الاستفتاء الداخلي الذي أجراه الحزب الشيوعي العراقي وسط تنظيماته بخصوص الموقف اللاحق من الانتخابات، والذي حسم بعدم المشاركة فيها ومقاطعتها، ومن ثم الاعلان الرسمي عن ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد في بغداد والذي أعلن من خلاله الموقف الرسمي للحزب عبر بيان اللجنة المركزية،لاقى صدى واسعا وكبيرا وسط رفاق منظمة الحزب والأصدقاء في السويد، بين مؤيد ومتفهم ومساند للقرار، وبين من احتفظ بدواعي الاعتزاز بالحزب ومواقفه، بوجهة نظره وملاحظاته الشخصية المحترمة..

طريق الشعب استطلعت عدد من الشخصيات الثقافية والأكاديمية والسياسية وفي مدن سويدية مختلفة، بخصوص انطباعاتهم والصدى الذي تركه موقف الحزب في أوساطهم ...

الأستاذ القاضي زهير كاظم عبود، يرى :

في ظل أوضاع يكاد ان يضمحل دور السلطة امام تسلط وسطوة الجماعات المسلحة٫ وأمام تجربة عمليات التزوير والتدليس وحرق صناديق الانتخاب في عمليات الانتخابات السابقة ٫ مع وجود مفوضية متخصصة بعملية الاشراف على الانتخاب اتسمت بتابعيتها الى أحزاب معينة اتهمت بانحيازها ومواقفها لصالح تلك الأحزاب والجماعات ٫ وأمام ما خلفته الحرب على ( داعش ) من مأساة إنسانية واقتصادية ٫ وبقاء الالاف من العراقيين قيد الإقامة في مخيمات خارج المدن لم تحل قضاياهم حتى اليوم ٫ مع تدني أوضاع اقتصادية مزرية ٫ وارتكاب جرائم قتل المتظاهرين واغتيال الناشطين في مجال حقوق الانسان دون ان يتوقف نزيف الدم او يتم تقديم الجناة الى العدالة ٫وبغياب ذلك لا يمكن ان يكون هناك معيار يحكم على الانتخابات بالنزاهة والشفافية ٫ وفي حال تم اجراء مثل هذه الانتخابات لن يكون لها اي معنى حقيقي لتجسيد حالة الاختيار الشعبي والوطني من بين الأحزاب والشخصيات الوطنية حتي يمكن ان يكون للعراقي ممثل في السلطة التشريعية يستوعب مكانه التشريعي ويعرف الحاجة الماسة للقوانين والاتفاقيات الدولية وما تعنيه مظاهر السيادة والاستقلال ومصالح الشعب العراقي ونظامه الديمقراطي وصيانة الحريات العامة والخاصة .

الدكتور رياض البلداوي، عبر عن موقفه بتغريدة تضمنت :

مقاطعة الحزب الشيوعي العراقي للانتخابات القادمة يمكن ان تفسر على انها تراجع لقوى اليسار السياسي ولكنها في الحقيقة الدليل النهائي لفشل العملية السياسية في عراق مابعد 2003 وصرخة ضد الفساد عسى ان توقظ من لهم بقية ضمير، وقد تكون ايضا تذكيرا جديدا بحقوق ثوار تشرين والكشف عن قتلة شهدائهم .

الأستاذ مؤيد عبد الستار، عبر عن رأيه كالتالي :

لما تعذر على القوى الديمقراطية الحصول على فرص متكافئة في المشاركة الفعالة في العملية السياسية من خلال انتخابات عادلة ونزيهة بعيدا عن هيمنة سلاح الميليشيات وسلطة المال السياسي وتفشي التزوير على كافة الأصعدة لذلك لا مفر من التخلي عن هذه الالية الديمقراطية : الانتخابات ، ومقاطعتها لأنها اصبحت عديمة الجدوى بل اصبح ضررها كبيرا من خلال منحها الشرعية للأحزاب التي لا تستحق الفوز والتي تحقق مآربها بطرق لا شرعية.

 

الدكتور عقيل الناصري، يختلف قليلا مع زملائه  ويرى :

 

الاستفتاء كان صحيحا، ولمعرفة التوجهات الجماهيرية والقاعدة الحزبية.. لكن الموضوع يكمن في صلب التساؤل . ولهذا يحدد صيغة السؤال بالتعليق أو عدمه؟؟ ولهذا أسأل كيف تريدون إجراء التغيير المناسب، والحزب غير مساهم في العملية الانتخابية. هذا لغز محير، وان التجربة الانتخابية  غير ممكنة منذ بداية عهد الملكية والى اليوم.التزوير مع السلاح المنفلت والمال السياسي وشراء الذمم كلها سوف تستمر إلى ان يعي الشعب العراقي مصيره . والبيئة الملائمة المثالية غير ممكنة التحقيق. ولهذا أنا ضد المقاطعة.

الفنان المسرحي نضال فارس، يرى :

مشاركة في الانتخابات القادمة في العراق هو موقف لشعور الانسان العراقي بالإحباط المتواصل خلال السنين المنصرمة. الاحباط من خلال التزوير العلني الواضح وسيطرة المليشيات بالرشاوى تارة وبالتهديد تارة اخرى. وهذه الانتخابات لا تختلف عن سابقاتها حيث لم يتغير اي شيء، والانسحاب هو الأسلم حتى على الاقل لا يقال انتم شاركتم بالفساد من خلال انتخابكم فاسدين..

الأستاذ سعد دبيس، يعبر عن الموقف كالتالي :

موقف الحزب من عدم المشاركة بالانتخابات هو موقف جرئ وشجاع وخطوة بالاتجاه الصحيح, والحزب كان مدركا  لأهمية عدم المشاركة وهو اول القوى الوطنية الذي يلتمس الخطر. وكان الاستفتاء موقفا ايجابيا من الحزب حول معرفة رأي القاعدة الحزبية في المشاركة او عدمها.

ويقول المهندس حليم رحيم فنجان :

انا مع  عدم مشاركة الحزب بالانتخابات القادمة وأعتبرها خطوة ايجابية للحزب .

الأستاذ حسين علي فليح، له رأيه في الموقف، وقد عبر عنه كالتالي :

انا اعرف الكاظمي بشكل قريب وهو جاء من اجل تحقيق انتخابات حرة ونزيهة ولكن عليه ضغوطات كبيرة، واعتقد بدلا من عدم المشاركة بالانتخابات، كان لابد من تفعيل التيار الديمقراطي. في عدم مشاركتنا بالانتخابات سوف تكون الساحة للمالكي وغيره. رغم الاستفتاء الذي قام به الحزب اعتقد عدم المشاركة خطأ كبير.

الأستاذ فوزي صبار، يعبر عن تطلعه في أن لا تكون القوى اليسارية بعيدة عن الانجازات المستقبلية :

في ظل هذا الجو السياسي المعتم، لا يمكن تبيان الأسس الصحيحة لنجاح العملية الانتخابية وتخدم تطلعات الشعب، فتكون المشاركة فيها عبثية وغير مجدية، وفي نفس الوقت على القوى اليسارية أن لا تكون بعيدة عن أي انجازات مستقبلية تصلح من هذه الأوضاع الغير صحية، لتكون في تعضيدها وإسنادها، وهو ما يتماشى مع سياسة الحزب منذ تأسيسه والى الآن.. أتفق مع القرار الذي اتخذه الحزب الشيوعي العراقي في عدم المشاركة للأسباب أعلاه.

يواصل الأستاذ مؤيد عبد الستار، حديثه، ومخاوفه مستقبلا :

لكن هذه المقاطعة ستؤلب الاحزاب الاسلامية  وتشن هجمات عدوانية على القوى الديمقراطية وتحاول اتهامها بشتى التهم. لذلك على القوى الوطنية اتخاذ الاجراءات الاحترازية وتنشيط الدور الرقابي لمنظمات الدفاع عن حقوق الانسان ولجان البرلمان الرقابية والاستعانة بمنظمة الامم المتحدة في دعم الانتخابات النزيهة .  

وعن خطوة مقاطعة الانتخابات والرأي منها، يواصل الأستاذ القاضي زهير كاظم عبود حديثه :

 أجد ان مقاطعة الانتخابات والدعوة الى ضرورة إقامة دولة المجتمع المدني الديمقراطي تلبية ليس لقرار حزب او تيار او شخصية انما يأتي تلبية لرأي الشارع والمصلحة الوطنية، ويشكل خطوة جادة بغية التفكير مليا في حالة التدهور والنكوص والتراجع الذي اصبحنا بما عليه اليوم٫ ولحين القضاء على بؤر الفساد وسرقة المال العام، ولحين قدرة السلطة التصدي للقتلة والخاطفين والعابثين بأمن العراق ٫ ولحين ان تكون لنا سيادة وكرامة ولا وجود لمظاهر مسلحة لأية دولة اجنبية على ارض العراق٫ وان لا تكون اية مجموعة مسلحة خارج نطاق القوات المسلحة العراقية٫ ولحين ان تنتهي كل مظاهر الطائفية والخراب الاقتصادي ونهب ثروات العراقيين وتوفير الخدمات الأساسية التي توفر الكرامة والخبز والعمل للعراقي فان انسحاب أي جهة من أحزاب وتجمعات وشخصيات عراقية من هذه الانتخابات موقفا حكيما ويشكل الفات نظر لحجم المأساة التي يعيشها العراقي .