونات السياسية الاخرى ,  برفض ترشيحه وعدم القبول به . بعدما اصبح الامر تقاسم نفوذ وحصص بين الاحزاب الشيعية نفسها , مما دب الخلاف والخصام والانسحاب من دعم التكليف حتى من الاحزاب الشيعية  نفسها  , بعدما  تزعم طرفان فقط من كل  الاحزاب الشيعية , وظلوا وحدهم يدعمون السيد علاوي ودون غيرهم , بعدما رفضت ترشيحه المكونات السياسية الاخرى ( السنة والكورد ) بحيث لم يحضر في جلسة التصويت سوى 90 نائباً . ثم تحولت جلسة التصويت الى خلاف وتشنج بين رئيس البرلمان ونائبه . امام هذا الفشل والانسداد الافق السياسي في الحل  . قدم السيد محمد توفيق علاوي اعتذاره على الاقل لحفظ ماء الوجه .هذا الفشل عمق الازمة داخل الاحزاب الشيعية , بينما المكونات السياسية الاخرى ( السنة والكورد )  خرجت منتصرة بفشل سياسة لوي الاذرع ,  وفرض امر الواقع  بالتهديد والقوة ,  وسلب حرية الرأي والتعبير حتى  داخل البرلمان . خرجت هذه المكونات السياسية موحدة في موقفها , رغم كل طرف سياسي منها يسوده الخلاف والخصام والتصادم , ولكن توحدوا امام التهديد وسياسة لوي الاذرع واسقطوها .

هذه الازمة ستعمق الخلاف والازمة داخل الاحزاب الشيعية , وسيكون من الصعب جداً رأب الصدع بينهم . ان تجربة فشل المكلف المرشح السيد محمد توفيق علاوي اضعف كثيراً من قدرة الاحزاب الشيعية على مسك الامور , وخروج من هذه الفوضى . بينما خرج  المتظاهرين اكثر قوة ونفوذا , بأنهم  اصبحوا  حقيقة بأن كل مرشح لم يقبل به المتظاهرين مصيره الفشل الحتمي . والآن الكرة اصبحت في ملعب رئيس الجمهورية , هو الذي وحده سيتصرف في مسألة المرشح المكلف القادم  لرئاسة الحكومة الموقتة .