حكومة التطرف تعمل من اجل تكريس الاستعمار الاستيطاني وهي لا تبالي بأي نتائج تذكر ومستمرة في تطبيق مخططاتها للسيطرة على الأرض الفلسطينية والاستمرار في رفضها تطبيق اتفاقيات السلام وفي ضوء ما يجرى في الاراضي المحتلة والتطورات الأخيرة على الساحة الفلسطينية وخاصة بعد سلسلة التصعيد واقتحام المدن الفلسطينية وما يتبعه من انتهاكات إسرائيلية واستمرار العدوان الهمجي على الضفة الغربية مما ادى الى ارتقاء شهداء جدد إضافة إلى التهديدات والدعوات الاستيطانية لهدم قبة الصخرة المشرفة لا بد من التحرك على كافة المستويات وضرورة العمل لحشد الدعم الدولي لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وأهمية رص الصفوف والعمل بوحدوية تامة على كافة المستويات المحلية والدولية وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى العربي للضغط على الاحتلال وحكومته بوقف هجماته العنصرية الممنهجة ومساعيها المستمرة لتفريغ فلسطين من سكانها الاصلين وخاصة في القدس المحتلة وفضح الممارسات الإسرائيلية والاستيطانية والسياسيات الاستفزازية التي تمارسها حكومة الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك .

وفي ظل تصاعد العدوان ورفض حكومة الاحتلال العودة للمفاوضات مع السلطة الفلسطينية ووقف القرارات المتعلقة بعملية الانسحاب من مدن الضفة الغربية واستحقاقات عملية السلام حيث تبدي حكومة التطرف من خلال سياستها الواضحة القائمة على التوسع الاستيطاني وتهويد القدس وتعزيز المستوطنات في الضفة الغربية وضم الأحياء العربية في القدس وتهجير سكانها وتعزيز الوجود اليهودي وجلب أكبر هجرة يهودية لدولة الاحتلال منذ تأسيسها للسيطرة على القنبلة السكانية العربية وإقرار قانون يهودية الدولة مما يعني خلق التفرقة العنصرية وضرب الحقوق الفلسطينية المشروعة لأصحاب الارض الاصليين ومصادرة حقوقهم في المواطنة واستمرارهم في تهويد الارض الفلسطينية .

وإمام ما يجرى من المتغيرات على الساحة السياسية الدولية وفي ظل عدم مقدرة المجتمع الدولي فرض عقوبات على دولة الاحتلال او اجبارها على وقف الاستيطان وإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية باتت تتصاعد عمليات الاستيطان ضمن مخطط مكتمل ومدروس يهدف الي تمرير عمليات الاستيطان في العمق الفلسطيني بمحافظات الضفة الغربية مما يعني تنفيذ سياسة الضم تدريجيا وفرض سياسة الامر الواقع والإبقاء على الاوضاع المتصاعد بشكلها الحالي وتصدير سياستها الاستعمارية الاستيطانية كأمر واقع يفرضه الاحتلال على المجتمع الدولي .

وباتت تعمل حكومة التطرف الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على فرض واقع الاحتلال بشكل واضح واستفزازي في تحدي للمجتمع الدولي حيث سمحت للمستوطنين بحمل السلاح واستخدام القوة المفرطة بحق ابناء الشعب الفلسطيني أينما كانوا وبكافة أنواع الوسائل القتالية ووفرت لهم الحماية الكاملة من قبل جيش الاحتلال مما يعكس مدى تورط حكومة الاحتلال في دعمها لعمليات الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة واستمرارها في خداع المجتمع الدولي .

صمت المجتمع الدولي وعدم تدخله بات يشجع الاحتلال على ارتكابه المزيد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، ويجب العمل على توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وفقا للقانون الدولي، وعلى مجلس الأمن والجمعية العامة ومنظومة الأمم المتحدة بأكملها بما في ذلك الأمين العام العمل على تطبيق القانون بشكل عاجل وفوري بما في ذلك تطبيق قرار مجلس الأمن 904 ودعوتها المحددة لنزع سلاح المستوطنين الإسرائيليين وتواجد دولي مؤقت من أجل ضمان سلامة السكان المدنيين الفلسطينيين وحمايتهم ووقف الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة والاعتداءات الفتاكة والمدمرة التي تمارسها عصابات المستوطنين بحماية جيش الاحتلال بحق ابناء الشعب الفلسطيني .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

دعم القدس وتعزيز الصمود الوطني الفلسطيني
مدينة القدس تمثل محور الصراع وهي القضية الأساسية لكل العرب والمسلمين وأن التضامن العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل يمثل استراتجية شاملة لا بد من تفعيلها في نطاق تحقيق الطموح الوطني وضمان التصدي لمؤامرات الاحتلال ولذلك لا بد من التحرك العربي العاجل من اجل توسيع حملة التضامن مع القضية الفلسطينية حول العالم والعمل على عقد المؤتمرات الدولية لدعم قضية القدس وتعزيز الوعي الإسلامي والإنساني بالرواية الفلسطينية الدينية والتاريخية والسياسية في مواجهة رواية الاحتلال القائمة على تهويد القدس وسرق التاريخ وتزوير الحقيقة .

الوضع اصبح في الاراضي الفلسطينية المحتلة كارثي ولا يمكن ان يستمر حيث يتعرض ابناء الشعب الفلسطيني لظروف حياتية ومعيشية صعبة لا يمكن ان يستوعبه اي احد فالاحتلال قائم على ممارسة القوة والبطش والتطرف العنصري ويعمل على سرقة الارض ويسابق الزمن لإقامة المستوطنات في خرق فاضح للقانون الدولي وتلك المسرحيات وتبادل الادوار التي تجرى بين مختلف الكتل المنتمية لليمين المتطرف تعبر عن طبيعة المأزق السياسي الذي انتجته الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة والتي استمدت نتائجها من خلال استمرار عمليات القتل والحروب والعدوان الهمجي والتدمير والحصار والقتل والاستهتار بالقيم الإنسانية وهذا هو جوهر ومرتكزات وطبيعة التوجه الاسرائيلي الذي يكرس نفس الادوات ويعبر عن نفس المشهد القائم مهما تبدلت الشخصيات في ظل تنامي ظاهرة التطرف بالمجتمع الاسرائيلي وصعود المستوطنين وسيطرتهم على اركان دولة الاحتلال ومختلف مؤسساتها الامنية والعسكرية .

يجب العمل العربي والإسلامي المشترك من اجل دعم الوصايا الأردنية وتعزيز دور الاردن في حماية المقدسات وضرورة التزام العالمين العربي والإسلامي بدعم أهالي بيت المقدس الذين يدافعون عن كل الأمة ويقفون في وجه الاحتلال الغاشم ولا بد من تعزيز اواصر العمل المشترك من خلال ترسيخ مكانة القدس والتأكيد على الحقوق العربية والإسلامية والتاريخية عبر مؤتمر دعم مدينة القدس المنوي عقده في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة مطلع الأسبوع المقبل، والذي يأتي تطبيقا عمليا لقرارات القمة العربية الأخيرة التي انعقدت على أرض الجزائر، حيث أكدت على مركزية قضية القدس لدى العرب والمسلمين ودعم الجهود الاردنية والفلسطينية لتعزيز الصمود المقدسي والدفاع عن القدس وإنهاء سيطرة الاحتلال العسكري الإسرائيلي على المدينة المقدسة ووقف كل اشكال التهويد وتقديم كل الدعم المادي والمعنوي والسياسي لأبناء الشعب الفلسطيني الذين يخوضون معركة حماية المقدسات .

الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا في أرضه وفي عاصمته المقدسة ومرابطا في المسجد الأقصى المبارك رغم كل جرائم الاحتلال وظلمه، الأمر الذي يتطلب مساندة فاعلة وحقيقية من إخواننا العرب والمسلمين وكل أحرار العالم لمساعدة الشعب الفلسطيني ودعم بقاءه والتصدي لمؤامرات الاحتلال وممارسات المستوطنين العدوانية والتي باتت تستهدف الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة .

وبات من الواضح حجم الدعم والمساندة والحماية للمستوطنين لتحقيق أهدافهم الأمنية الخطيرة وسيطرتهم على المسجد الأقصى المبارك وخاصة في ظل تواصل سياسات حكومة التطرف العنصرية الإسرائيلية برئاسة نتنياهو وما تتعرض له الأراضي الفلسطينية والمدينة المقدسة وأهلها المرابطون من اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين واستمرار الاقتحامات اليومية للحرم القدسي الشريف وتدنيس باحاته من قبل المستوطنين بحماية من قبل شرطة الاحتلال كون ان ما يجري في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية بشكل عام هو حرب حقيقية تستهدف طمس الهوية الوطنية الفلسطينية والنيل من المشروع الوطني والحقوق التاريخية للشعب العربي الفلسطيني .

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.