شهد العراق في الايام الاخيرة تطورات خطيرة , في اقتحام المنطقة الخضراء بقوة عسكرية حوالي ( 40 ) عجلة عسكرية محملة بالرجال والسلاح , هذا التطور الخطير بمثابة الانقلاب العسكري على الدولة , عقب اعتقال احد زعماء المليشيات الولائية ( قاسم مصلح ) بالتهم الدامغة في تورطه في اغتيال نشطاء الحراك الشعبي , وجرائم اخرى بما فيها الفساد والارهاب والاجرام ,  ان هذه المليشيات تتصور أنها فوق القانون والدولة . لذلك ترتكب جرائم والافعال المنافية للاخلاق  بحرية مطلقة . ومنها الافراط بالعنف الدموي ضد المتظاهرين السلميين , ان يدها ملطخة بدماء العراقيين الابرياء . لذلك جاء الاعتقال بمثابة الصدمة غير المتوقعة , لانها  تعتقد هي الدولة وتتصرف بما ترغب وتشاء . وجاء الاعتقال نذير خوف من تبعية الاعتقالات الأخرى قد  تلاحقها  , وتشمل قيادتها بتهم الارهاب الدموي والفساد . لذلك تصرفت بحماقات رعناء ,  في اقتحام المنطقة الخضراء والتوجه الى منزل السيد الكاظمي , واجباره تحت تهديد بالسلاح , ان يختار بين اطلاق سراح ( قاسم مصلح  ) والاذعان والخضوع الى شروطهم , وأما ان يختار الموت . اي أن عملية  الاقتحام العسكري ,تدخل في  الصراع  بين الدولة واللادولة , وهم يعتقدون انهم ابتلعوا الدولة واستباحوا هيبتها . ومن طيشهم وغطرستهم  جاء هذا العمل المتهور والاحمق , الذي كان  من المحتمل جداً ان  يؤدي الى نزيف انهاراً من الدماء , ودفع العراق الى الخراب والفوضى. في سبيل قاتل واحد  معتقل على ذمة التحقيق , يمكن ان يخرج بريئاً أو متهماً , خلال ملفات  الاتهامات الموجهة اليه ,  بتورطه بقتل نشطاء انتفاضة تشرين , واغراقهم بالدماء  . ومن  عنجهيتهم المتغطرسة لم ينتظروا نتائج التحقيق ,  وقاموا بعمل متسرع  وخطير انقلاب على الدولة . لكنهم لم يصلوا الى تحقيق اهدافهم من الاقتحام العسكري , فشلوا  عند بوابات المنطقة الخضراء  , هذا يدفع في الامل ان يتخذ السيد الكاظمي قرارات حاسمة وصارمة , في تفكيك هذه المليشيات الولائية ونزع سلاحها , لانهم تجاوزوا كل الحدود والاعراف المنطقية , ولا مجال للتساوم معهم ,  إلا على حساب الدولة وهيبتها والخنوع لهم , ولا مجال للتراجع بعدما هدووا بالموت لكل من يقف في طريقهم . والمعركة والحسم مازالت تتراوح في مكانها   لم تحسم بعد , فمازال الخطر الجسيم قائماً على كل الاحتمالات  , ممكن ان تنفجر الامور الى الاسوأ , , والتراخي سيزيد من طيشهم وغطرستهم  بتكرار عملية الاقتحام مرات ومرات . اذا لم تحسم المواجهة لصالح هيبة الدولة المخطوفة والمسروقة بشكل سريع وفوري . لا يمكن  للسيد الكاظمي ان يمسك العصا من المنتصف , لابد ان يقف مع العراق لتخلص من هذه المليشيات التابعة الى ايران ,  التي تستنزف اموال العراق ,  بالرواتب والتجهيزات العسكرية والسلاح , وهي تعادي العراق والعراقيين , ينبغي لهذه الفوضى ان تقف عند حدها ,  قبل ان  تدفع العراق الى العنف الدموي والخراب ,لابد ان تنتصر الدولة ضد اللادولة .

..................... والله يستر العراق من الجايات !! .