في ظل ما يشهده المجتمع الاسرائيلي من التوجه نحو دعم التطرف وانتاج سياسة متصاعدة تخدم الاحتلال وتواجده بالأراضي الفلسطينية المحتلة وفي ظل ما اثمرته الانتخابات الاسرائيلية من نتائج ادت الى حسم الموقف لصالح تكتل اليمين الاسرائيلي المتطرف باتت تشهد الاراضي المحتلة سلسلة من الاحداث العدوانية وظروفا بالغة الصعوبة والتعقيد والتي يتحملها ابناء الشعب الفلسطيني جراء الاعتداءات الإسرائيلية الممنهجة، خاصة في مدينة القدس المحتلة التي تشهد هذه الأيام تصاعداً في تنفيذ الجرائم المختلفة بما فيها التهويد والاستيطان والتهجير والاقتلاع القسري والتطهير العرقي، التي تضاف إلى جرائم المستوطنين ضد أبناء القدس والمقدسات بحماية جيش وشرط الاحتلال لتأخذ بعداً جديداً فيما تتعرض له مدينة القدس .

وتواصل سلطات الاحتلال استهداف المرافق التعليمية في أرجاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي مقدمتها المناطق (ج) خاصة مناطق الأغوار، أو في البلدة القديمة في مدينتي الخليل والقدس، وتستمر بسياسة الحصار المشدد على قطاع غزة كما تواصل تلك السلطات استهداف المناهج الفلسطينية بمدينة القدس وتقوم بحذف كل ما له علاقة بالهوية الفلسطينية .

ما يرافق ذلك من سياسات وإجراءات إسرائيلية وما يتعرض له المقدسيون في حي الشيخ جراح من تهجير قسري واقتلاع يعد جريمة جديدة من جرائم الحرب والتطهير العرقي والتي تستوجب موقفاً دولياً حاسماً ورادعا كون الاحتلال يواصل سياساته ومخططاته وانتهاكه لمنظومة القانون والشرعية الدولية والاستهتار بإرادة المجتمع الدولي، ومواصلته لسياسات تعميق الاحتلال والاستيطان والتهويد والتنكر لأبسط حقوق الشعب الفلسطيني، وتدمير كل إمكانات فرص تحقيق السلام، وهي السياسات والممارسات الإسرائيلية التي يجابها الشعب الفلسطيني وقيادته بكل إصرار على التمسك بالحقوق وانتزاعها، والمضي قدماً في الدفاع عنها وتطوير عناصر ومقومات الصمود والنضال الفلسطيني لتحقيق الاستقلال، وهنا نعبر عن عميق التقدير والاعتزاز بنضال وصمود شعب فلسطين وما حققه المقدسيون من انجاز في مواجهة الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في باب العمود بالقدس .

ويجب التحرك السياسي لمواجهة سياسة الاحتلال وإصراره على اعلانه وممارسته للحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني في ظل انسداد الأفق السياسي نتيجة تعنت وتطرف وإجراءات حكومة الاحتلال وعدم استجابة الإدارة الأميركية وترددها بالإيفاء بالتزاماتها وتعهداتها كون ان الوضع الراهن أصبح لا يطاق ولا يمكن القبول باستمراره وفي ظل ذلك لا يمتلك الشعب الفلسطيني الا التصميم على المضي قدما باتجاه تغير الوضع القائم والانعتاق من الاحتلال وتجسيد الاستقلال الوطني .

يجب ان يقف المجتمع الدولي أمام مسؤولياته لوضع حد فوري لهذا العدوان الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومدينة القدس والتصدي لجرائم الاقتلاع والترحيل القسري بصورة سريعة وحاسمة، وضمان توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني على طريق انهاء هذا الاحتلال .

لا يمكن الصمت امام ممارسات وانتهاكات الاحتلال المتصاعدة كةنها باتت تشكل خطورة بالغة على مستقبل الشعب الفلسطيني كونها تنتهك الحقوق الفلسطينية وتزيد من معاناته ولذلك لا بد من مضاعفة أسباب الصمود والإصرار الفلسطيني على تطوير وتحصين الجبهة الداخلية الفلسطينية من اجل حماية ابناء الشعب الفلسطيني وتواصل العمل المساند على المستوى الجماهيري في المخيمات الفلسطينية في جميع محافظات الضفة الغربية ولتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات وتعزيز الجبهة الداخلية الفلسطينية وبهذا المقام نحي جماهير الشعب الفلسطيني التي تقف بكل بطولة في اماكن المواجهة والاحتدام لحماية الحقوق الفلسطينية والتصدي للاستيطان ومشاريع التهويد والإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال بحقهم .

 

جهود دولية وقرارات مهمة لمناصرة الحقوق الفلسطينية


خطوة مهمة ان تعترف وتقر وتصدر الامم المتحدة قراراتها الأممية بشأن القضية الفلسطينية بما فيها قرار فلسطين بطلب فتوى قانونية ورأي استشاري من محكمة العدل الدولية حول ماهية وجود الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي في أرض دولة فلسطين بما فيها القدس ولعل هذه الخطوات المهمة جاءت بعد سلسلة من الجهود والعمل والتعاون العربي المشترك وخصوصا من قبل المملكة الاردنية الهاشمية بقيادة الملك عبد الله الثاني والذي كانت تعليماته واضحة بأهمية التحرك لدعم القضية الفلسطينية والتحرك الدبلوماسي بشان حماية القدس والدفاع عن الحقوق الفلسطينية وهنا لا يسعنا الا وان نشيد بتلك الجهود وبمواقف الدول التي ساهمت في رعاية ودعم هذه القرارات تأكيدا على التزامها بالقانون الدولي وانسجاما مع مواقفها التاريخية القائمة على مبادئ الحق والعدل والسلام .

وتعد هذه القرارات وتعبر عن التزام ودعم المجتمع الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة حيث يتطلب العمل مع كافة المؤسسات الدولية لمضاعفة جهودها من أجل وضع الاليات الكفيلة بإنفاذ وتطبيق قرارات الأمم المتحدة وصولا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق العدالة الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة بما فيها حقه في العودة وتقرير المصير وتجسيد دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

وما من شك بان هذه القرارات تعبر عن الدعم الدولي الواسع والمهم في هذه المرحلة الشائكة للقضية الفلسطينية مما يعزز مهمة اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة ودورها في ضرورة تفعيل جهودها للمساهمة في الحفاظ على ما تبقى من حل الدوليتين ووضع حد لتمادى التكتل العنصري الاسرائيلي وتوغل حكومة الاحتلال في ممارساتها الاجرامية المخالفة للقانون الدولي، وتأتي هذه القرارات بما يتسق بالمواقف والقرارات الدولية التاريخية الصادرة عن الأمم المتحدة الضامنة والداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة وتقرير المصير، وممارسة حقوقه غير القابلة للتصرف في بناء دولته المستقلة طريقا لتحقيق السلام العادل والشامل بالمنطقة .

وما من شك بان الامم المتحدة تلعب دورا مهما في صياغة المستقبل المتعلق بالشعب الفلسطيني وهي صاحبة القرار بهذا الشأن ويجب عليها ان تتخذ قراراتها وبسرعة من اجل وضع حد لمنظومة التطرف الاسرائيلي والعمل على انصاف الشعب الفلسطيني الخاضع تحت الاحتلال من الكوارث التي لحقت به، وتأتي هذه القرارات نتيجة الجهود العربية المشتركة وتكون بمثابة انطلاقة جديدة لتضع الحقائق امام الامم المتحدة وضرورة حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الامم المتحدة ووضع حد للاحتلال وتماديه في الاراضي الفلسطينية المحتلة وإدانة كل اشكاله وممارساته المنافية للشرعية الدولية وأهمية استمرار الجهود لمضاعفة العمل مع الدول المتضامنة والداعمة والصديقة للشعب الفلسطيني خاصة في ظل التحديات الجسيمة التي تجتازها القضية الفلسطينية وتجسيد الارادة الدولية وإنفاذ العدالة الدولية وتحقيق السلام العالمي .

المرحلة الراهنة وفي ظل ما انتجته اوجه التطرف الاسرائيلي تطلب العمل بشكل جماعي من اجل خلق الفرص وآفاق جديدة ممكن من خلالها تحقيق السلام بتطبيق حل الدولتين المعبر عن الإجماع الدولي، ووضع حد لكل السياسات والممارسات الإسرائيلية الممنهجة حيث تتوعد حكومة اليمين الإسرائيلية الآتية برئاسة "نتنياهو" بتصعيدها مما يعني تقويض حل الدولتين والشرعية الدولية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بصورة رسمية معلنة وتصعيد الحرب الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني واستمرار سياسة الاستيطان والتهجير وتهويد الاراضي الفلسطينية المحتلة وسرقتها ومواصلة ارتكاب جرائم التمييز العنصري والتطهير العرقي .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.