(اعتداء أثم جبان على مقر محلية الحزب الشيوعي العراقي في النجف!)

حين تقوم الحكومة باعتقال شخص متهم بالقتل وتعرف أنه لم ينفذ جريمته إلا بتكليف من جهة تقف وراءه ، ولكنها لا تعلن عن تلك الجهة المعنية التي قررت تكليف أحد أفراد قطيعها البهيمي بارتكاب تلك الجريمة ، وهي تعرف أنه يمثل واحدة من تلك الميليشيات الإرهابية الولائية الموجودة في العراق ، ولكنها لا تكشف عن تلك الجهة المسؤولة الفعلية عن تلك الجريمة ، بل وأحياناً تطلق سراح القاتل الفعلي أيضاً ، فأن هذا يعني أن الحكومة ذاتها لا توفر الحماية للمواطنين والقوى السياسية المعارضة فحسب ، بل هي مشاركة فعلية في ارتكاب هذه او تلك الجريمة التي ارتكبت وترتكب يومياً في العراق. هذا ما حصل أخيراً حين قام مجرمون جبناء بإلقاء قنبلة مولوتوف على مقر محلية الحزب الشيوعي العراقي في مدينة النجف في محاولة يائسة وجبانة بث الرعب لا في نفوس الشيوعيين والشيوعيات في النجف ، الذين لا يخشون هذه الحثالة من المرتزقة الجبناء، بل يريدون نشر الإرهاب في النجف عموماً واسكات الصوت الذي أعلن مقاطعته للانتخابات التي يراد بجلاء كبير تزويرها وإعادة إنتاج نفس الطغمة الطائفية الفاسدة الحاكمة حالياً.

ونسبة مهمة من المواطنات والمواطنين تعرف ، من تجاربها المنصرمة ، من هي تلك القوى التي تمارس مثل هذه الأفعال الدنيئة والإجرامية ضد الشيوعيين والمدنيين الديمقراطيين ، وهم يعرفون أيضاً بأن الحزب الشيوعي لا يملك ميليشيات مسلحة تدافع عن رفاقه ومقراته ، وهي تعرف بأن الحزب لا يمارس العنف ولا يملك السلاح ، بل يعمل على وفق الأساليب الديمقراطية في النضال من أجل تحقيق عملية التغيير المنشودة في بلد لا تسوده الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، كما تعرف بأن الحكومة العراقية الحالية مستاءة جداً من موقف الحزب المعارض لسياسات الحكومة الجائرة حالياً ومقاطعته للانتخابات المبكرة التي لا تتوفر لها الشروط الأساسية لتكون حرة ونزيهة وعادلة ، بل ستكون أسوأ في نتائجها عن نتائج انتخابات عام 2018 الفاسدة التي أتت بمجلس نيابي فاسد في أغلبه ومشوه وأداة بيد البيت الشيعي وأحزابه وميليشياته المسلحة والخاضعة كلها بدورها لإرادة وقرارات ولي الفقيه الإيراني. أتت بحكومة أقدمت على استخدام العنف والسلاح في مواجهة انتفاضة تشرين الأول 2019 السلمية والديمقراطية التي طالبت بالإصلاح والتغيير ، والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 700 مواطن ومواطنة وأكثر من 25 ألف جريح ومعوق. ثم أتت بحكومة الكاظمي لتمارس التخدير والفت في عضد القوى المدنية والديمقراطية المناضلة من أجل التغيير الجذري للنظام الطائفي المحاصصي الفاسد القائم ، فتباً لكم يا حكام العراق وتباً لمن تسمونه الطرف الثالث ، وهو ليس ألا الميليشيات الطائفية الولائية المسلحة والعاملة في الحشد الشعبي الولائي .. تباً لك مرة وألف مرة!